[1] أقيم المعرض الأول (عام 1427)، وكان الإشراف العام عليه لوزارة التعليم العالي، وأوكل الإشراف الثقافي إلى وزارة الثقافة والإعلام. وحينها فوجيء الناس بذلك البرنامج الثقافي الذي استقطب عدداً من أصحاب الفكر المنحرف، وإن كانت الأسماء قد أدخل فيها بعض (الإسلاميين) ذراً للرماد في العيون.
[2] منذ ذلك المعرض والناصحون يترددون على الدكتور عبدالعزيز السبيل، بل من الأيام الأولى لتعيينه وكيلاً للثقافة، يناصحونه ويعظونه ويذكرونه بالله، ويذكرونه بوالده سماحة الشيخ محمد السبيل عظم الله أجره. فكان يتعامل معهم بالمراوغة والمخادعة.
[3] كان من أهم ما يُطلب منه: منع استضافة المنحرفين ومنع الدور التي اشتهرت بجلب كتب الانحراف العقدي أو السلوكي وتكرر منها ذلك، لكنه كان يتملص من ذلك ويعتذر بأن ما قد يلاحظ من كتب منحرفة إنما هي أعداد قليلة فاتت على الرقابة في خضم الأعداد الكبيرة التي تدخل للمعرض. وهذه الدعوى غير صحيحة. فإن منشأ المشكلة هو: عدم إخضاع الكتب المعروضة لأن تفرز من خلال قوائم بأسمائها، إذ الذي جرت عليه عادة المعارض الدولية، أن الدولة المستضيفة تطلب قوائم الكتب قبل بدء المعرض بوقت مبكر ليتسنى للجهة المسئولة مراجعتها ومنع ما يرون منعه من الدخول.
[4] والذي يحصل من قبل (وكالة الثقافة) أنهم يستقبلون الدور على علاتها، ويتيحون المجال لاستقبال طلبات الدور في الاشتراك في المعرض إلى قبيل ابتدائه بوقت وجيز، مما يدل على إصرارهم على عدم فرز الكتب ومراجعة قوائمها. ومن أدلة ذلك - وهي كثيرة - مقارنة معرض الرياض بمعرضين دوليين أقيما في وقت مقارب لتوقيت معرض الرياض، هما معرض القاهرة الدولي للكتاب, و معرض مسقط الدولي للكتاب، وذلك حسب ما يأتي:
آخر موعد لتقديم طلبات الاشتراك
موعد بدء المعرض
المدة بينها
معرض القاهرة
17/ 11/1429هـ
24/ 1/1430هـ
67 يوماًَ
معرض مسقط
17/ 12/1429هـ
29/ 2/1430هـ
75 يوماً
معرض الرياض
10/ 2/1430هـ
6/ 3/1430هـ
26 يوماً
من جانب آخر:جاء في الشروط المفروضة على المشاركين في معرض القاهرة ما يلي:
[في حالة رغبتكم في عرض أو بيع أي كتب أو مطبوعات دينية تتعلق بالعقيدة الإسلامية سواءً من داخل جمهورية مصر العربية أو خارجها يرجى موافاتنا ببيان تفصيلي عن هذه الكتب والمطبوعات لعرضها على الأزهر الشريف لأخذ موافقته عليها ... ].
[لابد من مراعاة المبادئ التي يفرضها القانون المصري والأخلاق العامة .. ]. انظر نشرة المعرض.
بينما خلا معرض الرياض من أي إشارة لما تقدم.
من جانب ثالث:حدد معرض مسقط الدولي للكتاب أياماً خاصة لزيارة الطالبات يمنع فيها دخول الرجال , (وذلك في الفترة الصباحية) , كما حدد أياماً خاصة لزيارة الطلاب يمنع فيها دخول النساء (انظر نشرة المعرض).
أما معرض الرياض فقد أغفل هذا الجانب تماماً , رغم المناشدات (المبكرة) للسبيّل أن يراعي هذا الجانب لكن ما من مجيب.
[5] أن انحراف بعض الكتب التي تجلب إلى المعرض وصل إلى درجة تقشعر منها الأبدان، فمنها كتب موغلة في الإسفاف الجنسي، بل بلغ من سوئها أن دولاً شرقية وغربية، وثنية أو لادينية حظرت بيعها، ثم تجلب إلى معرض الرياض، ومنها كتب فيها السخرية الصريحة برب العالمين. بيعت فيما مضى ثم عرضت هذا العام 1430هـ.
وحتى يعلم القارئ بشاعة ما فيها، وأن ما تقدم ذكره ليس من قبيل التهويل
أو المبالغة فإنني مضطر إلى إيراد مقتطفات منها:
فمن تلك الكتب التي بيعت فيما سبق ثم بيعت في معرض هذا العام (ديوان البياتي)، ومن شعره فيه:
[الله في مدينتي يبيعه اليهود
الله في مدينتي مشرد طريد
أراده الغزاة أن يكون
لهم أجيراً شاعراً قواد]
ومما بيع أيضاً فيما سبق ثم بيع في معرض هذا العام: (ديوان محمود درويش)، يقول فيه:
1 ـ[إله يتعرى فوق خط داكن الخضرة] "الأعمال الأولى 2/ 45".
2 ـ ويقول: [لكم ربكم ولنا ربنا، ولكم دينكم ولنا ديننا
فلا تدفنوا الله في كتب وعدتكم بأرض على أرضنا
كما تدّعون، ولا تجعلوا ربكم حاجباً في بلاط الملك
. . . . . . . . . .
فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله] "الأعمال الأولى 3/ 300"
ومنها أيضاً وهي على نفس المنوال ديوان (بدر السياب)، و (معين بسيسو).
¥