[غدا آخر أيام معرض القاهرة للكتاب وإليكم هذه النصائح]
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[04 - 02 - 09, 07:59 م]ـ
عشرون نصيحة لزائر معرض الكتاب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فإن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُعدُّ من أهم وأكبر معارض الكتاب في العالم العربي، وهو وإن كان ملتقىً لعرض شتى أنواع الكتب: صالحها وطالحها؛ إلا أن الكتاب الإسلامي يحتلُّ دومًا الصدارة في كمية المعروض، وفي الإقبال الجماهيري، بل في الحركة الشرائية أيضًا، ولا يزال تمدد دور النشر الإسلامية مستمرًّا في معرض الكتاب حتى صار الكتاب الإسلامي خلال العقد الأخير ركيزة المعرض الأساسية بلا منازع.
وبالرغم من محاولات التضييق على دور النشر الإسلامية بصوره المختلفة إلا أن المد الإسلامي لا يزال مستمرًّا، ولم يبقَ لأذناب التغريب إلا محاولة بث الروح في أسلافهم من التغريبيين خلال فترة المعرض، وذلك من خلال نشر صور رموز التغريب في كل مكان بالمعرض، مما يبدو متعارضًا مع الجو الإسلامي العام المتمثل في أغلبية الزوار -لا كلهم- والقوى الشرائية.
ولما كان الكثير قد يذهب إلى المعرض دون أن تكون له خطة، وقد تكون أولى الزيارات، وحتى لا تضيع زيارة المعرض دون فائدة؛ كانت هذه النصائح لزائر معرض الكتاب:
1 - أخلِص نيتك لله -تبارك وتعالى-، واسأل نفسك: لماذا أرغبُ في الذهاب لمعرض الكتاب؟ فإن الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، والله لا يقبلُ من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغي به وجهه.
وإن كان أصل السفر مباحًا، فإنك تستطيع أن تجعل هذا العمل المباح طاعة وقربة إلى الله -عز وجل-؛ فالنية الصالحة ترفع الأعمال من درجة المباحات إلى درجة الطاعات والقربات، وكما قال أحد السلف: "والله إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي".
2 - احذر من آفة عشق حيازة الكتب؛ فاقتناء الكتب في حد ذاته ليس بغاية، وإنما وسيلة لغاية، وهذه الغاية هي تحصيل العلم النافع الذي تعبَّدنا الله -عز وجل- بطلبه، أما أن يصير همُّ الطالب هو حيازة الكتب، والتلذذ برؤيتها متراصة مزينة جدار بيته؛ فالحذرَ فالحَذرَ!
قال الشيخ حافظ حكمي -رحمه الله-:
ببَيتِ الشيخِ كُتب قد شراها**** وجمَّعها ولكنْ ما قراها
وطابتْ نفسُه منها بسلوى**** إذا فَتحَ المكانَ بأن يراها
وينظرُ في قطائعها ويمضي**** وهل تدري القطائعُ ما وراها
3 - تعلُم أحكام السفر لغير أهل القاهرة ممن سيسافرون إلى المعرض؛ فإن «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني]، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فاحرص على تعلُّم ما تحتاجه ولو بسؤال أهل العلم عن مسائل بعينها تكثر إليها الحاجة، كجمع الصلاة وقصرها، وحكم الجمعة في السفر، ومدة القصر، والمسح على الخفين، ونحو ذلك.
4 - اختر الرفقة؛ فإن الرفقة الصالحة تعينك على الطاعة، وتذكرك بالله، وتزجرك عن معصيته، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني]، واحرص على ألا تصحب البطَّالين الذين يعطلونك عن تحقيق أهدافك.
5 - احرص على اصطحاب مفكرة صغيرة وقلم لتدوين ما تريد تدوينه، من مكان كتاب، أو طبعة، أو اسم كتاب تودُّ السؤالَ عن مؤلفه، ونحو ذلك.
6 - يُفضَّل أن تحضر معك طعامك؛ لارتفاع أسعار المأكولات والمشروبات داخل المعرض، والتي ما يُنفق فيها أولى به الكتب.
7 - حدد نوع زيارتك للمعرض، فمن الناس من يزور المعرض من أجل شراء كتب بعينها، ومنهم من يهتم بمعرفة جديد ما أصدرته دور النشر، ومنهم من يعتبر رحلة المعرض مجرد نزهة!!، وتحديد الهدف يعينك على أن تبصر مواضع قدميك.
8 - من كان هدفه شراء كتب بعينها فعليه أن يحدد ما يريد شراءه قبل السفر؛ لأن كثرة المعروض قد تلهيه عما ذهب من أجله.
9 - أثناء تحديد الكتب يفضل ترتيب أولويات الشراء من خلال استشارة المختصين وأهل العلم.
10 - استفصل عن أفضل الطبعات للكتب التي تود شراءها قبل السفر؛ فإن المسألة ليست مجرد كتاب يُقتنى، وإلا فإن من الكتب ما رخص ثمنه، ولكن لا قيمة له لكثرة التحريفات والأخطاء المطبعية.
¥