ألف القس الهولندي (هوقودي قروت) كتابا بعنوان " مفتاح الخزائن ومصباح الدفائن " تهجم فيه على الإسلام وأحكامه وادعى فيه أن شريعة عيسى هي الباقية وليس هناك حاجة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وقد جاء بهذا الكتاب أحد رجال السياسة الإنجليز إلى منطقة البحرين بوابة الجزيرة العربية فصادف ذلك وجود الشيخ عبدالعزيز ابن معمر العالم المتفنن في البحرين حيث جاء فارا من أتون الحرب الذي سعره جيش محمد علي في نجد وخاصة الدرعية مركز الحكم السعودي ومعقل الدعوة السلفية ظلما وعدوانا فجاء إلى البحرين ليقيم فيها فعرض عليه حاكم البحرين (الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد آل خليفة) كتاب " مفتاح الخزائن ...... " المشار إليه وطلب منه الرد فاستعد لذلك
يقول العلامة ابن معمر في مقدمة رده:
" قد سألني بعض الإخوان ...... أن أكتب جوابا عن أباطيل الكتاب الذي صنفه بعض الضالين من النصارى الجهلة المغالين وسماه " مفتاح الخزائن ومصباح الدفائن " ..... فعند ذلك رأيت الإجابة إلى الجواب أولى فاستعنت بالله فنعم المعين "
وقد ذكر الشيخ العلامة محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ أن الذي طلب منه الجواب هو الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد آل خليفة.
يقول الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ كما في مقدمة الطبعة الأولى لكتاب " منحة القريب المجيب ":
" إن الرجل النصراني الذي جاء بكتاب " مفتاح الخزائن ومصباح الدفائن " إلى البحرين حينما اطلع على رد الشيخ عبدالعزيز بن حمد ابن معمر على هذا الكتاب قال: هذا ليس من كلام علماء البحرين هذا من البحر النجدي.
فقال له حاكم البحرين في ذلك الوقت الشيخ عبدالله بن أحمد الخليفة: نعم "
راجع مقدمة تحقيق الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد السكاكر لكتاب " منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب " فمنها استفدت ونقلت.
وقد ذكر بشار في كتابه ص 59 فن الردود على المخالفين في شتى العلوم ضمن جهود علماء البحرين ولم يذكر كتاب الشيخ العلامة ابن معمر فعظم الله أجورنا وأجوركم في الأمانة العلمية.
(11)
فليشهد التاريخ لعلماء الدعوة الإصلاحية النجدية
يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ في كتابه " علماء الدعوة " نسخة معدة للنشر بتحقيق الأستاذ أحمد عبدالعزيز التويجري:-
" ................. وفي زمنه جرى على الديار النجدية والدولة السعودية، ما جرى من التقتيل والتخريب، فدمرت الدرعية – عاصمة ملك آل سعود في ذلك الحين – وتشتت علماؤها وقادة الدعوة الإسلامية، الذين كانوا بها أخرجهم إبراهيم ابن محمد علي باشا من أوطانهم، ونفاهم إلى مصر، وفر المترجم له الشيخ عبد العزيز بن معمر من الدرعية إلى البحرين، وكان لا يزال شاباً في العقد الثالث من عمره، فأقام بها، ولم تنقطع صلته بآل الشيخ الذين نقلوا إلى مصر، فكان يكاتب الشيخ عبد الرحمن بن حسن بأشعار يتوجع فيها على ما حل بنجد، من الدمار والخراب وكانت الدولة الأفرنجية قد مدت إصبعها في بلاد العرب، وفكرت في أن تبسط نفوذها على هاتيك الربوع، ومنها بلاد البحرين، فإنها كانت مثار خلاف بين الإنكليز والفرنسيين، والدولة العثمانية والعجم، وأرسلت كل واحدة من هذه الدول الخاسرة مندوباً من قبلها، فكان مندوب الإنكليز رجلاً قسيساً، اختارته إنكلترا، ليكون أبلغ إلى مقصودها بدهائه، وعظيم مكره، وليعمل على التبشير وبث الدعاية المسيحية، فينشر في تلك البلاد الشبهات والشكوك النصرانية، ليفتن الناس عن دينهم إن استطاع، وتلك سياسة أوروبا في كل الشرق الإسلامي، أعظم ما تهتم له تشكيك الناس في دينهم مصداقاً لقوله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطعوا) [البقرة: 217]، فعمل ذلك القسيس الإنكليزي كتاباً، أورد فيه شبهات نصرانية، يزعم فيها تصحيح الملة المسيحية الباطلة الخاسرة، ودفعه إلى أمير البحرين وشيخها عبد الله بن خليفة، وكان دفعه قبل أن يكون الشيخ عبد الله بن خليفة تحت الحماية الإنكليزية.
¥