ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:18 م]ـ
ثانيا: كيفية إعدام الشيخ رحمه الله
اختلف المؤرخون في الجهة الاستعمارية المختطفة له وكيفية إعدام الشيخ العربي التبسي رحمه الله، وحكى الباحث أحمد عيساوى حكاية أسندها عن المجاهد أحمد الزمولي عن إبراهيم جوادي البوسعادي الذي كان ضمن تشكيلة القبعات الحمر وحضر معهم يوم اختطاف الشيخ من بيته، كما حضر مراحل إعدامه وكان منظر الإعدام سببا في التحاقه بالمجاهدين كما ذكر، وجاء في هذه الرواية ما يلي:» وقد تكفل بتعذيبه الجنود السنغاليون والشيخ بين أيديهم صامت صابر محتسب لا يتكلم إلى أن نفذ صبر "لاقايارد"-قائد فرقة القبعات الحمر-، وبعد عدة أيام من التعذيب جاء يوم الشهادة حيث أعدت للشيخ بقرة كبيرة مليئة بزيت السيارات والشاحنات العسكرية والاسفلت الأسود وأوقدت النيران من تحتها إلى درجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دونما رحمة وهو صابر محتسب، ثم طلب منهم لاقايارد حمل الشيخ العربي .. فحمله أربعة من الجنود السنغاليين وأوثقوا يديه ورجليه ثم رفعوه فوق البقرة المتأججة وطلبوا منه الاعتراف وقبول التفاوض وتهدئة الثوار والشعب، والشيخ يردد بصمت وهدوء كلمة الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم وضع قدميه في البقرة المتأججة فأغمي عليه .. ثم أنزل شيئا فشيئا إلى أن دخل بكامله فاحترق وتبخر وتلاشى «[الشيخ العربي التبسي مصلحا لأحمد عيساوي (131 - 132)]. فرحمه الله رحمة واسعة، وهو إن شاء الله ممن صدق ما عاهد الله عليه وقضى نحبه وما بدل تبديلا.
ـ[محمد حاج عيسى]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:19 م]ـ
المطلب السادس: من ثناء أهل العلم والفضل عليه
1 - قال الشيخ ابن باديس:» الأستاذ العربي بن بلقاسم التبسي، هذا رجل عالم نفاع قصر أوقاته ببلدة تبسة على نشر العلم الصحيح وهدي العباد إلى الدين القويم، فقد عرف قراء الشهاب مكانته بما نشرنا له، وخصوصا مقالاته الأخيرة " بدعة الطرائق في الإسلام " ولأول مرة زار هذا الأستاذ قسنطينة فرأينا من فصاحته اللسانية ومحاجته القوية مثل ما عرفناه من قلمه، إلى أدب ولطف وحسن مجلس طابت له المنازل ورافقته السلامة حالا ومرتحلا».
2 - قال الشيخ الإبراهيمي: «مدير بارع ومرب كامل، خرجته الكليتان الزيتونة والأزهر في العلم، خرجه القرآن والسيرة النبوية في الدين الصحيح والأخلاق المتينة، وأعانه ذكاؤه وألمعيته على فهم النفوس، وأعانته عفته ونزاهته على التزام الصدق والتصلب في الحق وإن اغضب جميع الناس، وألزمته وطنيته الصادقة بالذوبان في الأمة والانقطاع لخدمتها بأنفع الأعمال، وأعانه بيانه ويقينه على نصر الحق بالحجة الناهضة ومقارعة الحجة بالحجة ومقارعة الاستعمار في جميع مظاهره» (2/ 218).
3 - قال الشيخ أحمد حماني: «وقد كان عالما محققا ومدرسا ناجحا ومربيا مقتدرا وكاتبا كبيرا يمتاز بأسلوبه العلمي بالعمق والمتانة ودقة المعلومات، لكنه لم يترك آثارا كثيرة لاشتغاله -طول حياته- بالتدريس، وما تركه من آثار يبرهن على مكانته العالية في الكتابة، وكما كان كاتبا كان خطيبا مصقعا، ومحدثا لبقا ومحاورا ماهرا، يمتاز بحضور البديهة والمقدرة على الإقناع القلبي والفكري وحسن البديهة، وله فيها أمثلة رائعة» [صراع بين السنة والبدعة (2/ 57)].
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه سبحانه، وأن ينفعنا به وسائر طلبة العلم السلفيين، وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:32 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا محمد
واصل
حفظك الله
نفعنا الله بعلمك
ـ[ابو البراء]ــــــــ[10 - 11 - 06, 03:46 ص]ـ
رحم الله العلامة العربي التبسي و جزاكم الله خيرا اخانا الشيخ حاج عيسى
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[24 - 11 - 06, 01:51 م]ـ
كلمات منيرة للشيخ التبسي
3 - رحمه الله تعالى-
قال رحمه الله في معرض الرد على بعض الطرقيين: ((أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد وأحدثوا تحريفا ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة وما نقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم)) (المقالات1/ 115).
¥