تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعد إتمام قراءة دارس متفحص؛ تبين لي يقيناً أنه يكتب خيالاً توهمه، ويقلب حقائق تاريخنا، ويحلم ويتخيل، ليبرر هزيمة الروم النكراء والحاسمة على يد الفاتحين المسلمين، فالأمر هوى في نفس المؤلف أججه حقده على الفاتحين.

لقد سيّر الأحداث ـ خيالاً- بما يحفظ لقومه ماء وجههم، لا حسب ما هيأ الفاتحون المنتصرون وخططوا، ولا وفق ما تمليه عليهم عقيدتهم من تسامح ورحمة، ودليل هواه ـ كي لا نقع بما وقع المؤلف فيه، ولا نذكر التوثيق والدليل- قوله في الصفحة 26: 'فانهزم البيزنطيون، وعاث المنتصرون في البلاد فساداً وخراباً' ودليل حقده على الفاتحين، وصفه المتكرر لهم، بأنهم 'البدو الرحل'، و'هؤلاء السذّج' و'القراصنة'.

ودليل هدفه حفظ ماء وجه قومه المنهزمين تكراره أن سبب انهزام الروم البيزنطيين أمام جيش المسلمين الفاتحين أن الروم جمعوا جيوشهم 'بسرعة على عجل' [الصفحة 26]، 'أما هرقل فقد أسرع وحشد في سورية الشمالية جيشاً لا تجانس فيه، ولا وحدة بين أفراده، وقليل التدريب العسكري'، [الصفحة 44] والغريب ادعاؤه أن السوريين المسيحيين العرب ألفوا فرق الجيش الأموي، وعلى عاتقهم وسواعدهم كانت الفتوح زمن بني أمية ... وخلاصة القول إن منصور بن يوحنا الدمشقي، هو الذي سيطر على الخلافة الأموية، وسير أحداثها وسيطر على كل أمورها (!!

ويوضح شوقي أبو خليل في موقع آخر من مقدمة كتابه، أنه يوجه ما جاء من تصويبات وردود ضد كتاب (يوحنا الدمشقي) إلى (كل من يحاول نشر هذه الأفكار المشوهة المفترية على تاريخنا العربي دون دليل أو برهان، ولا أتوجه مطلقاً في خطابي إلى المسيحيين الموضوعيين الذين لا يرضون بمثل هذه الكتابات التي تسيء إليهم أول ما تسيء (!

نماذج من الأخطاء التاريخية!

بعد ذلك يمضي الكتاب إلى تتبع ما أسماه (أكاذيب وأضاليل) تارة، أو (أخطاء، هفوات، أكاذيب) تارة أخرى ... فيناقش جوزيف نصر الله في استنتاجات عامة، منها اعتبار المؤلف أن دمشق المسيحية (تسيطر بقوة العقل والروح على فاتحها وغازيها) إذ يرى شوقي أبو خليل أن هذا الكلام لا ينطبق على الفتح الإسلامي أبداً، وباستثناء الأندلس التي عانت من محاكم التفتيش التي فرضت التنصير بعد خروج العرب منها: (فما انحسر الإسلام عن بلد وصل إليها من تركستان الشرقية، إلى حوض النيجر، ومن تتارية إلى أفريقية الجنوبية (.

كما يصوب شوقي أبو خليل أخطاء تاريخية فاحشة وقع فيها الإكسرخوس جوزيف نصر الله، كشفت جهله الفاضح بالتاريخ العربي والإسلامي الذي يؤلف كتاباً فيه، ومنها قوله: (اجتاحت الجيوش العربية تحت إمرة يزيد بن أبي سفيان بلاد فلسطين سنة 634م) وفي هذا خطأ شنيع لأن وجهة يزيد بن أبي سفيان كانت دمشق، ووجهة عمرو بن العاص فلسطين ... ومنها قوله: (وجاءت مفارز عربية من العراق تحت إمرة خالد بن الوليد وأبي عبيدة) والمعروف أن أبا عبيدة بن الجراح لم يكن في العراق، وفي هذا تساءل شوقي أبو خليل بدهشة: (متى كان أبو عبيدة بن الجراح في العراق؟ لم يصلها في حياته كلها!)، أما موقعة (أجنادين) التي التحم فيها جيش الفتح مع الجيش البيزنطي، فيقول جوزيف نصر الله إنها في الشمال من سورية الجنوبية ... في حين يؤكد شوقي أبو خليل أنها جنوب اللد والرملة في فلسطين، ويقول: (عبارة 'نزحوا نحو الشمال بعد أن تجمعوا، والتحموا في أجنادين' تثبت جهله وأنه حاطب ليل)! ومن الأخطاء الفاحشة قوله: (في 16 محرم 14 للهجرة مَثُلتْ الجيوش العربية تحت إمرة خالد بن الوليد أمام دمشق وحاصرتها) في حين أن الجيوش العربية كانت تحت إمرة أبي عبيدة بن الجراح وقيادته، لا إمرة خالد بن الوليد!!!

ويصور المؤلف حركة جيش الفتح الإسلامي وكأنها حركة غزو للكسب والغنيمة، وليست لنشر رسالة دين وصلوا أقاصي الهند وهم يرفعون رايته، وفي هذا يقول: (وقد ظن الدمشقيون أولا أن العرب الفاتحين لن يبقوا طويلا عندهم، وأنهم أتوا للكسب والغنيمة فقط، وسوف ينسحبون عند دنو الشتاء، ولكن خاب فألهم عندما حل الشتاء، ولم تنسحب الجيوش الإسلامية فساورتهم الشكوك) ويقول شوقي أبو خليل في معرض رده على هذا الادعاء:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير