[صدر مؤخرا في دمشق كتاب بعنوان "ضياع ديني: صرخة المسلمين في أمريكا" إعداد الكاتب الأمريكي جيفري لانغ]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 07 - 08, 03:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
ماذا ستفعل إن صرتُ مسيحية ذات يوم؟
سؤال يا صاحب الأسرة لابد أن تجيب أنت عليه: ماذا لو فاجئتك ابنتك أو فاجئك ولدك فقال لك:
ماذا ستفعل إن صرتُ مسيحية ذات يوم؟ وهل عندك علم بدينك لتقنعه بعدم الردة؟
صرخة المسلمين في أمريكا
صدر مؤخرا في دمشق كتاب بعنوان "ضياع ديني: صرخة المسلمين في أمريكا"
إعداد الكاتب الأمريكي جيفري لانغ.
يعد الكتاب صرخة استغاثة من أجل المسلمين الجدد في أمريكا وأبناء المسلمين المهاجرين إليها.
تناول الكتاب في أساسه للمشكلات التي يتعرض لها هؤلاء في أمور دينهم وفي صلتهم بالمجتمع الأمريكي، تلك الصلة التي توقعهم بتناقضات واضطرابات في عقيدتهم، وفي التزامهم بالدين.
عرض المؤلف أولاً تجربته في انتقاله من الإلحاد إلى الإيمان عن طريق دراسة القرآن دراسة نقدية من أجل المعرفة.
وطرح من خلال ذلك أسئلة حتى وقع على أجوبة شافية، قادته للإيمان العميق.
ثم عرض للأسئلة التي كانت تأتيه على الموقع الإكتروني من المسلمين الجدد الأمريكيين ومن أبناء المسلمين المهاجرين "الجيل الثاني" وكانت أسئلة محرجة تظهر مدى المشكلات النفسية والاجتماعية والعقائدية التي يعانون منها ..
وكانت تلك الأسئلة تتعرض لموضوع المرأة ومكانتها في الإسلام ومعاملة القائمين على المراكز الإسلامية لها، ومشكلاتها في الشارع ومع الحجاب.
كما تعرض لمسألة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وزواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها، وأشار إلى مسألة خلط المسلمين عاداتهم وتقاليدهم بالدين الذي أدخلوا عليه ما ليس منه.
ماذا ستفعل إنْ صرتُ مسيحيةً ذات يوم؟
ويروي: " ذات مساءٍ صيفي قبل بضع سنين، كنت وابنتي جميلة نتمشى في المنطقة المجاورة عندما فاجأتني بالسؤال التالي: "بابا ماذا ستفعل إنْ صرتُ مسيحيةً ذات يوم؟ " ... طرحت السؤالَ بجديّةٍ دلّت على أنه لم يكن مجرد افتراض، خصوصاً لدى مَن هي في التاسعة من العمر"، "سألتُها محاولاً جهدي أن أبدو متزناً غير متلعثم: "هل تعرفين كثيراً عن المسيحية؟ " فاجأتني قائلةً: "فقط كنت أتساءل إنْ كنتَ ستغضب مني؟ هل غضبت جدتي وهل غضب جدي منك عندما تخلّيتَ عن المسيحية؟ ".
بهذه المحاورة يفتتح جيفري لانغ كتابه، ويتابع: "كان جميلاً منها أن تجري مثل هذه المقارنة، إذ ساعدتني بذلك على الهدوء قليلاً.
فأجبتُها متذكراً الصدمةَ والقلق اللذين ظهرا على وجه أمي والهياجَ الذي أبداه أبي؛ لقد هال الأمرَ أمي فانهارت، وهددني أبي بطردي من البيت.
ثم تابعت ابنته المحاورة قائلة: "أنا لا أفكر حقاً، يا أبتِ، أن أصبح مسيحية، ولكني أظن أنه من الأسهل على المرء ألا يكون مسلماً".
لم يكن تساؤل الفتاة غريبا بل هو تعبير عن واقع ملموس يعبر عنه جيفري لانغ منتقداً سياسة الصمت تجاه تساؤلات الأجيال بقوله:"ولولا أني تلقيتُ استغاثاتٍ، خلال سنواتٍ عديدة، من آباءِ أطفالٍ ارتدوا عن الإسلام، لافترضتُ أن الجهل أو اللامبالاة هما سبب الصمت تجاه هذا الأمر، فلماذا نتحاشى هذا الموضوع؟ وبالرغم من طرحي لهذا السؤال مراتٍ عديدة، فإني لا أعرف الجواب بوضوح، ولكني أعتقد أن سبب الصمت هذا ناجمٌ عن مزيجٍ من الإنكار والجبرية، والارتباك، والروح الانهزامية.
فبعض المسلمين يرون في حضور حفنة من شباب المسلمين في المؤتمرات الإسلامية دليلاً على أن الأمور كلها بخير، ويؤكد الآخرون أن الله بمعجزةٍ سوف يقلب الأمور رأساً على عقب.
يعلق جفري لانغ آماله علي المسلمين الأمريكيين الشباب باعتبارهم في أفضل موقع لإعادة تقويم التراث الواسع الذي ورثناه باسم الإسلام، يخاطبهم "بما أنكم لم تنشؤوا في ثقافة إسلامية تقليدية، ولأنكم تعلمتم منذ اليوم الأول في المدرسة على البحث والسؤال والنقد والتحليل، فأنتم المرشحون الأساسيون لمحاولة فصل الدين عن الثقافة، وللتمييز بين ما هو جوهري للإسلام من التفسيرات المقيدة بزمان ومكان".
¥