ج: حيث إن (مشهور حسن) سرق كتابي معجم المصنفات الواردة في فتح الباري، هذا الكتاب الذي استغرق العمل فيه أربع سنوات، على أن يخرج باسمي وبتعليق مشهور، وأن يقوم بالاتفاق مع ناشر بخصوصه؛ لعدم تفرغي لذلك، فقد التحقت آنذاك بالخدمة العسكرية الإجبارية، وعندما انتهى من تعليقه على الكتاب؛ قام بإرسال الكتاب إلى مركز الصفّ لِصفِّ الكتاب، وفعلاً صُفَّ الكتاب، وطلبت من مشهور الإطلاع على كتابي وعلى ما كتبه بعد الصفّ؛ إلا أنه تلكأ، فعجبتُ من ذلك غاية العجب، وبعد إلحاح شديد مني؛ أخذت الكتاب، فوجدته قد كتب مقدمةً مليئة بالكذب، أظهر من خلالها أن هذا الكتاب من صنع يده، وأنه قام بكل عمل فيه، وعندما اطّلعت على ذلك؛ قمت على الفور بالاتصال به، وأخبرني أن الذي وقع في مقدمة الكتاب من تصرف مركز الصفّ، وأنه سيقوم بتعديل ذلك ... وما شاكلَه، وبعدها؛ لم أر الكتاب إلا وهو مطبوع، وللأسف الشديد بقيت المقدمة كما هي، ولم يغيّر شيئاً من ذلك، فاستأتُ كثيراً لذلك، وقمت على الفور بإخبار بعض الإخوة بذلك، وعلى رأسهم الدكتور محمد موسى نصر، كما قمت بسحب كتبي التي كانت عنده مثل: (الإعلام بما فُهم خطأ من حديث سيد الأنام) _ والمطبوع حاليا تحت عنوان: (تصحيح الأخطاء والأوهام الواقعة في فهم أحاديث النبي عليه السلام) و (الفوائد البهية بأحكام التشميت الشرعية) و (ثمرات النظر في علم الأثر)، ويثبت كذب كل ما ادّعاه في مقدمة معجم المصنفات، تلك الحاشية الصغيرة التي ذكرها في الموافقات (6/ 88) حيث ذكر أن الكتاب من إعدادي أنا وتعليقه هو. ويا ليته وقف عند هذا فحسب، فقد خفر بوعده الذي قطعة أمامنا، ونكص على عقبيه وعاد لما كان عليه ..
فالخير عادة والشّر عادة والمرء بين النّقص والزيادة
وبعد ذلك؛ ذهبَت أيام وجاءت أيام، وأُطلعت بعدها على بعض الرسائل التي حقّقها مشهور، فوجدت فيها العجب العُجاب، فمن ذلك:
- وجدته في كتابه (الردود و التعقبات) (ص254 و264) يعزو إلى كتابي (الإعلام بما فهم خطأً من حديث سيد الأنام) على أنه كتابه، ووجدته يقول: انظر كتبانا (الإعلام بما فهم خطأً من حديث سيد الأنام) ولله الحمد والمنة الكتاب مطبوع باسمي عن دار رمادي - السعودية - توزيع المؤتمن سنة (1994م) فأين المصداقية والأمانة العلمية؟ أليس بركة العلم عزوه إلى أهله؟
- ووجدته قد ذكر في كتابه (القول المبين في أخطاء المصلين) الطبعة الأولى (ص522) - دار ابن القيم، تحت قائمة مؤلفاته كتابي (الفوائد البهية بأحكام التشميت الشرعية) وقد طبع الكتاب باسمي عن دار رمادي – السعودية، سنة (1996م).
- ووجدته يقول في تعليقه على كتاب (إرشاد الغبي) للشوكاني (ص15): (انظر كلاماً مفصلاً متيناً محققاً حول العدالة وحدها واضطراب العلماء فيه عند الصنعاني في رسالته (ثمرات النظر في علم الأثر) وقد انتهيت من تحقيقها، يسر الله نشرها).
