فلماذا أَخْفَى القرضاوي عنكم تصريحات أهل العلم التي نقلناها لكم!! < o:p>
ولماذا أخفى القرضاوي عنكم كلام العلَّامة محب الله. بن عبد الشكور في كتابه «مُسَلَّم الثُّبُوت» في أصول الفقه, حيث قال– مع شرحه للعلَّامة عبد العلي الأنصاري «فواتح الرحموت»:< o:p>
( الإجماع حجة قَطْعًا, ويفيد العلم الجازم عند الجميع من أهل القِبْلة, ولا يُعْتَدّ بشرذمة من الحمقى الخوارج والشيعة؛ لأنهم حادثون بعد الاتفاق؛ يُشَكِّكون في ضروريات الدين مثل السوفسطائية). انتهى < o:p>
ولماذا أخفى القرضاوي عنكم قول الإمام أبي المظفر السمعاني: < o:p>
( إذا تَعَرَّفْنَا حال الأُمَّة؛ وجدناهم متفقين على تضليل من يخالف الإجماع وتخطئته, وَلَمْ تَزَل الأمة يَنْسُبون المخالفين للإجماع إلى المروق وشَقّ العصا ومحادة المسلمين ومشاقتهم, ولا يَعُدُّون ذلك من الأمور الهَيِّنَة, بل يَعدُّون ذلك من عِظَام الأمور, وقبيح الارتكابات, فَدَلَّ أنهم عَدُّوا إجماع المسلمين حُجَّةً يَحْرُم مخالفتها). انتهى < o:p>
ولماذا أخفى القرضاوي عنكم قول الإمام الجويني– إمام الحرمين -:< o:p>
( فإنَّ تجويز خلف الإجماع وترك اتِّباع الأُمَّة - مما يَعْظُمُ خَطَرُهُ؛ إذْ على الإجماع ابتنَى مُعْظَم أصول الشريعة) انتهى < o:p>
فما بال الدكتور القرضاوي يُشَكِّك الآن في حجية إجماع علماء الأمة؟!! < o:p>
إن التشكيك في حجية الإجماع كانت هي الخطوة الأولى للدكتور القرضاوي، والهدف منها هو التمهيد للخطوة الثانية التي صرح بها فيما يلي:< o:p>
قال الدكتور القرضاوي في كتابه «شريعة الإسلام خلودها وصلاحها للتطبيق في كل زمان ومكان، ص24»: < o:p>
( يستطيع أهل الاجتهاد أن يفهموا النص فَهْمًا جديدًا لم يُنقل عن السابقين، وأنْ يستنبطوا في ضوئه ما لم يستنبطه سلفهم). انتهى كلام القرضاوي.< o:p>
قلتُ: وكَأَنَّ كافَّة أهل العلم من السَّلَف الصالح – من الصحابة والتابعين لهم طوال أربعة عشر قَرْنًا - قد عجزوا عن فَهْم النص الشرعي كما أراده الله عز وجل!!! < o:p>
علماء الأمة الإسلامية طوال أربعة عشر قرنًا قد ضَلُّوا عن معاني الآيات والأحاديث النبوية إلى أن جاء القرضاوي واهتدى إلى ما ضَلُّوا عنه!! < o:p>
إن إزاحة الإجماع جانبًا يفتح المجال للتلاعب بالنصوص الشرعية!! < o:p>
فيستطيع القرضاوي وغيره أن يزعم قائلًا: هذا النص معناه كذا .. < o:p>
ولا يستطيع أحد أن يوقفه قائلًا: لقد أجمع أهل العلم على أن هذا النص معناه غَيْر ما ذَكَرْتَ.< o:p>
لماذا لا يستطيع أحد أن يوقفه؟ < o:p>
لأن القرضاوي قد كسر سيف الإجماع مِنْ قَبْل!! < o:p>
وقد قُلْنَا في كتابنا الأول «الرد على القرضاوي والجديع، ص87» تحت عنوان: «تحذير المسلمين من خطر منكري حجية إجماع علماء الدين»:< o:p>
( إن هدف منكري الإجماع يتضح في أمرين:< o:p>
الهدف الأول: هو الهروب من قول العلماء: «أجمع علماء المسلمين على تحريم كذا وكذا».< o:p>
فإنهم حين يحاولون تحريف معنى النصوص الشرعية الدالة على التحريم؛ فإنهم يجدون أهل العلم يتصدون لهم بهذه العبارة: «أجمع علماء المسلمين على تحريم كَذَا وكَذَا».< o:p>
أو: «أجمع الصحابة والتابعون ومن بعدهم على تحريم كذا».< o:p>
أو: «أجمع أهل العلم على أن معنى هذه الآية – أو الحديث - هو كذا».< o:p>
فلم يجدوا مَفَرّا إلا بِهَدْمِ هذا السيف المُسَلَّط على رقابهم؛ إنه سيف «الإجماع».< o:p>
فإذا انهدم هذا الأصل الخطير العظيم: انطلقوا بعد ذلك في تحريف معاني الآيات والأحاديث الدالة على التحريم, فيزعمون أن معناها مُحتمل, وعند الاحتمال يسقط الاستدلال – بزعمهم -, وبذلك لا يتبقى أمامهم إلا أن الأصل في الأشياء هو الإباحة.< o:p>
وهنيئًا لهم بالإباحة!! < o:p>
الهدف الثاني: الهروب من قول العلماء: «أجمع العلماء على أن معنى الآية هو كذا».< o:p>
فإنهم يُواجَهون بهذا القول كُلَّما حاولوا تحريف الآيات – أو الأحاديث - التي تُقَرِّر أصول العقيدة الصحيحة.< o:p>
¥