تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[يحيى خليل]ــــــــ[29 - 04 - 09, 02:07 م]ـ

أخي الفاضل محمد الجيزي

بارك الله فيك وأكرمك على هذه الإضافة الهامة، والغالية

ومعك الحق في كل حرفٍ كتبتَ

وهذه ذكرتني بمشاركة قديمة، شاركتُ بها هنا، في ملتقى أهل الحديث، يمكن النظر فيها للمراجعة والنصح إن وقفتَ فيها على ما يستدعي نصحي وإفادتي، على هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24028

وأختار منها هنا للمناسبة، قلتُ:

والأمر في التحقيق على النحو التالي:

دراسة المخطوطة قبل تحقيقها.

لأن هذه الدراسة سيترتب عليها أمور دقيقة جدًّا، لأن الذي يقوم بالتحقيق هذه الأيام، كما ذكرتُ، تحت جنح الليل وجناحه، يجد ورقات، كتبت بخط قديم، فيقوم بالتحقيق، ويقول: في الأصل كذا، مع أن الذي في يده ورقات ليس لها أصل، ولا نَسَب، ويجب أن يبدأ التحقيق بما يلي:

ـ هل هذه المخطوطة بخط المؤلف؟.

ـ هل هي بخط أحد تلاميذه، وثبتت مقابلة المؤلف عليها؟.

ـ هل كتبت في عصر المؤلف؟

ـ أم وجدوها بعد ذلك، منسوخةً عن أصول سبقت؟

وكل درجة من هذه لها أسلوب في التحقيق يختلف عن الآخر.

1ـ إذا كانت بخط المؤلف، كما هو الحال في بعض أجزاء "تهذيب الكمال"، وقد رأيت الدكتور بشار وهو يحققه، لدرجة أنه كان يستشير واحدا مثلي، مع قلة حيلتي، وضعف حالي، فهنا؛ لا يحل للمحقق، مهما كانت درجته أن يغير حرفا، ولو كان خطأً بَيِّنًا، بل عليه إثبات ما جاء في الأصل، ثم يكتب تعليقه في الحاشية.

2ـ إذا كان ناسخه واحد من تلاميذ المحقق، المعروفين بالدقة، كابن المهندس بالنسبة للمِزِّي، وقابل هذا التلميذ نسخته على الشيخ، فهي تعادل نسخة الشيخ.

3ـ إذا كانت منسوخة في عصر المؤلف، ولم يثبت اطلاع المؤلف عليها، فهذه تأتي في المرتبة الثالثة، ويمكن تغيير الخطأ في الأصل، ولكن بحذر شديد، لا يعرفه إلا من كابد مشقة التحقيق، وقطع في ذلك عمره طولا وعرضا، وليس لصبيان الملازم والورقات.

4ـ النسخ المتداولة، والمنسوخة عن منسوخ، عن منسوخ ... فهذه ليست أصولا، فقد تداولتها عشرات الأقلام، ومنها المتردية، والنطيحةُ، وما أكل السبُعُُ!!

ولا يكتب المحقق: وقع في الأصل إلا على سبيل المجاز، أيُّ أصل هذا؟!، إن هذا فرعُ فرعٍ.

وهنا أيضا يحتاج الأمر إلى محقق بارع، أمينٍ، خبيرٍ بأمور التحقيق.

وفي هذه الحالة نجد أنفسنا أمام عَرَضٍ بعيدٍ، وسفرٍ إلى المجهول.

فيبدأ البحث في اتجاهين:

الأول: النسخ المُساعِدة.

والثاني: المؤلف؛ شيوخه وتلاميذه.

وأضرب مثالاً:

كنت أعمل عند الإخوة، (جماعة السيد أبي المعاطي)، وهم يحققون مسند الإمام أحمد، والذي صدر عن عالم الكتب، ورأيت التالي:

ـ جميع النسخ الخطية التي وقفوا عليها، وكذلك التي وقف عليها محققوا طبعة الرسالة، وهناك تعاون مستمر بين الفريقين، لا يوجد فيها نسخة واحدة عتيقة، يعتمد عليها، وكلها نسخ متوسطة التاريخ، ناقصة.

ـ بدأ البحث عن النسخ المساعدة، مثل: غاية المقصد في زوائد المسند، وأطراف المسند، وجامع المسانيد والسنن ـ ولا أقصد المطبوع منه عن دار الكتب العلمية، لأن المطبوع يصلح فقط للدعاية، والإعلان، والديكور.

ـ ثم البحث عن الكتب التي نقل عنها أحمد بن حنبل، رضي الله عنه، المسند، مثل مصنف عبد الرزاق وغيره، والكتب التي نقلت عن المسند.

ـ ثم الاستعانة بمصادر الحديث المتوفرة من جميع أنواع صنوف الحديث، للمقارنة، والتمحيص.

ثم يبدأ العمل.

إخواني؛ أصابني التعب من البداية، وازداد الآن، لأنني وأنا أكتب أشعر بالحياء من نفسي، لأنني أعرف قيمة الذين كتبوا في الحديث من قبل، وهذه مشكلتي، ففي الماضي كانوا ينتظرون أبا زُرعة الرازي، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، فيأتيهم البدر في الليلة البيضاء، لأنهم لم يعرفوا السواد والظلمات.

والآن، كما ترون، يكتب واحد مثلي، جاهل، كل بضاعته أنه يحسن تقليب الورق، وحتى هذه لا يحسنها، ويسير في ميدان كان فارسُه بالأمس الزهري، ومالك بن أنس.

فسامحوني، لو كنت أعلم أن واحدًا منهم سيعود، لدخلتُ دار أبي سفيان، وأنا آمِن.

والسلام عليكم

ـ[أحمد بن محمد الخضري]ــــــــ[29 - 04 - 09, 03:43 م]ـ

بارك الله فيك الأخ يحيى خليل ونفع الله بك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير