[تنبيه على خطأ مؤثر في كتاب المبتدعة للشيخ محمد يسري ..]
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 05:28 م]ـ
بسم الله والحمد لله ...
كتاب ((المبتدعة)) للدكتور محمد يسري هو من أفضل ثلاثة كتب كتبت في باب البدعة،بل لو لم يفته مبحث قواعد معرفة البدع لكان أجمع ما كتب في باب البدعة على الإطلاق ...
وقد وقع في هذا الكتاب بعض الأخطاء البينة غير المؤثرة وبعض الأخطاء التي ترجع إلى مخالفتي للشيخ في اجتهاده ...
لكن ثم خطأ بين وهو عظيم الأثر حتى أنه هو الذي جر على الشيخ أغلب أخطاءه في تحرير مسألة التأويل وأثره في إعذار المبتدع ..
وليس هذا أوان التنبيه على خطأ الشيخ العلمي في تحرير هذا الباب وإنما نكتفي ببيان الخطأ البين الذي أثر كثيراً في بناء الشيخ لاجتهاده في هذه المسألة ..
ذلك أن الشيخ في (ص / 402 - 404) نقل نقلاً عن كتاب ((بغية المرتاد)) لشيخ الإسلام ابن تيمية واعتمد مضامين هذا النقل في أغلب تحريراته وتقسيماته في باب التأويل ..
ولما قرأتُ هذا النقل وما استنبطه الشيخ منه وكان مرجع استغرابي ثلاثة أمور:
1 - أني قرأت هذا الكتاب قديماً قراءة جيدة مدققة ولا أذكر أني قرأتُ فيه هذا التحرير للشيخ.
2 - أن لسان هذا النقل مباين لما ألفته من لسان شيخ الإسلام.
3 - أن بعض مضامين هذا النقل تخالف مخالفة بينة لما قرره الشيخ في كتبه وفقهتُه عنه.
وهذا هو النقل:
((قال فأما ما يتعلق من هذا الجنس بأصول العقائد المهمة فيجب تكفير من يغير الظاهر بغير برهان قاطع كالذي ينكر حشر الأجساد وينكر العقوبات الحسية في الآخرة بظنون وأوهام واستبعادات من غير برهان قاطع فيجب تكفيره قطعا إذ لا برهان على استحالة رد الأرواح إلى الأجساد ورد ذلك عظيم الضرر في الدين فيجب تكفير كل من تعلق به وهو مذهب أكثر الفلاسفة
ويجب تكفير من قال منهم إن الله عز و جل لا يعلم إلا نفسه أو لا يعلم إلا الكليات فأما الأمور الجزئية المتعلقة بالأشخاص فلا يعلمها لأن ذلك تكذيب للرسول قطعا وليس من قبيل الدرجات التي ذكرناها في التأويل إذ أدلة القرآن والأخبار على تفهيم حشر الأجساد وتفهيم تعلق علم الله تعالى بكل ما يجري على الإنسان مجاوزة حدا لا يقبل التأويل وهم معترفون بأن هذا ليس من التأويل))
((أن النظريات قسمان قسم يتعلق بأصول العقائد وقسم يتعلق بالفروع
وأصول الإيمان ثلاثة الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر وما عداه فروع قال واعلم أنه لا تكفير في الفروع أصلا لكن في بعضها تخطئة كما في الفقهيات وفي بعضها تبديع كالخطأ المتعلق بالإمامة وأحوال الصحابة
إلى أن قال ومهما وجد التكذيب وجد التكفير ولو كان في الفروع فلو قال قائل مثلا البيت الذي بمكة ليس هي الكعبة التي أمر الله بحجها فهذا كفر إذ قد ثبت تواترا عن رسول الله خلافه ولو أنكر شهادة الرسول لذلك البيت بأنه الكعبة لم ينفعه إنكاره بل يعلم قطعا أنه معاند في إنكاره إلا أن يكون قريب عهد من الإسلام ولم يتواتر عنده ذلك وكذلك من نسب عائشة رضي الله عنها وعن أبيها إلى الفاحشة وقد نزل القرآن ببراءتها فهو كافر لأن هذا وأمثاله لا يمكن إنكاره إلا
بتكذيب الرسول أو إنكار التواتر والمتواتر ينكره الإنسان بلسانه ولا يمكنه أن يجهله بقلبه نعم لو أنكر ما ثبت بأخبار الآحاد فلا يلزمه به الكفر ولو أنكر ما ثبت بالإجماع فهذا عندي فيه نظر لأن معرفة كون الإجماع حجة مختلف فيه فهذا حكم الفروع
فأما الأصول الثلاثة وكل ما لم يحتمل التأويل في نفسه وتواتر نقله ولم يتصور أن يقوم برهان على خلافه فمخالفته تكذيب محض ومثاله ما ذكرناه من حشر الأجساد والجنة والنار وإحاطة علم الله تعالى بتفاصيل الأمور وما يتطرق إليه احتمال تأويل ولو بالمجاز البعيد فينظر فيه إلى البرهان فإن كان قطعيا وجب القول به لكن إن كان في إظهاره مع العوام ضرر لقصور فهمهم فإظهار بدعة وإن لم يكن البرهان قطعيا لكن يفيد ظنا غالبا وكان مع ذلك لا يعم ضرره في الدين كنفي المعتزلي الرؤية عن الباري تعالى فهذه بدعة وليس بكفر
وأما ما يظهر له ضرر فيقع في محل الاجتهاد والنظر فيحتمل أن يكفر وأن لا يكفر ومن جنس ذلك ما يدعيه بعض من يدعي التصوف أنه قد
¥