تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعتقد أن تأمل الكتب السائدة في معرض القاهرة الدولي للكتاب يمكن أن يكون مؤشرا دالا علي نوع الثقافة السائدة في المجتمع العربي بوجه عام والمصري بوجه خاص ولذلك تركت لقدمي حرية الحركة والتجوال بين دور العرض المختلفة التي يضمها المعرض ولم أقتصر علي دور النشر التي تعودت البحث عن الجديد من كتبها , وإنما عن دور العرض الأخري , في كل تنويعاتها الفكرية التي تنعكس علي الكتب التي تطبعها أو تعيد طباعتها , وذلك بما يتوافق وسياساتها وأهدافها المتعددة طبعا , هناك عامل الربح المادي الذي يدفع الناشر إلي طبع أي كتاب ما ظل يحقق له ربحا وهذا النوع من الناشرين موجود في كل معرض , ووجوده ظاهرة طبيعية , ما ظل الهدف الأخير من عملية النشر هو الكسب المادي بالدرجة الأولي ولكن حتي مع هذا النوع من الناشرين , فإن الإقبال علي مجالات بعينها دون غيرها مؤشر دال , يمكن أن يتجاور مع غيره من الدوال في الدلالة علي نوعية الثقافة السائدة , وعلي اتجاه عملية الإنتاج الثقافي , في موازاة دلالة إقبال القراء علي هذه الدائرة المعرفية دون غيرها

هناك ظواهر إيجابية بالطبع , لعل أهمها دور العرض المتخصصة في ثقافة الكومبيوتر , حيث تجد من يستوقفك في الطريق من شبان وشابات , يدعونك إلي مشاهدة ما يعرضونه من أجهزة لاب توب وبرامج أحدث لجهاز الكومبيوتر وهناك تزايد دال , في هذا الاتجاه , بالقياس إلي المعارض السابقة , يشير إلي تعدد وسائل الاتصال الثقافي , وإلي بداية الانحسار غير الملحوظ , بعد , لمكانة الكتاب التقليدية , وإحلال الكتاب الإلكتروني الذي أصبح متاحا OnLine, شأنه في ذلك شأن جرائد إليكترونية أخذت تلفت الانتباه إليها , ويتزايد عدد الذين يطالعونها , ابتداء من الجرائد اليومية , مثل إيلاف وأوان وغيرهما من الجرائد التي لا تقرؤها إلا علي النت , إضافة إلي الجرائد المطبوعة العادية التي أصبح الكثيرون يكتفون بقراءة الموضوعات التي تهمهم منها علي النت مجانا في حالات كثيرة أما الأعمال الإبداعية والفكرية التي أصبحت موجودة علي شبكة النت فقد تكاثرت علي نحو ارتبط بنوع جديد من عمليات تسويق المعرفة ,

علي نحو بالغ الثراء والوعد , وحتي بعيدا عن عامل الربح , فهناك ما يتيحه النشر OnLine من إمكان الفرار من سطوة الرقابة الرسمية التي لا تزال تحكم قبضتها القاسية علي الكتاب المطبوع , مرة باسم الأمن , وثانية باسم الدين , وثالثة باسم الأخلاق وقيم المجتمع , وذلك علي نحو تتزايد معه أجهزة الرقابة , وتتصاعد وطأتها إلي الدرجة التي تجعلني أتذكر ما قاله يوسف إدريس , ذات مرة , من أن كل الحرية المتاحة في العالم العربي لا تكفي كاتبا واحدا لينطلق بلا قيود , إبداعيا وفكريا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير