تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأول: فيمن ثبتت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، بأي طريق صحيح، كالرواية عنه والأخبار المفيدة للصحبة، وهذا القسم هو معظم الكتاب.

والثاني: في الذين ولدوا في عهده صلى الله عليه وسلم من أبناء الصحابة.

والثالث: في المخضرمين.

والرابع: فيمن ذكر في الصحابة على سبيل الوهم والغلط البين.

والحق أن الحافظ ابن حجر لم يكتفِ بتلخيص ما في كتب من سلفه، بل تقصى أصولها ومصادرها، فحقق فيما ذكر في التراجم من أخبار وحكايات وقصص، مع نقد الأسانيد صحة وضعفاً، وإيضاح الأوهام الواقعة لدى بعض المصنفين فيها، وفي الأوهام الواقعة في الأسماء المتشابهة منهم، فميز كل ذلك تمييزاً دقيقاً بنى عليه أقسام الكتاب، فجاء كتابه هذا ديواناً فريد الطراز، جامعاً لما تفرق في الكتب المصنفة قبله، حافلاً بالفوائد المنثورة التي ذكرها على سبيل الاستطراد أو التنبيه.

فأوفى فيه على الغاية، وكان له في بابه من المنزلة بين طلاب العلم والمشتغلين به، ما لفتح الباري بالنظر إلى ما تقدمه من شروح البخاري.

وكان ما اشتمل عليه من علوم غزيرة، وفنون عدة وفيرة، دليلاً على الشأو البعيد الذي بلغه مصنفه، في التبحر وسعة الاطلاع، على حد ما وصفه به مقدم تلاميذه الحافظ الخاوي في الضوء اللامع، إذ قال: وقد شهد له القدماء بالحفظ والثقة، والأمانة والمعرفة التامة، والذهن الوقاد، والذكاء المفرط، وسعة العلم في فنون شتى. اهـ.

كل ذلك مع ما ألان الله له من حسن التصنيف، وجودة الصناعة في البيان والتأليف، فقد نيفت تصانيفه على مائة وخمسين كتاباً، فيما ذكر السخاوي في ترجمته، بل بلغت لدى الإحصاء ضعف هذا العدد، كما سيجده القارئ في مقدمة الإصدار الجديد الذي يسيره الله تعالى بتوفيقه، في طبعة محققة تحقيقاً علمياً، وفق المنهج الذي مضى عليه العمل في سلسلة الكتب التي سبق تحقيقها بالتعاون مع مركز هجر في مصر، ومؤسسة الرسالة في الشام.

وقد طبعت الإصابة طبعات عدة، في كلتكة بالهند، وفي السعادة والمكتبة التجارية الكبرى والكليات الأزهرية بمصر، ومكتبة المثنى ببغداد، ولم تخلُ هذه الطبعات من السقط والتحريف والتصحيف، بل خرج النص في بعضها مشوهاً لا يمت إلى التحقيق بصلة.

وأحسنها وأشهرها تداولاً الطبعة التي حققها الشيخ محمد علي البجاوي، ونشرتها دار نهضة مصر بالقاهرة، فقد أولى النص اهتماماً جيداً وحاول تنقيته من الخطأ والتحريف كما أشار إلى ذلك، وكان جهده مشكوراً، إلا أنه وقع له أيضاً بعض التصحيفات والتحريفات والسقط في بعض التراجم.

وقد كان العمل في هذا الإصدار الذي بلغ ستة عشر مجلداً، مرتكزاً على تصحيح النص بالاعتماد على طبعة البجاوي، ومقابلتها بأصول خطية ثمانية أخرى يسرها الله تعالى، ثم ضبطه ضبطاً يزيل الإشكال منه، وترقيم الآيات، وتخريج الأحاديث والآثار وعزو الأشعار لقائليها ودواوينها، وترجمة الأعلام وتفسير الغريب والتعريف بالأسماء العلمية من البلدان والأماكن وغيرها.

وأما النصوص التي أوردها المصنف، فقد تم توثيقها بعزوها إلى مواضعها مما يتوفر من المطبوع، كل ذلك على قدر الإمكان وما يتوفر من الكتب.

ويجد القارئ الكريم في بعض المواضع، تعاليق مختصرة تدعو إليها الحاجة في أعقاب تخريج الأحاديث أو بيان بعض المعاني أو غير ذلك.

وأتبع العمل بفهارس فنية اشتمل عليها المجلدان الأخيران (15 - 16) منها: أطراف الأحاديث القولية والفعلية، والآثار، والأشعار والأرجاز، وأعلام الصحابة من الرجال ثم النساء.

فحري بطلاب العلم وشباب المسلمين الاعتناء بكل ما يربطهم بسلفهم وصحب نبيهم ويعرفهم بسيرتهم وما كانوا عليه، ليقتدوا بهم ويسيروا على الطريق الذي نهجوه.

وما كان لهذه الموسوعة القيمة أن تصدر بثوبها القشيب هذا، لولا عون الله تبارك اسمه وحسن توفيقه، وما جنده لها من اليد البيضاء السخية التي أكرم بها صاحب السمو الملكي الأمير الفاضل نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الداخلية، الذي دأب حفظه الله على الاهتمام بالعلوم الإسلامية، وبخاصة ما يتصل اتصالاً مباشراً بمصادر الإسلام؛ الكتاب والسنة.

فلقد أنشأ -أجزل الله له بالمثوبة- مسابقة ضخمة للسنة النبوية، شجع من خلالها الباحثين وطلاب العلم، وكانت من أعظم الحوافز لديهم للعناية بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته، حفظاً وفهماً وبحثاً وتأليفاً.

فلا غرو أن يهتم بهذه الموسوعة التي تعنى بشكل مباشر بصحابة نبينا صلى الله عليه وسلم، ونقلة سنته وسيرته، والجيل الأول القدوة الذي حمل رسالة الإسلام بصفائها ونقائها ووسطيتها وعدلها وتسامحها.

لقد تفضل -مد الله في عمره على طاعته- فتحمل تكاليف توزيع هذه الموسوعة على نفقته الخاصة، كعادته الكريمة في ذلك، ولا غرابة فهو سليل أسرة كريمة نذرت نفسها للدفاع عن الإسلام وإقامة شريعته.

فجزى الله سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، خير الجزاء، وشكر له، وجعله من أنصار دينه.

والشكر للأخ الفاضل الدكتور عبدالرحمن السند حسن يمامة، الذي أسهم من خلال مركز هجر للبحوث والدراسات العربية والإسلامية في تحقيق كتب التراث التي تشتد حاجة أهل العلم إليها، وبمستوى متميز.

وللإخوة المتعاونين معه من الباحثين الشكر على جهودهم.

وفي الختام، أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، موجباً للفوز برضوانه العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على خيرته من خلقه، نبينا وإمامنا محمد بن عبدالله، والحمد لله رب العالمين.

المصدر: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14179 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14179)

نقلا عن جريدة الجزيرة ( http://www.al-jazirah.com/119933/rj2d.htm).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير