الإساءة "المصرية" لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين أثارت ردود أفعال داخل مصر وخارجها أيضا، ومثلت صدمة كبيرة للرأي العام المصري .. ومع ذلك لم يصدر من الجماعة بيان يغضب من الإساءة المصرية بمثل غضبه من الإساءة الدنماركية! خاصة أن ما بثه التلفزيون الدنماركي جاء لاحقا لما نشرته الصحف المصرية الثلاث من إساءات، فلم سكتت على الأخيرة وغضبت من الأولى .. أليس ذلك غريبا؟!.
والحال أن هذا الموقف "الغريب" من الإخوان، يثير الكثير من اللبس واللغط، فهي في البداية والنهاية حركة سياسية بمرجعية دينية، ولم تستق شرعيتها من "السياسة" وإنما من "الدين" .. ولعل ذلك ما تدركه قياداتها جيدا، وما حملها على عدم التخلي عن شعارها التاريخي "الإسلام هو الحل"، رغم كل الضغوط التي مورست عليها باعتبارها جماعة طائفية لاعلاقة لها بالعمل المدني العام، وحصلت على مقاعدها الحالية بفضل هذه "المرجعية" وليس بفضل شطارتها السياسية.
لن يكون بوسع أحد ممن يتعاطفون مع الحركة أن يتفهم هذا "السكوت" عما صدر من ثلاث صحف مصرية، إلا باعتباره موقفا أدرجته الجماعة بين حساباتها السياسية، سيما وأن إحدى هذه الصحف التي استهلت الإساءة لأهل السنة وللصحابة وتبني الموقف الشيعي في كثير من القضايا، تواترت أنباء عن وجود علاقة "ما" وصفت بـ الغامضة" بينها وبين الإخوان!.
الإخوان طالبوا بمقاطعة "الدنمارك" ولم يدينوا ولم يطالبوا بأي موقف عقابي مشابه لتلك الصحف الثلات التي أساءت لأمهات المؤمنين والصحابة الأطهار رضي الله عنهم أجمعين؟! .. الإساءة كانت واحدة سواء هنا في مصر أو في الدنمارك، فما الذي حمل الإخوان على أن يتحمسوا لإدانة الثانية والسكوت والتغاضي الكامل عن الأولى؟!
ليس ثمة تفسير آخر لذلك إلا أن إدانة الدنمارك ليس لها "تكلفة" سياسية، بمعني أن إدانتها هي شكل من أشكال اللعب في "الهجايص"، بينما إدانة الصحف المصرية تحتاج إلى حسبة "برمة" ووزن الأمور بميزان "السياسة" لا بميزان "الدين" .. وهذا والله هو الخسران المبين.
وما يستلفت الانتباه أيضا أن د. محمد سليم العوا، لم يستطع أن ينام ليلته قبل أن يصدر بيانا يدافع فيه عن "شرف" حسن نصرالله وإيران والشيعة، مئولا كلام فضيلة الدكتور القرضاوي بما يحفظ شرفهم وعرضهم، فيما لم يغضب لعرض وشرف أم المؤمنين عائشة بنت الصديق وحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم!
صحيح أن ما يحدث في حقيقته "فتنة" لتمحيص القلوب والضمائر والسرائر .. ولكنها فوق ذلك فتنة لفرز القوى السياسية والفكرية عامة من
http://www.salafvoice.com/article.php?mod=1&c=122&sc=122&a=316&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaWNlLmNvbS9zZWFyY2guc GhwP2NyaXRlcmlhPSVDNyVFMSVEQSVFNiVDNyZzdWJtaXQ9JUM 3JUM4JUNEJUNCKyVERCVFRCslQzclRTElREElRTQlRTYlQzclR TQ=&sr=true
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[11 - 02 - 09, 02:09 ص]ـ
د. سليم العوا وإدمان التأويل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
نشرت جريدة "المصريون" في عددها الصادر في 4/ 9/2006 هذه التصريحات للدكتور محمد سليم العوا، يعتذر فيها للأمة عن تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي حول الشيعة، وحسن نصر الله جاء فيه ما يلي:
"في بيان أصدره الدكتور محمد سليم العوا بوصفه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتلقت المصريون نسخة منه، نفى ما نشر عن القرضاوي من انتقادات للشيعة أو السيد حسن نصر الله زعيم جماعة حزب الله اللبنانية، وقال العوا أن تصريحات القرضاوي فيما يخص التعصب الشيعي كانت "سبق لسان" مضيفا قوله: وإذا كان لفظ التعصب قد جرى على لسان فضيلته في هذا السياق فإن حقيقة المقصود به هو التمسك بالمذهب وبالآراء التي يعبر عنها أو يتبناها علماء الشيعة الإمامية، وهو أمر محمود لا عيب فيه ولا مأخذ عليه، ولم يكن ذكر التعصب إلا سبق لسان مقصوداً به معنى التمسك المحمود بالمبدأ جملة وتفصيلاً، وبخصوص اتهامات القرضاوي للشيعة بالعمل على اختراق المجتمعات السنية قال العوا: وما ذكره فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي عن رفضه لمحاولات بعض الشيعة التأثير على أفراد من أهل السنة لتحويلهم إلى المذهب الشيعي كان المقصود به تلك المحاولات الفردية غير المسؤولة التي تبث الفرقة والفتنة بين أبناء
¥