تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استدراك على محقق ((التبصير في الدين)) لأبي المظفر الإسفراييني]

ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[23 - 10 - 08, 09:14 م]ـ

الحمد لله، وبعد:

فكتاب ((التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين)) لأبي المظفر شافهور بن طاهر بن محمد الإسفراييني (ت 471 هـ) يعد مرجعًا مهمًا من مراجع علم الملل والنحل، وقد طبع مؤخرًا لدى دار ابن حزم بتحقيق الدكتور مجيد الخليفة الذي صدر تحقيقه بدراسة حول الكتاب وموضوعه.

وعلى ما يظهر لي إلى الآن أن الدكتور - وفقه الله - سلفي المعتقد، فقد صرح في أكثر من موضع بفساد طريقة المتكلمين في الاستدلال على مسائل الاعتقاد ونفيت بعض الصفات عن الله تعالى موافقًا في ذلك الشيخ تقي الدين ابن تيمية الذي نعته في مواضع كثيرة بـ (شيخ الإسلام). ولكن الذي استوقفني جدًا هو ما نقله في الحاشية رقم (1) في صفحة (383)، فقد نقل عن شيخ الإسلام كلامًا يستغربه كل من له نوع اطلاع بمذهب شيخ الإسلام في الأسماء والصفات، ومضمون هذا النقل هو القول بأن الله عز وجل "لا داخل العالم ولا خارجه"، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإليكم قول المصنف أبي المظفر ونقل المحقق في الحاشية:

يقول أبو المظفر: ((وأن تعلم أن خالق العالم لا يجوز عليه الحد والنهاية؛ لأن الشيء لا يكون مخصوصًا بحد إلا أن يخصه مخصص بذلك الحد، ويقرره على تلك النهاية بجواز غيره من الحديد عليه، والصانع لا يكون مصنوعًا ولا محدودًا ولا مخصصًا *، ..... )).

* قال المحقق في الحاشية: ((قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((ولسنا نعني بقولنا في العالم ولا خارج العالم نفي وجوده تعالى، كما نسبتنا إلى ذلك المجسمة، وإنما نعني به إثبات وجود غير محدود بوجه، ومن أثبت لله حدًا ونهاية من وجه، فيلزمه إثبات النهاية من سائر الجهات، فإن قول القائل إنه في العالم أو خارج العالم، يقتضى حدًا ونهاية يصح لأجلهما عليه الدخول في العالم أو الخروج منه)). بيان تلبيس الجهمية: 1/ 345)) انتهى نقل المحقق.

للأسف الشديد لم يكن في حوزتي الطبعة القديمة لبيان تلبيس الجهمية حتى أراجع الموضع منها، فبحثت في طبعة مجمع الملك فهد فوجدت النص الذي نقله المحقق موجود في صفحة رقم 385 من الجزء الثاني. وهذا النقل الذي نقله المحقق وعزاه إلى شيخ الإسلام هو في واقع الأمر نقل من شيخ الإسلام لكلام أبي المعالي الجويني ثم علق عليه بعد ذلك في صفحة رقم 387.

فأرجو من الإخوة الذين لديهم اتصال بدار ابن حزم أو بالمحقق أن يرسلوا إليهم هذا الاستدراك، ومعذرة إن وقع مني خطأ في كتابة هذا الموضوع فأنا اكتب لكم على عجل، والله الموفق.

ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[24 - 10 - 08, 12:03 ص]ـ

فقد صرح في أكثر من موضع بفساد طريقة المتكلمين في الاستدلال على مسائل الاعتقاد ونفيت بعض الصفات عن الله تعالى

الصواب: ونفيهم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير