تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من آداب التعامل مع الكتب ... للشيخ صالح آل الشيخ]

ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 06 - 08, 02:45 ص]ـ

قال فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في محاضرة (طالب العلم والكتب):

الأدب الثاني: من آداب التعامل مع الكتب أن يهتم طالب العلم بالنُسَخ المصححة، في القديم كان الكتاب يشترى من الورّاقين، يقال فلان ورَّاق يعني عنده مكان ينسخ فيه الكتب ويبيعها أو يبيع لمن أراد أن يبيع كتبه، يسمَّى هؤلاء (الوراقون) الذين يعتنون بنسخ الكتب باليد أو بيع الكتب، وهؤلاء الوراقون منهم المعتني ومنهم غير المعتني، وأشبه ما يكون في هذا الزمن بالمطابع المطابع الموجودة الآن هي ورثت عمل الوراقين فيما مضى من الزمان، لهذا نقول إن صنعة الورَّاقين فيما مضى تناولها أهل العلم بالتحليل، وأن طالب العلم يحرص على أن يشتري كتابًا مصححًا مدققًا، أو أن ينسخ بيده ويقابل ما نسخ بأصله أو أنْ يشتريَ كتابًا ويقابِلَه بنسخة معتمدة مقروءة على أهل العلم وأشباه ذلك، يعني أن طالب العلم مع الكتب لا بدَّ له من أن يعتني بالنسخ الصحيحة في النسخ المخطوطة أو في المطبوعات، وفي هذا الزمن عناية جلّ طلاب العلم بالمطبوعات ولهذا نقول المطبوعات كثيرة وقد ابتدأت الطباعة باللغة العربية منذ أكثرمن خمسة قرون يعني منذ أكثر من خمسمائة سنة ابتدأت الطباعة بالعربي يعني من نحو سنة ألف وأربعمائة أو ألف وخمسمائة بالميلاد لأنها هكذا أُرِّخت يعني من نحو خمسمائة سنة أو أربعمائة سنة وزيادة، وأكثر ما طبع في اللغة العربية في البلاد العربية والإسلامية منذ نحو مائتي سنة من الزمان، وما قبل ذلك تطبع في بلاد الغرب لاهتمامهم بالطباعة.

المقصود من هذا أنَّ الكتب طباعتها قديمة، واليوم الذي يطرح في السوق أنواع من دور النشر وأنواع من الكتب وأنواع من أسماء المحققين أو أسماء المصححين إلخ، ولهذا حصل مرات أنه تنقل عبارات وجمل عن كتب مطبوعة مؤخرًا وتكون طباعتها غير صحيحة وغير دقيقة فيقع الخلط كما حصل لي مثلاً عدة مرات في قاعات الجامعة من أني أقرر شيئًا مثلاً بناء على نسخة من المطبوعات الصحيحة، ويأتي بعض الطلاب مجتهدًا ويبرز الكتاب الذي طبع مؤخرًا فإذا الكلام الذي فيه غَيْرُ صحيح لأنَّ الطَبَعَات المتأخرة ليست كلها معتنى بها وهكذا الطبعات المتقدمة، إذن فالمطبوعات سواء منها ماطبع قديمًا أو ما طبع حديثًا لا بدَّ لك من البحث هل هذه الطبعة صحيحة؟ وإذا أردت أن تعتني بشراء كتاب أو أن تعتني بعلم ما فلا بد أن تحصل الكتب الصحيحة المطبوعة بدقة فيه، فتسأل أهل العلم أو الذين يعتنون بهذا الجانب فتقول مثلاً الكتاب الفلاني ماالنسخة المعتمدة منه، مثلاً تقول تفسير القرطبي ما أصحُّ نُسَخِهِ؟. تفسير الطبري ماأصح نسخه؟. صحيح البخاري ما أصح نسخه؟ التي تقتنيها وتكون عندك في المكتبة ما تحتاج معها إلى نسخة أخرى.

الملاحظ اليوم مع كثرة المطبوعات تجد أن دور النشر تطبع لغرضالتجارة بطبعات لا تأمنها فلهذا ينبغي لك أن تسأل عن الطبعة التي تقتنيها أو الطبعة التي تريد شراءها، فلا تشتري أي كتاب طرح أمامك بل تسأل عنه وتعرف دار النشر التي أصدرته وإذا كان اعتنى به أحد المحققين، تسأل هل هذا المحقق دقيق أو غير دقيق هل هوتجاري أو غير تجاري إلخ، يعني أن اهتمام طالب العلم بالنسخة الصحيحة التي يقتنيها لابد منه، تشتري مثلاً كتاب بعد السؤال عنه تقول مثلاً تفسير القرطبي النسخة الصحيحة منه ما هي؟ فإذا أجبت على هذا السؤال ذهبت وحرصت أن تقتني هذه النسخة سواء كانت مطبوعة أو مصورة أو مطبوعة طبعًا حديثًا بالكمبيوتر، يعني أن تحرص على النسخ الصحيحة من الكتب.

الملاحظ أنَّ من جهة نظري فيما بأيدي الإخوان من الكتب أنَّ كثيرًا منها يكون نسخًا غير صحيحة تكون نسخة لكن غير دقيقة اعتنى بها أحد الناس عناية لا تسمَّى عناية أو يقال إنَّا صححت بمعرفة الناشر أو ما أشبه ذلك ويكون فيها من الأغلاط والسقط وأشباه ذلك ما يعيبها ولا يصلح أن تقتنى لطالب علم يرجع إليها ويبحث منخلالها.

إذن فالأدب الثاني أن يحرص طالب العلم على اقتناء النسخ الصحيحة سواءً كانت مطبوعة طبعات قديمة أو كانت مطبوعة حديثًا، المهم أن تكون نسخة صحيحة فيعرف دور النشر المعتنية الدقيقة ودور النشر التي لا تعتني حتَّى يميز، يعرف المحققين الذين يتاجرون والمحققين الذين يعتنون بتحقيقاتهم ويعرف أيضًا مزايا الطبعات وتعدد الطبعة للكتاب الواحد وميزة هذه على هذه، نتفرع من هذا إلى أن طالب العلم الي يعتني برؤية التحقيقات وما يعمله المتأخرون من حواشي وتعليقات لا بدَّ له أن يعرف أيضًا طبعات الكتاب، لأنَّه حصل مثلاً أن المحقق يرجع إلى جزء وصفحة فهذا يظن أن الكتاب إنَّماطبع مرةً واحدة فيذهب ويرجع إلى الجزء والصفحة هذه فلا يجده فيقول إنَّ هذا وَهِمَ أو غَلِطَ أو نحو ذلك، وقد يكون الكتاب طبع مائة مرة أو عشرين مرة أو ثلاثين مرة أوخمس أو أربع إلخ

فإذن معرفة طالب العلم بطباعة الكتب وعدد مرات طباعتها وميزات هذه وهذه هذا أيضًا من مُكَمِّلات العلم ومن مُلحة التي هي من الآداب العامة التي ينبغي لطالب العلم العناية بها.

منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير