تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القول فيمن يؤخذ عنه ومن لا يؤخذ عنه ومن يقتدى به ومن يترك قوله وحق العالم على المتعلم]

ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 02:48 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

قال الإمام أبو عمرو الداني - رحمه الله - في أرجوزته المنبهة:

القَوْلُ فِيمَنْ يُؤخَذُ عَنَّهُ، وَحَقُ العَالِمِ عَلَى المُتَعَلِّم

وَاطْلُبْ هُدِيتَ العِلْمَ بِالوَقَارِ ... وَاعْقِدْ بِأنْ تَطْلُبَهُ لِلبَارِي

فِإنْ رَغِبْتَ العَرْضَ لِلحُرُوفِ ... وَالضَبْطَ لِلصَحِيحِ وَالمَعْرُوفِ

فَاقْصِدْ شُيُوخَ العِلْمِ وَالرِوَايَه ... وَمَنْ سَمَا بِالفَهْمِ وَالدِرَايَه

مِمَنْ رَوَى وَقَيَّدَ الأَخْبَارَ ... وَانْتَقَدَ الطُّرُقَ وَالآثَارَ

وَفَهِمَ اللُّغَاتَ وَالإِعْرَابَ ... وَعَلِمَ الخَطَأ وَالصَّوَابَ

وَحَفِظَ الخِلافَ وَالحُرُوفَ ... وَمَيَّزَ الوَاهِيَ وَالمَعْرُوفَ

وَأَدْرَكَ الجَلِيَّ وَالخَفِيَّ ... وَمَا أتَى عَنْ نَاقِلٍ مَرْوِيَّ

وَشَاهَدَ الأَكَابِرَ الشُيُوخَ ... وَدَوَّنَ النَّاسِخَ وَالمَنْسُوخَ

وَجَمَعَ التَّفْسِيرَ وَالأَحْكَامَ ... وَلازَمَ الحُذَّاقَ وَالأَعْلامَ

وَصَحِبَ النُّسَّاكَ وَالأَخْيَارَ ... وَجَانَبَ الأرْذَال وَالأَشْرَارَ

وَاتَّبَعَ السُّنَّةَ وَالجَمَاعَه ... وَقَامَ لِلَّهِ بِحُسْنِ الطَّاعَه

فَذَلِكَ العَالِمُ وَالإمَامُ ... شُكْرَاً بِهِ لِلَّهِ لا يُقَامُ

فَالْتَزِم الإِجْلالَ وَالتَوْقِيرَ ... لِمَنْ يُرِيكَ العِلْمَ مُسْتَنِيرَا

وَكُنْ لَهُ مُبَجِّلاً مُعَظِّمَا ... مُرَفِّعَاً لِقَدْرِهِ مُكَرِّمَا

وَاخْفِضْ لَهُ الصَّوْتَ وَلا تُضْجِرْهُ ... وَمَا جَنَى عَلَيْكَ فَاغْتَفِرْهُ

فَحَقُهُ مِنْ أَوْكَدِ الحُقُوقِ ... وَهَجْرُهُ مِنْ أَعْظَمِ العُقُوقِ

القَوْلُ فِيمَنْ لا يُؤخَذُ عَنْهُ العِلْم

وَالعِلْمَ لا تأخُذْهُ عَنْ صُحُفِيِّ ... وَلا حُرُوفَ الذِكْرِ عَنْ كُتُبِيِّ

وَلا عَنْ المَجْهُولِ وَالكَذَّابِ ... وَلا عَنْ البِدْعِيِّ وَالمُرْتَابِ

وَارْفُضْ شُيُوخَ الجَهْلِ وَالغَبَاوَه ... لا تَأخُذَنَّ عَنْهُم التِّلاوَه

لأنَّهُم بِالجَهْلِ قَدْ يَأتُونَ ... بِغَيْرِ مَا يُرْوَى وَمَا يَرْوُونَ

وَكُلُّ مَنْ لايَعْرِفُ الإِعْرَابَ ... فَرُبَّمَا قَدْ يَتْرُكُ الصَّوَابَ

وَرُبَّمَا قَدْ قَوَّلَ الأئِمَّه ... مَا لا يَجُوزُ وَيَنَالُ إثْمَه

فَدَعْهُ وَالْزَمْ يَا أخِي الصَّدُوقَ ... وَمَنْ تَرَاهُ يَحْتَبِي الطَّرِيقَ

طَرِيقَ مَنْ مَضَى مِنَ الأسْلافِ ... أُوْلِي النُّهَى وَالعِلْمِ بِالخِلافِ

القَوْلُ فِيمَنْ يُقْتَدَى بِهِ وَمَنْ يُتْرَكُ قَوْلُه

تَدْرِي أخِي أَيْنَ طَرِيقُ الجَنَّه ... طَرِيقُها القُرْءَانُ ثُمَّ السُّنَّه

كِلاهُمَا بِبَلَدِ الرَّسُولِ ... وَمَوْطِنِ الأصْحَابِ خَيْرِ جِيلِ

وَمَعْدَنِ الأتْبَاعِ وَالأخْيَارِ ... وَالفُقَهَاءِ الجِلَّةِ الأحْبَارِ

فَاتَّبِعَنْ جَمَاعَةَ المَدِينَه ... فَالعِلْمُ عَنْ نَبِِيِّهِم يَرْوُونَه

وَهُمْ فَحُجَّةٌ عَلَى سِوَاهُم ... في النَّقْلِ وَالقَوْلِ وَفي فَتْوَاهُم

وَاعْتَمِدَنْ عَلَى الإمَامِ مَالِك ... إذْ قَدْ حَوَى عَلَى جَمِيعِ ذَلِك

في الفِقْهِ وَالفُتْيَا إلَيْهِ المُنْتَهَى ... وَصِحَّةِ النَّقْلِ وَعِلْمِ مَنْ مَضَى

وَامْحُ الَّذِي في الكُتْبِ وَالصَّحِيفَه ... مِنْ قَوْلِ ذِي الرَّأْيِ أبي حَنِيفَه

وَصَحْبِِهِ إذْ خَالَفُوا التَّنْزِيلَ ... وَخَالَفُوا في حُكْمِهِ الرَّسُولَ

وَحُكَّ مَا تَجِدُ لِلْقَيَّاسِ ... دَاوُودَ في دَفْتَرٍ اوْ قِرْطَاسِ

مِنْ قَولِهِ إذْ خَرَقَ الإجْمَاعَ ... وَفَارَقَ الأصْحَابَ وَالأتْبَاعَ

وَاتَّبَعَ الجَاحِظَ وَالنَّظَامَ ... وَمَنْ بَغَى وَنَابَذَ الإسْلامَ

في نَفْيِّ الاسْتِنْبَاطِ وَالقِيَاسِ ... وَمَا جَرَى عَلَيهِ أمْرُ النَّاسِ

وَجَانِبِ الأرَاذِلَ المُبْتَدِعَه ... وَاعْمَلْ بِقَوْلِ الفِرْقَةِ المُتَّبِعَه

وَاطَّرِحِ الأهْوَاءَ وَالآرَاءَ ... وَكُلَّ قَوْلٍ وَلَّدَ المِرَاءَ

مَنْ دَارَ بِالسُّنَّةِ فَاسْتَمِعْهُ ... وَكُلَّمَا قَدْ حَدَّثَ اتَّبِعْهُ

إذَا رَأيْتَ المَرْءَ قَدَ أحَبَّ ... أئِمَّةَ الدَينِ وَعَنْهُمْ ذَبَّ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير