تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدكتور العوا خرج على الساحة الفكرية الإسلامية بين عشية وضحاها، كان محامياً يعمل في مجال المحاماة، ثم انتشر فجأة في وسائل الإعلام كمفكر ومنظر لعددٍ من القضايا الفكرية المثيرة للجدل، ولم يُعرف عن الدكتور العوا قبل ذلك مجالسته للعلماء ولا لطلاب العلم، لم يكن له تواجد في الساحة الدعوية لا بقليل ولا بكثير، ثم خرج علينا يتكلم بكلامٍ قاله معاصرون له، خرج علينا يزعم أنه بعد بحث استمر أربعة وعشرين عاماً توصل لعدد من الأفكار تحوم حول السنة النبوية وتحاول تفريغها من حجيتها بزعم أن بعضها تشريعي وبعضها غير تشريعي.

وذات الأفكار التي تكلم بها العوا .. ذات الأفكار بأم عينها ... تكلم بها من قبله شيخ الأزهر محمود شلتوت في كتابه (الإسلام شريعة وعقيدة)، وحين واجهه أحدهم في حوارٍ بهذا الكلام، قال إنه من باب المصادفة!! ... وهذا عجيب ...

من باب المصادفة أن يتطابق بحثان الأول منهما مشهور جداً؟!!

من باب المصادفة أن يبحث (مفكر) ربع قرن من الزمان ولا يعثر على ما قاله مؤسس التيار الذي يسير هو فيه؟!!

الشيخ محمود شلتوت كان يحمل أعلى الألقاب في زمانه (الإمام الأكبر) ويترأس المؤسسة الدينية الأعلى صوتاً في العالم الإسلامي يومها (الأزهر)، وكانت شخصيته مثيرة للجدل والتساؤلات بما طرح من أطروحات فكرية تتعلق بتقسيم السنة النبوية إلى تشريعية وغير تشريعية، عجيب أن يكون هذا حال الشيخ شلتوت، ثم ينقل عنه العوا ويقول أنه تطابق معه من باب المصادفة. حقيقة أنا لا أصدق الدكتور العوا في دعواه لأسبابٍ ثلاث:

الأول: شهرة من تكلم بكلامه قبله، وهو الشيخ محمود شلتوت.

الثاني: لأن العوا لم تظهر عليه أعراض التفكير والتجديد إلا في سن الشيخوخة، ومن أمحل المحال عند العارفين أن ينشغل المرء بقضيةٍ ما ثم لا تظهر أعراضها عليه. فإن اللسان ينطق بما يحتويه الجنان، شاء المرء أم أبى، ويؤكد ما أذهب إليه السببُ الثالث وهو:

الثالث: أن الدكتور العوا ليس له نتاج فكري مضطرد، وحال المفكرين أنهم يفكرون .. وينتجون .. يطرحون .. ويتفاعلون مع من يقف على أطروحاتهم مؤيداً أو معارضاً، وهذا ما لا نجده في شخص العوا، وإنما مؤتمرات ومحاضرات وفضائيات يسوق فيها بعض المفاهيم المشبوهة، نعم ... المفاهيم المشبوهة.

في إحدى الفضائيات المصرية، وفي برنامج القاهرة اليوم، وفي مطلع شهر نوفمبر من عام 2007 تحديداً في الحلقة التي خصصت لمناقشة أمر الكذاب اللئيم زكريا بطرس كان سليم العوا هو ضيف البرنامج وقال نصاً: "الإسلام والنصرانية يسيران في خطين متوازيين"، وشرح ذلك بأنهما لا يتضادان، وربي يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [سورة المائدة: 72]، وربي يقول: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} [سورة المائدة: 73]، ومن أصدق من الله قيلاًُ؟، ومن أصدق من الله حديثاً؟

كذب العوا وخان أمته ومن يثق برأيه.

والشيعة يسبون أمهات المؤمنين وصحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويقفون في صف أعداء الدين ضد الموحدين، والعوا بيننا وبينهم، يحاول أن يعطي للناس صورة جيدة عن الشيعة، ويدفع عنهم من يتطاول عليهم. في هذا سعية ... ردم الفجوات بين الكفر والإيمان، ردم الفجوات بين أهل الهدى وأهل الضلال، ليصير الكل سواء، ليكون الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، ويكون المتقين كالفجار، وهيهات هيهات.

الحقيقة أن العوا ظاهرة تتكرر كثيراً في الساحة الفكرية الإسلامية يُدفع بعدد من الأشخاص ممن يحملون ألقاباً علمية ويزاد لهم بعض الألقاب المهنية (أمين عام .. رئيس .. مستشار .. الخ)، مما يكبر صورتهم في عين العوام، ثم يتكلمون للناس، يتكلمون بكلام يبدوا جميلاً في ظاهرة، مثل (التقريب)، و (السلام)، و (الحوار) .. الخ، وهم في حقيقة الأمر عقبة على طريق السائرين إلى ربهم، وهذه بعض الأمثلة السريعة غير العوا:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير