تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فرية أن الكتب الستة لاتقعد طالب الفقه]

ـ[رياض السعيد]ــــــــ[17 - 11 - 06, 02:30 ص]ـ

غالب طلبة العلم في هذا العصر إذا أراد البعض أن يتفقه ذهب للمختصرات وما بعدها من المطولات سوا ء في المذهب الحنبلي أو الشافعي أو المالكي أو الحنفي كل على شاكلته وما يميل إليه من المذاهب فتراه يحرص أشد الحرص على حفظ المتون الفقهية والأصولية وجرد المختصرات والمطولات على علماء بلده الفقهاء اوتراه يحرص أيظاً على تحليل عبارات الفقهاء ومعرفة مناهجهم ومسائلهم إلى غير ذلك مما يحرص عليه طالب الفقه، وأقول: هذا جيد، ولكن هو على حساب دواوين الإسلام من الكتب الستة وغيرها من كتب الحديث، وذلك أن بعض من يطلب علم الفقه يرى بجهله وتخبط منهجه أن طالب علم الفقه عليه لزاماً أن يبدأ بقراءة المختصرات ثم المطولات الفقهية على فقهاء بلده ويتصور المسائل الفقهية، وعليه أن يبتعد كل البعد أثناء طلبه للفقه في القراءة في كتب الحديث مثل الكتب الستة وكتب السنن والمصنفات والمسانيد وكذلك يبتعد كل البعد عن قراءة بلوغ المرام وعمدة الأحكام والمنتقى والمحرر في الحديث و كتاب نيل الأوطار للشوكاني وسبل السلام للصنعاني وكل من ألف في شروح كتب الحديث إلى غير ذلك مما يتعلق بالحديث؛ وذلك أن البداءة في طلب علم الفقه بقراءة ودراسة كتب الحديث مثل بلوغ المرام وعمدة الأحكام والمنتقى والكتب الستة وغير ذلك، كل هذا لايفيد لأن هذه الكتب ليس فيها تصوير المسائل الفقهية ولا تقعد وتؤصل طالب الفقه وتجعله يسير بلا منهج علمي في الفقه فلن يكون فقيهاً البتة وهو يقرأ في كتب الحديث. أقول هذه شبهة من يريد علم الفقه البداءة في دراسة الفقه بكتب الحديث ليس فيه تقعيد ولا تأصيل ولاتصور للمسائل، وهذه فرية عظيمة وشبهة خطيرة لاتصح بحال، (وقد سألت شيخنا العلامة المحدث الفقيه عبد العزيز بن باز رحمه الله فقلت له: ياشيخ عندي سؤال أشكل على بعض طلبة العلم هل يبدأ طالب العلم عندما يريد الفقه هل يبدأ على العلماء بقراءة كتب المذهب زاد المستقنع وعمدة الفقه ودليل الطالب وغيرها أم يبدأ بقراءة كتب الحديث مثل بلوغ المرام وعمدة الأحكام وغيرها من كتب الحديث أيهما يقدم؟ قال الشيخ: على طالب العلم إذا أراد الفقه أن يبدأ بقراءة كتب الحديث مثل بلوغ المرام وعمدة الأحكام وغيرها هذا الأفضل، ويخشى عليه إذا بدأ بقراءة كتب المذهب أن يكون على المذهب، وقد كنت في السابق على المذهب الحنبلي حتى أنعم الله علي بمنهج أهل الحديث) انتهى كلام الشيخ. قلت: وغالب من يسير في الفقه عل ما ذكرت تراه لايقرأ في الكتب الستة ولا يعرف فتاوى الصحابة والتابعين وأتباعهم من خلال مصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة وهذا حرمان وأي حرمان، وزيادة عل هجره وعدم معرفته بدواوين السنة المشهورة، تجده وللأسف يستشهد في مسائله الفقهية بأحاديث ضعيفة وموضوعة وشاذة ومنكرة وهي لاتخفى على صغار طلاب الحديث، وبهذه المناسبة أغبط علماء الحديث في بلاد الهند فلهم السبق في تفقههم على كتب الحديث وختمهم مئات المرات للكتب الستة وغيرها من دواوين الإسلام وهم أمثال شيخ الكل في الكل المحدث الكبير نذير حسين ثم تلامذته من بعده ثم من بعدهم من شيوخنا أهل الحديث والسنة، فيا طلاب الفقه كفاكم هجراً للكتب الستة، وكفاكم هجراً لتراث الصحابة والتابعين الذي نقله لكم الإمام عبدالرزاق الصنعاني في مصنفه وابن أبي شيبة في المصنف، لاأحد يقول بنبذ كتب الفقه وعدم الحرص عليها بل هي زاد من أراد الصناعة الفقهية، ولكن أن تكون على حساب كتب الحديث فلا.ومن أراد أن يعرف صدق ما قلت عن حال بعض طلاب الفقه مع السنة فليسألهم منذ متى وهم يهجرون كتب الحديث التي بزعمهم لاتؤصل ولا تقعد ولا تعين على تصور المسائل الفقهية!!!!!!!!

كتبه رياض بن عبد المحسن بن سعيد * وللحديث بقية.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 03:29 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا أخي الكريم

ولكن ألا ترى أن في آخر كلامك ما يخالف أوله؟

النكير الذي تنكره على هؤلاء الطلاب إنما يستقيم لك إن كانوا يستغنون بهذه المختصرات عن كتب السنة، وهو ما يدل عليه آخر كلامك، بينما أول كلامك يدل على البدء في أول الطلب، وشتان بين هذا وذاك!

وما زال أهل العلم يعلمون الطلاب بادئين بصغار العلم قبل كباره، وهذا يعم الفقه والحديث وغيرها من العلوم، ولو كان كلامُك صحيحا لبدأ الطالب بصحيح البخاري ومسلم قبل بلوغ المرام بل قبل الأربعين النووية؛ لأن بلوغ المرام فيه الصحيح والضعيف، وهذا لا يقول به أحد!

وهذه المختصرات لا تغني أبدا عن الرجوع لدواوين الإسلام الكبرى والتفقه على كتب الحديث، وهذا لا نزاع فيه، ولكن كما قدمتُ: البدء شيء والإكمال والإتمام شيء آخر.

وهناك نقطة أخرى:

وهي قولك (إن هذا صنيع غالب طلاب العلم في هذا العصر)، وهذا فيما يبدو غير صحيح والله أعلم، فكثير من الطلاب في هذا العصر يخدعون بدعاة اللامذهبية ويعكفون على كتب ابن حزم والشوكاني ويزعمون أنهم يأخذون الفقه من الكتاب والسنة مباشرة، وأحدهم لم يبدأ في طلب العلم إلا منذ يومين!

ثم تراه من قريب قد علا صوته، وانتفخت أوداجه، واحمر وجهه، يزعم أنه حامل لواء السنة، يرمي من عن يمينه وشماله بكل عظيمة، مالئا فاه بما التقطه من شتائم ابن حزم لأهل العلم، وهو لا يستطيع أن يُقيم بلسانه عبارةً، ولا يقدر أن يفهم من فقيهٍ إشارةً!

وأما طريقة البدء بالمتون الصغيرة في كل علم فهي الطريقة المسلوكة والسنن المتبوع عند أهل العلم منذ مئات السنين وهي التي أخرجت فحول العلماء وعظماء الأعلام.

وقد سئل الشيخ عبد الكريم الخضير عن مثل هذا السؤال مرارا فأجاب بأن الطريقة الصحيحة للعلم هي البدء بهذه المتون؛ لأن هذا الأمر هو الذي يؤصل طالب العلم، ويكون قادرا بعد ذلك أن ينظر في الكتب المعقدة العبارة الصعبة الفهم.

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير