تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

?أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني: ترجم له النديم في الفهرست بقوله: أصله من خراسان آخر من رأينا من الإخباريين المصنفين رواية صادق اللهجة واسع المعرفة بالروايات كثير السماع .. ثم ذكر وفاته سنة 378هـ (). و قال العتيقي كان مذهبه الاعتزال وكان ثقة , و قال الخطيب ليس بكذاب أكثر ما عيب عليه المذهب و روايته في الإجازة و لم يبين صنف كتبا كثيرة في أخبار الشعراء و في الغزل و النوادر وكان حسن الترتيب لما يجمعه يقال انه أحسن تصنيفا من الجاحظ مات سنة أربع وثمانين وثلاث مائة و قال الخطيب قال لي الأزهري كان معتزليا و ما كان ثقة ().

?و من يتأمل حال شيوخ النديم ممن روى عنهم يتفطن إلي تعصب النديم الشديد فحتى في الرواية لم يرو إلا عن شيعي أو معتزلي.

المبحث الثاني: اسم الكتاب " الفهرست " و دلالته

قال الفيروزأبادي في القاموس المحيط (): الفهرس بالكسر: الكتاب الذي تجمع فيه الكتب. و الفهرس معرب فهرست و كلمة فهرست هي كلمة فارسية الأصل.

و مناسبة اسم الكتاب لمحتواه أن النديم جمع فيه أسماء الأعلام ممن وقف عليهم في فنون مختلفة و يترجم لهم غالبا و يذكر ما صنفوه من كتب في حدود اطلاعه و أحيانا لا يذكر أية مصنفات لمن يترجم لهم.

لكن النديم خالف معنى الفهرس و لو على الأقل في معناه المعاصر فالكتاب مرتب في الأساس علي الموضوعات و أسماها مقالات لكنه داخل كل مقالة لم يتبع ترتيبا بذاته فلا هو رتب الأسماء علي أحرف المعجم و لا علي الوفيات مع أن ذلك كان معروفا في زمانه فالمحدثين الذين صنفوا المعاجم الحديثية و المشيخات و كتب الجرح و التعديل كانوا يتبعون طرقا عدة في ترتيب الأسماء و التراجم و كذلك اللغويين و النحويين.

السبب وراء عدم ترتيب الأسماء أو الكتب في " الفهرست " علي طريقة بعينها:

في ظني أن السبب في ذلك لن يخرج عن احتمالات ثلاثة:-

الاحتمال الأول: أن النديم لم يتم هذا الكتاب فكان يكتب كل ما يقف عليه من أخبار عن المؤلفين و مصنفاتهم علي سبيل الجمع المبدئي فكلما اطلع علي شئ جديد أثبته في الكتاب في موضعه. و ربما كان ينوي أن يعيد ترتيبه فعاجلته المنية دون إتمامه و ربما يؤيد هذا الاحتمال الفراغات الكثيرة في الكتاب و كذلك التراجم التي لم يذكر معها كتب المترجم له.

الاحتمال الثاني: أن تعريف كلمة فهرست في المعاجم لم يذكر فيه اشتراط الترتيب فلعل ما يتبادر لأذهاننا من معان معاصرة للفهرسة لا يلزم أن يكون من المتعارف عليه في زمان النديم. و مثل النديم في صنعته و اطلاعه لا يخفى عليه إمكانية ترتيب الأسماء علي أحرف الهجاء مثلا. هذا في حالة ما افترضنا إتمامه للكتاب

الاحتمال الثالث: و هو احتمال ضعيف؛ و هو أن النديم لم يقصد نشر هذا الكتاب بين الناس و إنما كان يجمع أخبار الكتب و أخبار مصنفيها لنفسه

فهارس الكتب قبل و بعد النديم:

لم يكن النديم أول من صنف فهرستا للكتب – و إن كان فهرست النديم يتميز بتنوع موضوعاته – فلقد سبق النديم جابر بن حيان الذي يقول النديم نسه عنه: "له فهرست كبير يحتوي علي جميع ما ألف في الصنعة و غيرها" () و كذلك أبي بكر الرازي الذي قال النديم أيضا عن فهرسته: "ما صنفه الرازي من الكتب منقولة من فهرسته" (). و لا شك أن هناك محاولات غيرهما.

أما عن الفهارس بعد النديم و عصره فلقد صارت أكثر تخصصا و إتقانا فهناك فهرسة ابن خير الإشبيلي (ت 575) و فهرست ابن عطية (ت 542). و بالطبع الذي يطالع فهرسة ابن خير الإشبيلي مثلا يجد فرقا كبيرا بينه و بين فهرست النديم علي الرغم من أنه لا يفصل بينهما سوى قرن و نصف تقريبا من الزمان فابن خير عالم يروي الكتب في الغالب بإسناده المتصل إلي مؤلفيها و قد رتبه أيضا على الموضوعات. ثم بعد ذلك انتشرت كتب التراجم انتشارا كبيرا و أصبحت مصدرا من مصادر التعرف علي آثار المصنفين فنذكر منها معجم الأدباء لياقوت الحموي و سير أعلام النبلاء للذهبي و كتب الوفيات مثل و "فيات الأعيان" لابن خلكان و "الوافي بالوفيات" للصفدي و كذلك كتب الطبقات مثل "طبقات الشافعية" لابن السبكي و "طبقات المفسرين" للسيوطي و غيرها. و في القرون المتأخرة يعد أشهر عمل علي الإطلاق اهتم بفهرسة المخطوطات هو ما فعله بروكلمان المستشرق الألماني و يليه في الأهمية عمل فؤاد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير