ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي ذو المعالي، وجعلني الله وإياك في عليين.
وسؤالي هو في الأمر الثاني، فهل هذا العلم يكتسب لتفسير الأحلام؟
ولهذا قلت سابقاً الأمر يحتاج إلى دراسة إلى الأقوال.
والعلم عند الله العليم الحكيم.
ـ[أم أحلام]ــــــــ[06 - 06 - 09, 09:05 ص]ـ
مقال للدكتور فهد بن سعود العصيمي
هل هذا العلم يمكن تعلمه وتعليمه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ورد لي كثير من التساؤلات حول هذا العلم وإمكانية تعلمه وتعليمه، وإليكم هذين المقالين اللذين كتبتهما وفيهما إجابة على أهم تساؤلاتكم، وأترككم مع المقالة الأولى:
سؤال / من أبرز الصحابة الذين كانوا يعلمون هذا العلم لغيرهم؟
من الأمثلة التي يمكن قولها هنا:
ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل أسماء بنت عميس الخثعمية عن تعبير الرؤيا، وهي صحابية تزوجها جعفر بن أبي طالب، ثم أبو بكر، ثم علي، رضي الله عنهم، وولدت لهم، وهي ممن روى لها البخاري، وغيره.
وورد أن سعيد بن المسيب، وكان من أبرز من برع في هذا الفن اخذ هذا العلم من أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين، وبالمناسبة فسعيد بن المسيب كان يضاهي ابن سيرين إن لم يتفوق عليه، وقد قال عنه محمد بن عمر كما في الطبقات للذهبي [7/ 124]: وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر.
كذلك أخذت عائشة هذا العلم عن أبيها أبي بكر رضي الله عنهم، وقد ورد أن أبا بكر كان أعبر هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت أنه كان يسأل الرسول عن تعبيره للرؤى، ومن الأمثلة حين ذكر الرسول الكريم، أن عمر بن الخطاب عرض عليه، وله قميص يجره،فقال له أبو بكر: فما أولته؟ فقال الرسول الدين. وممن نص على أن القائل هو أبو بكر ابن حجر في الفتح.
وإليكم المقالة الثانية، وهي تتكلم بصراحة عن إمكانية تعليم هذا الفن، وأرجو قراءتهما بتأن، ليكون الحكم إن شاء الله منصفا:
سؤال / هل علم تعبير الرؤى والأحلام يمكن تعلمه وتعليمه؟
لا يخفى على أي مهتم بهذا الفن أن هذا العلم شريف جدا، ولذلك امتن الله على نبيه يوسف بقوله تعالى [وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ... ]، وكان نبينا محمد [صلى الله عليه وسلم] يعبر الرؤى وكثيرا ما سأل الصحابة كما في حديث سمرة بن جندب: كان النبي [صلى الله عليه وسلم] إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه فقال: هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا.
والحقيقة أن لي وجهة نظر في هذه المسألة؛ أقصد إمكانية تعلم، وتعليم هذا العلم، وهي أنه يمكن تعلمه، وتعليمه.
وقد يكون في هذا الرأي غرابة لدى البعض؛ وذلك لكون هذا العلم أشبه بالإلهام والفراسة، وكأن فيه تشبها بالرسل، فوجد الحرج من هذه الجهة ولكن آمل أن نطرح هذه المسألة للنقاش ليكون طرحنا موضوعيا.
وإليكم أهم ما يجعلني أميل لهذا الرأي، وقد تكلمت عليه بالتفصيل في كتابي:تعبير الرؤيا مصطلحات معاصرة أسئلة وأجوبة، ص:96، وما بعدها، الناشر: دار التدمرية.
قال النووي تعليقا على حديث سمرة السابق:
فيه استحباب السؤال عن الرؤيا، والمبادرة إلى تأويلها، وتعجيلها أول النهار، وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا، ونحوهما.15/ 30
وقال ابن حجر تعليقا على الحديث السابق كما في الفتح 12/ 437:
الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها، وترك إغفال السؤال عنه، وفضيلتها لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب، وأسرار الكائنات.
وقال ابن عبد البر كما في التمهيد 1/ 313 تعليقا على الحديث السابق: وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها، لأنه [صلى الله عليه وسلم] إنما كان يسأل عنها لتقص عليه، ويعبرها، ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في مجموع مؤلفاته 5/ 130:
علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده.
وقال في موضع آخر 5/ 143:
عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل: لا يعبر الرؤيا إلا من هو من أهل العلم بتأويلها، لأنها من أقسام الوحي.
وقد نبه الشاطبي رحمه الله في الموافقات 2/ 415:
¥