قال الله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين [سورة الأنبياء - 21: الآية 107
رحمة في اخلاقه في شمائله رفي أمره ونهيه في تعليمه وتربيته في شرعته ومنهجه وجهاده
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه شديداً، وقالو: لو دعوت عليهم! فقال: إني لم أبعث لعاناً، ولكني بعثت داعياً ورحمة. اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون.
وقال تعالى: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا [سورة
سراجا تلألأ في حلكة ظلمة احتدمت وأطبقت فاستنارت به البلاد وتنورت بسنته قلوب العباد
نور تبددت أمام مده سحائب الظلام وابطلت عزائم الشيطان وتنكب المبطلون، ترجل الباطل عن ظهر السيادة وامتطى الحق صهوته فلم تمض سنين إلا والباطل محصور والحق منصور
كالغيث إذا همى على أرض يباب لم تلبث أن اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج
أتى وليس يلوح على صفحة الدنيا بارقة إيمان إنما هو بهتان: عبادة أوثان أو صلبان أو نيران
فكشف الله به الغمة وأظهر الملة نفوس زكت ودماء حقنت وأعراض صينت وأموال حفظت ولا يزال إلى قيام الساعة رحمة للعالمين ونصرة للحق المبين،
قال تعالى (أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي بت في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) قال غير ما واحد من المفسرين النور هو محمد صلى الله عليه وسلم يهتدى به
توحيد الله والعقيدة الحقة دعوته ومحاسن الأخلاق رسالته وإصلاح الأرض قضيته هديا ودلا،إشارة وعبارة نطقا ودلالة
بين يدي البعثة
إن العقول مطية إذا صحت حملت أصحابها فأوردتهم موارد الفلاح وأنزلتهم منازل النجاح ويستكمل العقل محامده إذا رُكِّب في نفس صادقة لا يقودها هواها بل الحق هداها
وقد أدرك أقوام ممن سبق البعثة الكريمة أن محمدا صلى الله عليه وسلم سيرسل من ربه وأنه صفوته من خلقه
سأل عبدا لله بن الزبير عُبَيد بن عمير عن مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحدثك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شكا وهو يومئذ ابن عشرين سنة إلى عمه أبي طالب فقال: «أَعَمِّ، إِنِّي مُنْذُ لَيَالٍ يَأَتِيْنِي آتٍ مَعَه صَاحِبَانِ لَه، فَيَنْظُرونَ إليَّ ويَقُولونَ: هُوَ هُوَ ولَمَ يأنِ لَه. فإذا كَانَ رأيُكَ كرَجُلٍ منْهُم سَاكِتٍ فَقَدْ هَالَنِي ذَلكَ».
فقال: يا بن أخي ليس بشيء حلمت.
ثم رجع إليه بعد ذلك فقال: «يَا عَمِّ سَطَا بي الرَّجُلُ الذي ذَكَرْتُ لَكَ فَأَدْخَلَ يَدَه فِي جَوْفِي حَتَّى إنِّي لأَجِدُ بَرْدَها».
فرجع به عمه إلى رجل من أهل الكتاب يتطبَّب بمكة، فحدثه حديثه، فقال: عالجه.
فصوَّب به وصعَّد وكشف عن قدميه، ونظر بين كتفيه، وقال: يا بن عبد مناف ابنك هذا طيب طبيب، للخير فيه علامات، إن ظفرت به يهود قتلته، وليس الرائي من الشيطان، ولكنه من النواميس الذين يتجسسون القلوب للنبوة.
فوا عجبي ممن قام يشكك أو يتشكك أو أسلم بلسانه ولم تسلم جوارحه
وقد للعيان ما يبصره العميان ولكنه البهتان والطغيان للنفس خصمان
(ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور))
معجزاته
أرسله الله وأيده بمعجزات ظاهرات باهرات فالناس فيها فرقان بين مؤمن أو كافر
غلبت على قومه الفصاحة، وساد فيهم البيان فآتاه الله القرآن كلام الرحمن ففاق فصحاء الإنس والجان واتى بمالم يكن في الحسبان.
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنَ الأنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيَ إلاَّ وقَدْ أُعْطِيَ مِنْ الآياتِ مَا آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وإنَّما كَانَ الذي أُوتِيْتُ وَحْياً أوْحَى اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ إليَّ، فَأَرْجُوا أنْ أكُونَ أكْثَرُهُمْ تَابِعاً يَوْمَ القِيَامَةِ
فصار كتاب الله حاويا جامعا لضروب فصاحة العرب وبلاغتهم فائقا لهم عز عليهم مجاراته بأسلوب لم يعهد العرب مثله فلاهو كنظمهم بقوافيه ولا هو ولا كنثرهم بمعانيه أتى بأخبار الأمم السالفة وأنى لهم بها قبله وأخبرهم عن أخبار مستقبلة فصدقت عندهم نبوءته
الانشقاق
وله صلى الله عليه وسلم شق الله القمر قال تعالى" اقتربت الساعة وانشق القمر"
¥