والكتاب مطبوع بتحقيقي عن دار العاصمة – الرياض، سنة (1996م).
وغير ذلك كثير، وكلّ كتاب مما ذكرت له قصة فيها غصّة، وكان بودّي أن يُخرج مشهور هذه الكتب - التي ادعى زوراً أنها من تأليفه – للملأ، لكن هيهات هيهات، ويحضرني في هذا المقام حديث النبي ?: (المتشبع بما لم يُعط، كلابس ثوبي زور).
ولم يقتصر مشهور على سرقة أعمالي فحسب، بل قام بسرقة أعمال غيري، ولا أدلّ على ذلك من رسالة الدكتور محمد الطوالبة (الإمام مسلم ومنهاجه) حيث سطا عليها بالكامل، كما حدثني بذلك الدكتور الطوالبة نفسه، ويمكن المقارنة بين كتاب الدكتور الطوالبة وبين كتاب مشهور (الإمام مسلم ومنهاجه ... ) وكذا كتاب (من قصص الماضين) يشهد بذلك، فقد قام بتأليفه الأخ محمد الزغلي كما أخبرني هو نفسه بذلك، وقد نسبه مشهور لنفسه ... وغير ذلك. وكل من عرفَ مشهور عن قرب؛ يعرف أنه يفتقر للأمانة والمصداقية العلمية، ولعلّ هذا هو السر الذي يفسّر كثرة الرسائل التي صدرت مؤخراً بحقّه، والتي تبيّن بعضاً من سرقاته العلمية، من مثل (كشف المستور عن سرقات مشهور) و (قرع الطنبور لسرقات مشهور) وغيرهما، وهذا الذي جعل بعض الإخوة يقومون بإدراج اسم مشهور في موسوعة السرقات الأدبية.
ولو أردت أن أبين ما قال فيه مشهور: (قلت) وهو ليس من قوله، بل من أقوال أهل العلم موهماً أنه من كلامه؛ لسردتُ لك مجلدة، والشاهد من هذا وذاك: ضياع المصداقية العلمية.
وليس هذا فحسب، بل أن مشهوراً يفتقر للأمانة المادية، والتي تدل على طمع واضح، وقصصه معي في هذا الباب كثيرة جداً، بل ومع الناشرين، كما فعل مع دار عمار في عمان، بل وصلَ الحال بمشهور أنه يقوم ببيع الكتاب الواحد إلى أكثر من ناشر، وأضرب مثلاً على ذلك (كتاب الكبائر) فقد قام ببيعه لدار المنار – الأردن، وبعد فترة اتفق مع دار العاصمة – الرياض، هاتف (4933318) ممثلة بمديرها خالد الحصان؛ على بيع الكتاب لهم، وشاء الله عز وجل أن يقوم الأخ خالد بالاتصال بي، وأخبرني بهذا الاتفاق، فأخبرته أن الكتاب مباع لدار المنار، وقام الأخ خالد الحصان فوراً بالاتصال بمكتبة المنار وتأكد من ذلك، وقام على الفور بفسخ العقد معه ... وغير ذلك كثير، فلا تستغرب - بارك الله فيك - من هذا، فهذا هو الزمان الذي ضُيعت فيه الأمانة، وعز الصدق فيه.
ذهب الرّجال المرتجى لفعالهم وصرت في خلف كجلج الأجرب
وحسبك - أخي الحبيب - من أخبار القوم هذا الطرف، وهذا غيظ من فيض، وما خفي أعظم، وإلا فهنالك فضائح تملأ البطائح، وأخبار لصوص النصوص لا تتوقف عند هذا الحد، والله المستعان.
وبعد، فنسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة، ونسأل الله أن يأجر الشيخ رائد صبري على صبره، وهو له من اسمه نصيب إن شاء الله.
وانتظروا بعض (سرقات مشهور) بالأدلة الدامغة قريباً إن شاء الله.
وكتب: خالد الحايك.
27/ 1/1430هـ.
http://www.addyaiya.com//TitleView.aspx?refId=194
¥