ولا شك أنّ الحوافز والهدايا والجوائز التحفيزية تؤدي دورا مهما في تشجيع طلبة العلم على الاستمرارية والعطاء؛ كذلك المكافآت والشهادات التقديريّة ما هي إلا أوسمة تعين طلبة العلم على التنافس الشريف, والإبداع الرائع, و شحذ العزائم مرارا وتكرارا, لتحقيق أفضل النتائج, والسّمو لأعلى المراتب. فما بالنا بالجائزة الربّانيّة التي هي خير من الدنيا وما فيها .. والتي تبقى خالدة في الآخرة؟! كما قال صلى الله عليه وسلّم: "ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر لكم ذنوبكم وبدّلت سيئاتكم حسنات". والحديث مذكور في السلسلة الصحيحة.
فمن يتذكر هذا الثواب ويجعله نصب عينيه دوما لابد وأن يستمر في الإقبال على العلم وذكر الله تعالى؛ ولن ينسى أبدا الهدف الذي من أجله حصل الثواب وبعد العقاب.
وعلينا أن لا نجعل ما تعلمناه ذريعة نتكبر بها على عباد الله؛ بل نتواضع لله ونعلّم الجاهلين؛ ومن تواضع لله رفعه؛ ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؛ فقد روى تميم بن أوس رضي الله عنه قال: "انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يخطب فقلت: يا رسول الله، رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه؟ فأقبل عليّ رسول الله وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها" رواه مسلم.
سابعا وأخيرا: مجالسة الرفقاء المعينين على طلب العلم النافع، وبالأخص المجتهدين منهم والحريصين على الثقافة والانتفاع من أمور دينهم والاستعانة بها على دنياهم؛ فالرفيق الحسن خير من يعين المرء (بعد توفيق الله) على المثابرة ويحقق معه الأهداف السوية التي ترتقي به لمعالي المجد .. وتثبته على إرضاء الرب تبارك وتعالى. قال صلى الله عليه وسلّم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل". وخير جليس للمرء كلام الله وكتابه العزيز, قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله .. ).
نسأل الله العلي القدير في الختام الهمة العالية, والغاية السامية, ويقظة تفهمنا المقصود، وتقربنا من المعبود؛ ونعوذ بالله من علم لا ينفع, ونفس لا تشبع, وقلب لا يخشع, ودعاء لا يسمع, ونعوذ بالله أن نكون من القوم الجاهلين الغافلين الذين قال الله فيهم: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ).
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 02 - 08, 05:31 ص]ـ
يُرفع؛ للفائدة ..
فكلامُ ابنِ هبيرة قليل المبنى غزيرُ المعنى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 07:51 ص]ـ
بعشر ينال العلم قوت وصحة ................... وحفظ وفهم ثاقب في التعلم
وحرص ودرس واغتراب وهمة ................... وطول زمان واجتهاد معلم
ـ[تلميذة الملتقى]ــــــــ[02 - 02 - 08, 09:36 ص]ـ
نسأل الله تعالى أن يجعل جهدنا في طلب العلم خالصاً لوجهه الكريم، ونسأله التوفيق والهداية ... إنه سميعٌ مجيب الدعاء.
وبارك الله فيكم، ونفع بعلمكم الإسلام والمسلمين.