تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بُشرى سارة للمالكية - طباعة كتاب التوضيح الإمام خليل

ـ[أبوصخر]ــــــــ[11 - 09 - 08, 09:47 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمدلله ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين، سيّد ولد آدم، محمد بن عبدالله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و على آله و صحبه و أهل بيته الكرام الطاهرين، أما بعد،،،

"فإن المذهب المالكي أول مذهب من المذاهب دوّن و نقح، و تصدّت علماؤه لضبط العلم و إرساء قواعده، و إيضاح مشكلاته، و تبسيط عويصه لإفتاء الناس، و حل مشاكلهم و الإجابة على نوازلهم، حيث تولى الإمام مالك -رحمه الله تعالى- تأليف كتابه المعروف [الموطأ] فكان إحدى اللبنات الأولى و الأساسات الراسية لتدوين علوم الحديث و ضبطها، و استخراج الأحكام الفقهية منها، و بلغ من العلم مبلغا نال به عند العلماء الأعلام و الخلفاء العظام تلك المنزلة العالية التي دونها التاريخ العلمي الفقهي بكل مجد و افتخار، و حفظ الله له ذلك المكان في قلوب عباده الصالحين، و المنصفين من العلماء العاملين، فاقتدوا به و رددوا كلامه و حكمه و مواقفه الخالدة، و فتاويه المستنيرة بالكتاب و السنة و عمل صالحي الأمة.

و هكذا نهج كبار تلامذته نهجه، و نسجوا على منواله، و اتخذتهم الأمة أساتذة موفقين، و حملة دين مسددين، فنبه من خلال تدريسهم و جمعهم و تأليفهم علم صالح و فقه خالص، نفع الله به البلاد و العباد، و عصمهم الله بذلك من التردي في كثير مما تلطخ به غيرهم من العقائد الفاسدة أو العبادات المبتدعة، و المسالك المنافية للعقل و الدين و هدي خير المرسلين - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

و ظل الأمر على ذلك حتى تعددت المذاهب الفقهية، و كثرت المؤلفات المختصرة و الموسوعية التي يتعلم منها الناس أحكام دينهم في العبادات و المعاملات و فض الخصومات و المنازعات، جمعا للفروع و الفتاوى و الاستنباطات المختلفة، فكان للمذهب المالكي من ذلك الصدارة و الجدارة التي يرجع إليها، حتى عند علماء المذاهب الأخرى.

وعلى مر العصور أثرى هؤلاء الجهابذة المكتبة الفقهية الاسلامية بمؤلفات رائدة، حظيت بالقبول لدى العامة والخاصة، وتلقاها العلماء والفقهاء والقضاة، وقد قيض الله لجهد هؤلاء من يخرج مكنونات علمهم من خزائن المخطوطات وظلامها إلى نور المطبوعات، تيسيرا للمسلمين، وتسهيلا لهم لينتفع به العوام والخواص ويتعلموا منه أحكام دينهم ودنياهم، وهكذا فلا يزال في هذه الأمة من يحب تراثها، ويحيي منتجاتها، ويبذل فيها الوقت والمال والفكر والعقل، من أجل وضعها في متناول أهل العلم و طلابه و الحمدلله على ذلك أولاً و أخيراً.

ومن كنوز هذا التراث الفقهي الثمين، أخرج كتابنا هذا: كتاب التوضيح للشيخ الإمام خليل بن إسحق الجندي المالكي -رحمه الله-، الذي هو شرح وتوضيح لمختصر جامع الامهات لجمال الدين ابن الحاجب، وهو كتاب شهير، وضع الله عليه القبول، واعتمده الناس، وهو أكثر شروح جامع الامهات فروعا وفوائد ... هكذا قال عنه الحطاب في مواهب الجليل.

وقال عنه ابن فرحون في الديباج: ألّف - أي: الشيخ خليل - شرح جامع الامهات وشرحه شرحاً حسناً، وضع الله عليه القبول وعكف الناس على تحصيله ومطالعته وسماه: التوضيح ... " [1].

فهذه مقدمة ناشر كتاب: [التوضيح لخليل، في الفقه المالكي على جامع الأمهات لجمال الدين بن الحاجب المالكي] أوردتها بتمامها عدا الفقرة الأخيرة.

فهذه بشرى أزفها لإخوتي المالكية بعد طول انتظار، فقد طُبع بحمد الله تعالى و توفيقه الجزء الأول من كتاب "التوضيح على جامع الأمهات" للإمام العلامة الكبير صاحب المختصر الشهير: سيدي خليل بن إسحق الجندي المالكي (ت 767هـ).

و قد طُبع هذا الجزء المُتضمّن لأقسام المياه و الطهارة و الصلاة منذ مدة ليست بالبعيدة، و هذا القسم المشتمل على كتاب الصلاة يُطبع لأول مرة في 539 صفحة، علما أنّ قسمي المياه و الطهارة قد طُبعا قبل ما يقرب من عام واحد، و هذه بيانات تلك الطبعة:

التوضيح للشيخ خليل بن إسحاق الجندي على جامع الأمهات/ تأليف ابن الحاجب؛ تحقيق أحسن زقور. - ط.1، دار ابن حزم، 2007، بيروت، لبنان، 470 ص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير