الإخوة القراء الكرام، قولوا بالله عليكم بعد أن تبصّرتم المسألة، واطّلعتم على حقيقتها، والظن فيكم إن شاء الله هو الصدق والإنصاف: أيّ العقدين أحق بالأخذ والقبول والاعتماد؟ وبالله عليكم أيها المسلمون في مشرق الأرض ومغربها ممن يقف على القضية مَنِ الكذاب الأشر، والأفاك الأثيم أهو المحقق أم الناشر؟
ومن العجائب والعجائب جمة أنه يتظاهر بالتقوى والورع والصدق.
من تحلّى بحلية ليست فيه **** فضحته شواهد الامتحان
والأعجب من ذلك كله أنه يوصي في مقاله ويحذر من الاستعجال والتسرع في الأحكام ?كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون? وفي الحديث: «إياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا». نسأل الله المعافاة.
4 - قوله: "صورة العقد وعليه الشهود .. وعليها إمضاء الأستاذ عبد اللطيف الجيلاني المحقق المعروف كشاهد .. "
أجيب:
تقول بملء فمك الأفاك، فضّ الله تعالى فاك: (الشهود) من باب التزيد والتشبع، وليس هناك إلا شاهد واحد، وهو الأستاذ عبد اللطيف على ذلك العقد المبَيَّت الغادر، هذا الأخ الصالح الفاضل الطيب المحب للعلم ونشره وخدمة أهله في المشرق والمغرب، الذي كان سبباً مباشراً في طبعك لكثير من كتب العلماء والباحثين، فانتهزت كعادتك حسن خلقه، وصمته وسمته، فجعلت تضرب يمينا وشمالا فيما تهواه نفسك، وتنال به أغراضك، فأوقعت أخانا في شراكك، دون أن يعلم أو يفطن لذلك، مما جعله أخيراً يحس بضيق وحرج شديدين مع جماعة من الباحثين بسبب سوء معاملتك وخيانتك، بل اتُّهِم بك، كأنه متواطئ معك، كما حدثني هو بذلك، وقاه الله شرك وكيدك.
إذا رزق الفتى وجها وقاحاً **** تقلب في الأمور كما يشاء
ولا أريد أن أطيل على إخواني القراء بسرد ما حصل لعدد من العلماء والباحثين مع هذا اللكع، خاصة هنا ببلاد المغرب الإسلامي، وقد أفضى بعضهم إلى ربه عز وجل.
وحسبي أن أذكر منهم في هذا المقام اثنين، ممن وقع عليه سطو هذا الخادع المحتال وقرصنته لعملهما العلمي في رائعة النهار، على ملء الأسماع والأبصار.
الأول: طبعه لكتاب 'نزهة الأبصار في فضائل الأنصار' للقاضي أبي بكر عتيق بن الفراء الغساني الأندلسي المتوفى سنة (698هـ) بتحقيق الدكتور عبد الرزاق مرزوكَ الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية –شعبة الدراسات الإسلامية- في جامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، وهو موضوع رسالته للماجستير سطا عليه هذا الناشر الماكر بحيلة عجيبة لا مجال لذكرها .. غير أنه بعد مدة فاجأنا كعادته بنشر الكتاب وإنزاله إلى السوق دون أي عبارة أو إشارة من محققه لا اتفاقاً ولا وفاقاً .. فهاتفته في الموضوع، فلم يعبأ ولم يكترث، مما اضطر صاحب الحق إلى تقديم عدة شكاوى لجهات كثيرة قصد إنصافه من ظلم هذا الخائن الجاني .. وكان من تلك الجهات (اتحاد الناشرين العرب) التي مقرها في بيروت، وقد سعت في النظر في الشكوى بواسطة جمعية الناشرين السعوديين للبحث في القضية، وقد توصلوا جميعا إلى صحة الدعوى وأقر (معالي) مدير مكتبة أضواء السلف بتعمده طبع الكتاب بدون إذن أو تعاقد مع صاحبه، وسوف يرى الإخوة جميعا رسالة الاتحاد الموجهة إلى المحقق المعتدى عليه في نهاية هذا المقال أيضا، وأُعلم الجميع أنه إلى حدّ هذه الساعة لم يتوصل المحقق المظلوم بشيء من حقه المالي أو الاعتبار الأدبي، وقد مضى على طبع الكتاب خمس سنوات عجاف، إذ تم نشره سنة 1425هـ/2004 م.
الثاني: طبعه لكتاب 'مصطلحات الجرح والتعديل المتعارضة' للدكتور جمال اسطيري الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية -شعبة الدراسات الإسلامية- في جامعة السلطان مولاي سليمان بمدينة بني ملال.
فقد تصيد الناشر هذا الكتاب، وطبعه في مجلدين عام 1425هـ/2005م، وهو كحال سابقه في عدم الموافقة والاعتبار من صاحبه، وقد أخبرني المحقق مشافهة أنه لا علاقة له بهذا اللصّ متسوِّر الجدران، بل إنه لم يحظ بسماع صوته الندي، ولم تكتحل عيناه برؤية وجهه البهي، ومع ذلك حصّل كتابه، وسولت له نفسه طبعه ونشره وامتلاكه. وهو إلى وقتئذ يأكل ريعه وغلته حراماً خالصاً سائغاً يطعمه نفسه ويقوت به عياله، نسأل الله العفو والعافية. كما أفادني المحقق أن الكتاب مليء جداً بالأخطاء مع خلوه من الفهارس الجزئية التفصيلية، وقد فوّت عليه مقدمة ضافية بقلم العلامة الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي المشرف على العمل.
فهذه إخوتي الأعزاء بعض مخازي علي صنهات الحربي مع بعض الكتاب والباحثين.
وقد تعمدت ذكر هذين الرجلين المعتدى عليهما ببيان اسميهما وجهة عملهما زيادة في التوثيق لمن شاء الاتصال بهما والاستثبات منهما.
وبالمناسبة أقول: إن كثيرا مما طبعه ونشره هذا المُمَاذِقُ هو من عمل طلاب العلم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وذلك منه مقصود متعمد مستغلا وضعهم وبعدهم عنه بعد تخرجهم وعودتهم إلى أوطانهم، وكذا غيرهم من العلماء والباحثين البعداء للغرض نفسه، والحيلة ذاتها. ?وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون?.
يتبع
وإليكم المرفقات:
صورة العقد بين المحقق والناشر
صورة الخطاب الموجه من اتحاد الناشرين العرب إلى الدكتور عبد الرزاق مرزوك المعتدى عليه كذلك
¥