ولكن جهل وضل في صفة القدرة أو العلم حتى ظن أن القدرة تقوم بغيره والعلم بغيره كما هو قول الباطنية لكان حاله كحال من هو مؤمن باطنا وظاهرا وقد جهل وضل حتى اعتقد أن الكلام لا تقوم به بل بغيره وكثير من أهل المقالات قد أخرج بعض الموجودات عن قدرته ومنع قدرته عن أشياء كحال الذي قال لولده ما قال فهذه المقالات هي كفر لكن ثبوت التكفير في حق الشخص المعين موقوف على قيام الحجة التي يكفر تاركها وإن أطلق القول بتكفير من يقول ذلك فهو مثل إطلاق القول بنصوص الوعيد مع أن ثبوت حكم الوعيد في حق الشخص المعين موقوف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه ولهذا أطلق الأئمة القول بالتكفير مع أنهم لم يحكموا في عين كل قائل بحكم الكفار بل الذين استمحنوهم وأمروهم بالقول بخلق القرآن وعاقبوا من لم يقل بذلك إما بالحبس والضرب والإخافة وقطع الرزق بل بالتكفير أيضا لم يكفروا كل واحد منهم وأشهر الأئمة بذلك الإمام أحمد وكلامه في تكفير الجهمية مع معامتله مع الذين امتحنوه وحبسوه وضربوه مشهور معروف
وإنما القصد هنا التنبيه على أن عامة هذه التأويلات مقطوع ببطلانه وأن الذي يتأوله أو يسوغ تأويله فقد يقع بالخطأ في نظيره أو فيه بل قد يكفر من يتأوله ونحن قد بسطنا الكلام في هذه الأبواب في غير هذا الموضع وإنما الغرض في هذا الجواب التنبيه على مخالفة أقوال هؤلاء المتفلسفة لدين الإسلام وأن أقوالهم هذه التي أدخلها من أدخلها من المتكلمة والمتصوفة في دين الإسلام ليست موافقة لأقوال الرسل بل نقطع بمخالفتها)).
فالشيخ هاهنا يخالف الغزالي في أمرين:
الأول: حصره التأويلات غير السائغة في تأويلات الباطنية ونحوهم ..
الثاني: بناءه على التأويل غير السائغ القطع بكفر أعيان الواقعين فيه وفي تقرير شيخ الإسلام أنه حتى بعض التأويلات غير السائغة قد لا يُحكم بكفر أعيان القائلين بها.
وثم مخالفات أخرى في كلام الغزالي تخالف منهج الشيخ لكنه لم يُنبه عليها في هذا الموضع وهي معلومة لمن فقه منهج الشيخ ...
وقد فصل الدكتور محمد يسري في مسألة التأويل وأقسامه تفصيلات، وفي هذه التفصيلات خلل ليس هذا موضع بيانه وإنما اكتفيت هاهنا ببيان مدخل الخطأ ...
والحمد لله وحده ...
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:51 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:29 م]ـ
بارك الله فيك وبرجاء اكمال التعليق على هذا الكتاب
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 02 - 10, 09:03 م]ـ
أبلغني أحد الإخوة منذ قليل أن الشيخ محمد يسري قد أصدر طبعة جديدة من الكتاب أصلح فيها هذا الخطأ ورد النقل للغزالي، وأضاف باب في قواعد معرفة البدع وهو ما أشرنا هاهنا لخلو الكتاب منه؛ فالحمد لله على ذلك ..
ـ[أبو عمر الرضواني]ــــــــ[14 - 02 - 10, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
فلعلك صاحب عذرها وباري قوسها
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 02 - 10, 03:51 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
الخطأ ليس بذاك المؤثر، هذا رأيي، وقد تحدّثت مع بعض إخواني من طلبة العلم وأظهرت له وجهة نظري فور رؤيتي لهذا الموضوع.
والحقيقة تعجبت من بعض التهويل الذي في الموضوع، ثم من بعض الأخطاء فيه.
ولكنه على كل حال خطأ لا ينبغي أن يترك على حاله، والتنبيه عليه محمود، وإصلاحه أحمد.
وحقًّا لعل أبا فهر هو سبب تعديله في الطبعة الجديدة إن صح.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 02 - 10, 03:56 ص]ـ
المهم أولاً يا أبا حمزة هو تصحيح نسبة النقل وهذا هو القدر الذي ينبغي ألا يُتنازع في أهميته كما تفضلتَ أنتَ،أما بالنسبة لتقديري لخطورة نسبة هذا الكلام لشيخ الإسلام أو لأثر هذا النقل على تقريرات الشيخ في باب الإعذار = فيبقى كل ذلك محل اجتهاد وأنا نفسي لم أعطه حقه من البيان ..
ولستُ أشك أني أفرح إن كنت سبباً في تمام كمال الكتاب .. لكني كذلك لا أرجو سوى وجود هذا الكمال بقطع النظر عن كوني سببه أم لا ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 02 - 10, 04:12 ص]ـ
بارك الله فيك.