[لقاء المحدث الالباني مع مجلة البيان الاسلامية]
ـ[الرايه]ــــــــ[06 - 01 - 04, 11:11 م]ـ
كنت اقلب اعداداً من مجلة البيان في مكتبتي .. فوقع نظري على احدها وفيه لقاء بالمحدث الالباني ...
فاحببت ان اضعه هنا لمافيه من الفوائد والحديث عن بعض كتبه والجامعة الاسلامية وغير ذلك من الفوائد
س: فضيلة الشيخ عندما قمتم بتدريس مادة الحديث في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية كان لكم دور بارز في إيجاد تيار من الشباب المتعلم الذي يبحث عن الدليل الشرعي، ويهتم بالحديث، والبحث عن تخريجه وتمييز الصحيح من الضعيف، هل أنتم راضون عن هذا التيار، وهل هو في ازدياد وانتشار؟
ج: ليس لي صلة بالجامعة، ولما تركتها أو تركتني، كنت أتردد ما بين آونة وأخرى في سبيل مراجعة بعض المحاضرات هناك.
لم تعد الظروف تساعدني على التردد عليها لذلك لا أعرف واقعها الآن.
ولكن بصورة عامة لا تزال قائمة بواجبها في نشر الثقافة الإسلامية السلفية، ولا شك أن بعض إخواننا من الطلاب الذين كانوا يوم كنا ندرس هناك مادة الحديث، هم الآن أساتذة ودكاترة، ولا أدري هل التأثير ما يزال مستمراً كما كان في العهد الأول أم ازداد، هذا مما لا سبيل لنا إلى معرفته إلا بالتردد على الجامعة والاطلاع على مسيرتها.
س: ولكن هناك ملاحظة، على بعض هؤلاء التلاميذ أو تلامذتهم، عندهم خشونة أو قسوة في عرض المنهج، ألا ترون أنّ هذا يجب أن يصحح؟
ج: نعم، نحن نقول كما قال رب العالمين (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وهذا يجب ان يوجه الى جميع الدعاة
س: هل لكم ملاحظات على التيار السلفي في البلاد العربية والعالم الإسلامي؟ وما هي؟
ج: باعتقادي أن التيار السلفي والحمد لله اكتسح الأجواء الإسلامية كلها،وأكبر دليل على ذلك أن الذين كانوا بالأمس القريب يعادونه أصبحوا يتزلفون إليه،ويتبنون اسمه، هذا يبشر بخير، لكن في الواقع أرى أن الدعوة السلفية والتي يعود إليها الفضل فيما يسمى اليوم بالصحوة الإسلامية، وإن كان كثير من الدعاة الإسلاميين يتجاهلون هذه الحقيقة، ولا يربطون الصحوة بالدعوة السلفية الحقة،
لكن الحقيقة هي أن الصحوة الموجودة اليوم والتي يعبر عنها بالرجوع إلى الأصل (الكتاب والسنة)، ونحن نعبر عن هذا الرجوع بعبارة أدق كما هو معلوم من محاضراتنا.
إن الدعوة إلى الكتاب والسنة يجب أن يقرن بها الدعوة إلى منهج السلف
الصالح في فهم هذين المصدرين الوحيدين، وإن كان الآخرون لا يدندنون حول هذا المنهج مع أنه ضروري جداً، إذ عدم الاهتمام به هو سبب الفرقة القديمة المعروفة تاريخياً، والفرق الحديثة الموجودة اليوم، ولم يكن سبب هذا وذاك إلا عدم الرجوع إلى فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح.
أقول: إن الدعوة السلفية - مع انتشارها وما نتج عنها من هذه الصحوة
العصرية - مجملة تحتاج إلى علماء يبينون أولاً تفصيل الكلام حولها، وتوسيع دائرة الدعوة السلفية، إنها هي الإسلام بكل تفاصيله تجمع كل شؤون الحياة.
هذا التعميم في البيان للدعوة السلفية بحاجة إلى علماء عاشوا حياتهم يدرسون الكتاب والسنة ويدعون الناس قولاً وكتابة وعملاً، فإن كثيراً من الشباب الذين يتبنونها، يستعجلون الدعوة إليها قبل أن يفهموا تفاصيلها، ومن آثار ذلك كثرة الرسائل والمؤلفات التي تطبع في العصر الحاضر من مؤلفين عديدين جداً، ولا تكاد تجد في هذه الكثرة الكاثرة من هؤلاء من يشار إليه بأنه شيخ، وأعني بكلمة شيخ المعنى اللغوي (مسن وكبير) وأعني أيضاً المعنى العرفي: أنه متمكن في علمه، هذا الشباب المتحمس لم يدرس الإسلام دراسة على الأقل تسوغ له أن يؤلف وأن يدعو الناس سواء بكتاباته أو بمحاضراته.
س/ ظاهرة الكتب الكثيرة الآن ظاهرة غير صحية؟
ج: أبداً أبداً تنبئ بصحوة، وتنذر بآن واحد، ومن نتائج هذه الظاهرة كثرة الناشرين والطابعين مع قلتهم في الزمن السابق، القلة السابقة وإن كانوا اتخذوا الطباعة والنشر مهنة للعيش -وهذا لا بأس به شرعاً - ولكن كانوا في الغالب يشكلون لجاناً علمية، لا يطبع الكتاب إلا بعد مروره على هذه اللجنة.
¥