تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و مع ذلك في مواضع أخرى لا تكاد تشم لتشيعه رائحة , فأحيانا يردف ذكر علي بن أبي طالب بقوله رضي الله عنه و تارة أخرى يقول عليه السلام و كذلك الحال مع جعفر الصادق. و من أراد أن يشاهد هذا التناقض فلينظر إلي ترجمة هشام بن الحكم () في الفهرست المثبتة في أصل الكتاب و ليقارن بينها و بين ما أورده المحقق رضا-تجدد في تكملة الترجمة في الحاشية. فتكملة الترجمة تفضح من وضعها وفيها من التعصب الواضح بل و التعريض بأبي بكر الصديق الذي ما ترضى عليه في الوقت الذي يقول فيه: "جعفر الصادق عليه السلام". و لا أعلم أهذا الاختلاف من النديم نفسه أم من الناسخ أم من المحقق. و مع افتراض أن الاختلاف كان من النديم فما الذي يجعله يخفي شعار التشيع أحيانا و يبديه أحيانا أخرى. لكن بالرجوع إلي تاريخ الفترة التي كان يعيش خلالها النديم نجد أن القرن الرابع شهد الحركات الاستقلالية في بلاد فارس بل فكرت بعض الحركات الاستقلالية بالإطاحة بالخلافة العباسية و استعادة مجد فارس (). و من العناصر الفارسية التي سيطرت علي بعض أقاليم الدولة الإسلامية بنو بويه الذين حكموا العراق و فارس و الري و همدان و بلاد الجيل (334 - 447هـ) (). و كان هؤلاء البوهيون من غلاة الشيعة الذين يخالفون مذهب الخليفة العباسي السني. بل إن معز الدولة البويهي هو الذي استن سنة النواح علي الحسين في يوم عاشوراء و جعلها عزاءا رسميا و لم تكن كذلك قبله فأمر بغلق الدكاكين و الأسواق و إظهار النواح و لم يستطع الخليفة العباسي أن يمنع حدوث ذلك (). و لا شك أن النديم عاصر هذه السيطرة السياسية للشيعة فلعله كان يبطن التشيع في أول أمره ثم رأى إظهار أمره لما صار للشيعة دولة.

?و قد ساق تعصب النديم لأن يترجم لبعض المصنفين المعروفين بالتشيع و الرفض تراجم ناصعة في الوقت الذي حط فيه علي بعض علماء أهل السنة و كذب علي البعض الآخر بأن نسبه إلي التشيع. و من أمثلة ذلك:-

- ترجمته لمحمد بن إسحاق () صاحب السيرة:

قال النديم عنه: "مطعون عليه غير مرضي الطريقة .. " و ساق افتراءات و أكاذيب ليحط من ابن إسحاق و هو إمام في السير و المغازي و ادعى أن أصحاب الحديث يضعفونه و يتهمونه. فنقول من أين جاء بهذا الإجماع و قد شهد له شيخه الإمام الزهري حين قال: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق كما شهد له بأنه أعلم الناس بالمغازي , أضف إلي ذلك شهادة إمام الدنيا الإمام الشافعي له فيما رواه حرملة عنه أنه قال: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق , و قال سفيان جالست إسحاق منذ بضع و سبعين سنة و ما يتهمه أحد من المدينة و لا يقول فيه شيئا ().

فهناك اتفاق على إمامة ابن إسحاق في المغازي و السير أما في الحديث فهو صدوق حسن الحديث و إنما نزل حديثه إلي درجة الحسن لشئ يسير في ضبطه و ليس في عدالته. أما كلام الإمام مالك فيه فهو من كلام الأقران الذي يطوى و لا يروى.

- ترجمته لأبي مخنف () و للواقدي () و لأبي الفرج الأصفهاني ():

في الوقت الذي ترجم فيه النديم لابن إسحاق ترجمة مظلمة تجده يترجم لهؤلاء تراجم مضيئة و السبب في ذلك هو تشيعهم. و لننظر بعض أقوال أهل العلم في هؤلاء باختصار شديد؛ فأما أبي مخنف لوط بن يحيى فيقول ابن حجر عنه: إخباري تالف لا يوثق به تركه أبو حاتم و غيره و قال الداراقطني: ضعيف و قال يحيى بن معين: ليس بثقة و قال مرة ليس بشئ و قال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم (). أما الواقدي محمد بن عمر قال عنه يحيى بن معين ليس بثقة و في موضع ضعيف و في موضع آخر ليس بشئ و قال أحمد بن حنبل: كذاب و قال البخاري: متروك (). أما أبو الفرج الأصفهاني فقد ذكرت شيئا من كلام أهل العلم فيه في أول مبحث من هذه الدراسة و إن كان الأصفهاني أفضل حالا من أبي مخنف و الواقدي. و لا شك في أن تعصب النديم حمله علي إظهار هؤلاء علي غير الحقيقة , و ما ذكرته هو علي سبيل التمثيل فقط و إلا فهناك أمثلة ليست بالقليلة تدل على تعصب النديم للشيعة.

- ترجمته للإمام الشافعي ():

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير