تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد شحن القسيس كتابه بشكوك وشبهات كثيرة لظنه أنها ستروج على أهل تلك الديار، وطلب القسيس من الشيخ عبد الله بن خليفة أن يعرضه على علماء البحرين فيردوا على ما فيه أو يقروا بعجزهم وانقطاع حجتهم، فعمد الشيخ ابن خليفة إلى من كان عنده من علماء البحرين، وطلب منهم الرد عليه، فلما قرأوه وجدوا أنفسهم عاجزين عن الرد عليه، فاعتذروا وقالوا لا نستطيع الرد على ما فيه من الشبه، ثم أرسله إلى علماء الإحساء، فقالوا مثل ما قال علماء البحرين، من إظهار العجز وعدم القدرة على الرد عليه، وقال بعضهم ليس هذا النصراني كفؤا أن يجاب، فحزن ذلك الشيخ ابن خليفة أشد الحزن، واغتم به أشد الاغتمام، فلما رأى من جلسائه وخواصه، ما هو فيه من الهم والحزن، لعجز علماء البحرين والإحساء عن دفع شبه ذلك القسيس، قال له أحدهم: إنه قد نزل بالبحرين شاب من طلبة العلم النجديين فأرى أن تعرضه عليه، لعل الله أن يزيح به عنا هذه الغمة، فأعطاه الكتاب، وأوصله إلى الشيخ عبد العزيز، وقص عليه الأمر والقصة من أولها إلى آخرها، فتناوله الشيخ وأمعن النظر فيه، وقال: تأخذون مني دحض هذه الشبه بعد شهر إن شاء الله تعالى، فلبث شهراً وأتم الرد، وبعث به إلى الأمير، وفرح به أشد الفرح، ودعا القسيس الإنكليزي وأعطاه الرد، فلما طالعه عجب له واندهش جداً لما كان يظنه من عجز علماء البحرين، وقال: هذا الرد لا يكون من هنا وإنما هو من البحر النجدي، فقال له الأمير: نعم هو من أحد طلبة العلم النجديين ................ ". وانظر كذلك كتاب " مشاهير علماء نجد وغيرهم " ص 172 وما بعدها

(12)

مذهب الحنابلة

ذكر الحادي بشار - رد الله عليه عقله – المذاهب الفقهية في البحرين فقال ص 42:

" بالنسبة لأهل السنة والجماعة فمذهب المملكة هو مذهب السادة المالكية وعليه القضاء بالمحاكم الشرعية وهو قديم له من العمر أكثر من 600 سنة كذلك مذهب السادة الشافعية وهما المذهبان السائدان في البحرين أما بالنسبة للسادة الحنابلة فقد كانت أسرة الجامع هي أشهر أسرة حنبلية حتى تحول آخر علمائها الشيخ عبدالعزيز الجامع من الحنبلية إلى المالكية ............... "

وهذا كلام بعيد عن الصواب فما زالت كثير من الأسر النجدية على مذهب الحنابلة كأسرة الجلاهمة وقد ذكر الأستاذ الشيخ محمد بن عبدالله بن حمد السكاكر أنه زار البحرين في عام 1402 لجمع معلومات عن الشيخ العلامة ابن معمر وقت اشتغاله في تحقيق كتابه " منحة القريب المجيب " وذكر أنه التقى بشخصيات علمية قد تقدم بهم السن فذكروا:

أن الشيخ عبدالعزيز ابن معمر رحمه الله كان يسكن في مدينة المحرق في حي يعرف ب " حي الحنابلة " ولهم مسجد فيه يقال له: مسجد الحنابلة أسسه كبير أسرة الجلاهمة الشيخ عبدالله بن سليمان الجلهمي وسكان هذا الحي كلهم حنابلة وقد زار الحي ووقف على المسجد راجع مقدمة تحقيقه لكتاب " منحة القريب المجيب " ص 58

يقول أبو الحسن الأزهري - عفا الله عنه -: هذا المسجد الذي شيده (الشيخ عبدالله الجلهمي) نسب بشار بنائه إلى عبدالله بن سليمان بن جامع في كتابه " بهجة السامع بذكر أخبار آل جامع " وهو خطأ فاحش كعادته في كتبه يجمع كل ما يسمعه دون تمحيص فكيف يجوز لنفسه بعد ذلك أن يكتب في تاريخ الأمة وكان الأولى ببشار أن لا يخوض فيما لا يدريه وأن يعطي القوس باريه

لا يعرف الشوق إلا من يكابده * ولا الصبابة إلا من يعانيها

وقد اختصر الشيخ العلامة ابن معمر المنظومة الدالية الكبرى في فقه السادة الحنابلة التي نظمها العلامة شمس الدين محمد بن عبدالقوي المقدسي المرداوي كما زاد ابن معمر على هذا النظم ما دعت الحاجة إليه وقد نظم ذلك وهو في البحرين في آخر حياته ولم يذكر بشار هذا الأمر ضمن جهود علماء البحرين.

ومما يؤكد وجود المذهب الحنبلي في البحرين بقوة أن أكثر من 200 طالبا تخرجوا من جامعات السعودية كالجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى وكلهم حنابلة فكيف يخفي بشار مثل هذه الحقائق فهل هذا من الأمانة العلمية أم أنه من الحقد الدفين على الدعوة السلفية والحنابلة.

وما زالت تقام دروس ولله الحمد في البحرين لتدريس مذهب الحنابلة قائم عليها بعض المشايخ السلفيين من أهل البحرين الذين تخرجوا من الجامعات السعودية.

يتبع ...............

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير