كان يؤدي الصلاة بطريقة روتينية فأصبحت قرة عينه في الصلاة
يذكر الله .. يناجي الله .. يعبد الله كأنه يراه
كان يربي أولاده لكي يكبروا ويحصلوا على وظيفة مرموقة ثم يتزوجوا وينجبوا أطفالا ويكبر الأطفال و .. وفقط
فأصبح يؤمل أن يخرج من أولاده من يجاهد في سبيل الله ومن يجدد للناس أمر دينهم و من ينفع الناس في معاشهم
عزيمة لله صادقة وهمة عالية .. جسد يمشي على الأرض وروح ترفرف في السماء ..
إن هذه اللحظة الفاصلة التي يتحول فيها الإنسان هذا التحول الكبير لجديرة بالتأمل .. هذه اللحظة التي يقذف الله فيها نور الهداية في القلب فيمحو ظلام الغفلة لحظة تساوي عمر الإنسان
قد تأتي هذه اللحظة بسبب وقوع الإنسان على شفا حفرة من الموت بمرض عضال أو حادث فيتذكر حياته السابقة وما عمل فيها فيعض أصابع الندم أو قد تأتي لوفاة أحد الأصدقاء الحميمين أو المعارف الأقربين فيتخيل أنه كان مكان هذا الذي مات أو نتيجة التأثر بمآسي المسلمين وهي كثيرة أو لسماع خطبة مؤثرة أو قراءة كتاب أو التأثر بصديق ملتزم أو بمجرد التأمل!
أناس كثيرون يمرون بتجارب كهذه و تمر عليهم هذه اللحظات .. لكن أولو الألباب –وهم قليل-هم الذين يغتنمونها والأكثرون تضيع منهم هذه اللحظة الذهبية إما بالتسويف وإما لضعف ما في الشخصية وإما لغفلة شديدة وإما إخلادا إلى الأرض واتباعا لشهوات زائلة و" الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة "!
برغم قصر هذه اللحظة إلا أن من يغتنمها يسعد في الدنيا والآخرة والسعيد من وفقه الله
والآن ماذا تنتظر أيها العاقل؟
أتنتظر أن يُتوفى أحد أصدقائك وأنت تنظر إليه كي تستيقظ؟ أم تنتظر أن يصيبك الله بشيء في نفسك أو أهلك و مالك بما كسبت يداك فتدعو الله لئن أنجاك منها لتكونن من الشاكرين؟
فيا عجبا ممن تتسلل الأيام من بين يديه بدون أن يقدم فيها شيئا لله!
ويا لغفلة من يري الناس يتساقطون من حوله واحدا تلو الآخر في هوة القبر ثم لا يعد عملا طيبا خالصا لله ينفعه إذا لحق بهم!
فالبدار البدار و النجاة النجاة وليكن عقلك عقلك .. قم واستفق واطلب العلم .. ادع الناس وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وأنفق وتصدق واصبر وصابر وجاهد في الله حق جهاده وأعد أبنائك ليكونوا أئمة في الخير أو في الجهاد واغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وتذكر أنك عبد لله لا لسواه
وفي الختام .. إن أردت أن تحيا الحياة الطيبة فقد عرفت الطريق وإن أردت أن تحيا إمّعة فاتبع أهواء الناس وما ألفوه ودع نفسك وما تعودت عليه وأطلق لها العنان فهي جنة أو نار فلا تبع نفسك إلا لله واجعل نصب عينك ما يرضاه.
كتبها طارق أبو عبد الله
http://wade3.jeeran.com/fr_assey.htm
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[16 - 11 - 06, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ووفقك الله الي مايحب ويرضي
فقد والله اتيت علي الجرح اما ان ان نداوي الجراح
ولاحولاولاقوة الابالله