تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - الناشر الغاش نشر في نهاية مقاله صورة للعقد قصد تكذيب المحقق، وهو يعلم علم يقين ما في الأمر من تلبيس وتدليس، ونسي أو تناسى أن الرب جل في علاه، يراقبه ويعلم سره وجوّاه، ?يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول، وكان الله بما يعملون محيطا?.

الإخوة القراء الكرام: إن هذا العقد المنشور الذي رأيتموه قد كتب بتاريخ 15/ 2/1421هـ كما هو واضح ظاهر في أعلاه وأسفله، وهو تاريخ سبق مناقشة الرسالة بسنة كاملة ويوم واحد، فقد تمت المناقشة بقاعة المحاضرات الكبرى في الجامعة الإسلامية صباح يوم الخميس 16/ 2/1422هـ كما هو مسجل بالجهات الإدارية في الجامعة، وكما هو معلن عنه في جريدة الوطن السعودية في اليوم نفسه والتاريخ، وذلك في عددها (223) من السنة الأولى بالصفحة الثقافية (ص:23). ثم بعد هذا التاريخ وبالضبط في 1/ 4/1422هـ جاءت كتابة العقد الأخير الذي نُصّ فيه على ذكر الشروط والبنود بين الطرفين كما سيراه الإخوة آخر هذه المقالة.

فلماذا أخفى الناشر الغاش هذا العقد الواضح الصريح في صياغته وسياقته على الناس جميعاً، وأظهر لهم ذلك العقد الأولي المنسوخ الخالي من كل شرط واتفاق؟

أليس هذا من تمام وكمال الغش، وصراح الكذب، وتعمد الخيانة، يا مدير مكتبة أضواء السلف! والخلف أيضا؟! وأسأل: أهكذا كانت أخلاق السلف الصالح وأفعالهم؟ أم أنه التمسح بهذا الاسم، واتخاذه شعاراً ودثاراً للتستر خلفه، ووراء الأكمة ما وراءها، والرائد لا يكذب أهله، وفي الخبر النبوي: «المتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور» لكنه عدم الخشية، وحب الظهور القاصم للظهور، ولو بالباطل، وثالثة الأثافي الحرص الشديد على جمع المال وتحصيله من أي باب وطريق، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه».

كل من في الوجود يطلب صيدا **** غير أن الشباك مختلفات

نسأل الله السلامة والعافية واليقين.

ثم أُذكّر المدير العام لمكتبة أضواء السلف وأعضاء هذه الدار بقوله عليه الصلاة والسلام: «من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار»، وبقوله: «لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان».

3 - قضية العقد الذي نشره صاحبي الغاش تبدأ حكاية فصوله يوم أن زارني بمنزلي في المدينة النبوية المنورة صحبة الأخ الفاضل الدكتور عبد اللطيف جيلاني الذي أشار عليه ودله على الكتاب، فطلب مني الناشر بيع الكتاب له ليتولى نشره على أحسن وجه، وأفضل إخراج، مع العناية التامة بتصحيحي له شخصيا والاهتمام به .. فوعدته وعداً حسناً، وذلك بعد فراغي من تحقيقه ومناقشته مستقبَلاً، لكن صاحبنا الانتهازي كان في نفسه شيء، ولأمر ما جدع قصير أنفه كما في المثل العربي، فلم يُرد أن يُفوِّت الفرصة ويضيع الصفقة، فألحّ إلحاحاً كثيراً، وأصرّ إصراراً مستميتاً على إجراء عقد مبدئي ليضمن به حق البيع، ثم ينتظر إلى حين انتهاء التحقيق والمناقشة، ولم أفطن ساعتها إلى مكره وخداعه .. ولكن من خدعنا بالله انخدعنا له ?ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله?.

فتم وقتها كتابة ذلك العقد بتاريخ 15/ 2/1421هـ وهو خال من كل شرط وبند، وإنما لضمان حق البيع فقط، أما كتابة العقد النهائي الذي تسطر فيه الشروط وكافة البنود المُلزمة للطرفين من صحة البيع وكيفية الطبع، فسيكون بعد ذلك، وفعلاً قد تم كتبه مفصَّلاً مشتملاً على ذكر فقرات الاتفاق بتاريخ 1/ 4/1422هـ فكانت المدة بين كتابة العقدين (المنسوخ والناسخ) وبعد المناقشة سنة وافية وشهرين وخمسة عشر يوماً تقريبا. وأشهد الله تعالى أني لم أحفل بهذا العقد الأولي ولم أطلب نسخة منه من صاحبي الماكر، بل نسيته تماماً لكونه كما وصفتُ خالياً من كل شرط وبند والتزام. وإنما لضمان حق البيع نزولا عند رغبة الناشر، دون الشأن العلمي والأدبي المتعلق بالكتاب وطبعه، وهو الأهم عندي، لكني أبشر صاحبي بقوله تعالى: ?يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم? وبقوله: ?فمن نكث فإنما ينكث على نفسه? وعند الله تجتمع الخصوم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير