تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أبو الأشبال أحمد شاكر .. تحقيقات نادرة]

ـ[محمود زكي]ــــــــ[11 - 10 - 08, 08:58 م]ـ

هذا مقال نُشر بموقع الألوكة:

http://www.alukah.net/articles/1/3854.aspx

ما زلتُ أذكر كتابات القاضي العلامة أبي الأشبال –رحمات الله عليه- وما أثّرته فيَّ ببدايات المطالعة الواعية، بالمرحلة الإعدادية والثانوية من الدراسة، إذ كانت مؤلفاته التي تنشرها وتحرِّرها مكتبة السنة بالقاهرة من أولى ما قرأتُ. ومن يومها وهذا الشيخ الربانيُّ يحتلُّ في قلبي منزلة عالية من الإجلال والإكبار تزداد كل حين، وأتلفَّتُ حولي باحثًا عن عالم مثله، في تكامله العلمي والدعوي، وفقهه ووسطيته، وتجرُّده للحقِّ، وصدعه بالصدق، فلا أكاد أجد سوى شيوخ السلطان ومفتي الفضائيات والدعاة الجدد، كلٌّ يقدِّس عرضًا زائلاً؛ إما سلطة أو مال أو جماعة أو شهرة وهوى، إلا ما رحم ربي. كان الشيخ الجليل مشاركًا في علوم الشريعة؛ في الحديث والتفسير والفقه والأصول، وفي اللغة والأدب وغيرها، مهتمًا بالتأليف النافع، معتنيًا بنشر أمهات التراث وتحقيقه، مشاركًا في الحياة العامة والسياسية، بمحاضرات ومقالات ناصحة –لاذعة أحيانًا-، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، مغيِّرًا بلسانه وبنانه، صادعًا بالحق جاهرًا، لا يخشى في الله لومة لائم. وكان ذا منهج معتدل في الفقه وأمور الإصلاح، لا بالمتشدد ولا بالمتساهل، يتبع الحقَّ أينما كان، ويرجع إليه بشجاعة وتجرد نادرين ... والكلام عن الشيخ لا ينتهي فليمسك القلم إلى حين!

وقد حبا الله تراث الشيخ شاكر بباحث جاد وناشر أمين، هو الأستاذ أبو محمد أشرف عبد المقصود، صاحب مكتبة الإمام البخاري بالإسماعيلية، فله اختصاص بالشيخ وكتاباته، وهذه سمة من السمات العديدة التي تجمعني –ولي الشرف- بالأستاذ الفاضل. وقد بدأ هذا الاختصاص قديمًا كما حدثني، وكانت - وما زالت - تجمعه بأبناء الشيخ - رحم الله ميتهم وحفظ حيهم - علاقات قوية، وكان هو سببًا في نشر الكثير من مؤلفات وتحقيقات الشيخ ببعض دور النشر؛ منها مكتبة السنة ومكتبة ابن تيمية. وللأستاذ مشاريع علمية متصلة بفكر الشيخ وتراثه، منها ما هو قيد النشر، ومنها ما هو قيد الإعداد.

ومن هذه المشروعات مشروع إعادة نشر ما نفد من تحقيقات الشيخ بالاتفاق مع ورثته، وطباعة الكتب القديمة النادرة سنة حسنة أحياها هذا الناشر المثقف بين الناشرين بدعمه لبعضهم ومنهم مكتبة أضواء السلف بالرياض. وقد كنتُ أجادلُه أول الأمر في نشر الطبعات القديمة من الكتب التراثية التي توافرت لها تحقيقات علمية صحيحة جديدة، واعتمدها الباحثون، فأجابني برد أبان عن هدف نبيل، وهو رغبته في حفظ التحقيقات والنشرات القديمة، وحفظ جهود ناشريها، وإتاحتها للباحثين وتحكيم المنهج للموازنة بينها وبين الطبعات الحديثة، ليظهر جهد وسبق كلٍّ، ويفرَّق بين المستفيد والسارق.

وقد بدأ مشروعه هذا بإخراج نسخة طبق الأصل من تحقيقي الشيخ شاكر لكتابي (الكامل) للمبرّد، و (الإحكام) لابن حزم، وقد خرجا منذ أيام، وتلقيتُ منهما اليوم نسخة هدية من الناشر شكر الله له.

- أما التحقيق الأول فهو لكتاب (الكامل) للإمام أبي العبّاس محمد بن يزيد المبرّد (المتوفى سنة 285هـ)، وهو من أعمدة كتب الأدب العربي ومفاخره، وقد حقَّق منه الشيخ شاكر ثلاثة أجزاء، تابع فيه تحقيق الدكتور زكي مبارك للجزء الأول، الذي طبعته مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده سنة 1927 - 1943م، وهي نسخة نادرة حصَّلها الناشر بجهد كبير، يتحاشاه ناشرو التربُّح، وتجدر الإشارة إلى أن الطبعة المحققة المعتمدة بين الباحثين هي طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت بتحقيق الدكتور محمد الدالي، وهي نسخة جيدة أشاد بها أهل العلم، ومنهم أخو الشيخ أحمد، أعني: أبو فهر محمود شاكر. وقد حافظ الناشر على هيئة الكتاب الأصلي غير أنه أضاف فهارس لموضوعات كل جزء من الأجزاء الأربعة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير