- التعصب ممقوت بشتى صوره وأشكاله. ولكن المؤكد أنه ليس من التعصب أن يقوم أحد بالتعريف بالمؤلفين من أبناء منطقته مع جمع مؤلفاتهم، خاصة وهو يدعو المهتمين في جميع المناطق بالقيام بمثل هذا المشروع في مناطقهم. وكوني أكتب عن منطقة القصيم فلكوني من أبنائها، ولكوني أعرف عنها أكثر مما أعرفه عن غيرها، وتواصلي مع المؤلفين فيها أكثر من تواصلي مع غيرهم. وبهذا العمل أستطيع أن أوضح لزائر المنطقة بأن لديها ثروة علمية، وتنوعاً ثقافياً كبيراً، وأنها لا تشتهر بالتجارة فحسب، بل تشتهر بالجانب العلمي والثقافي أيضاً. ومرة أخرى أدعو المهتمين من إخواني وزملائي ممن يستطيعون أن يعملوا في هذا المجال أن يبادروا بجمع مؤلفات أبناء مناطقهم، مع التعريف بهم، ولهم من الله الأجر، ومن الناس الثناء والشكر.
? وهل تمت مخاطبة الهيئة العليا للسياحة من أجل دعم الهيئة لمشروعك؟
- أنا أخاطب جميع الجهات التي تعنى بمثل هذا المشروع لدعمه. أخاطب أمانة منطقة القصيم، وجامعة القصيم، والهيئة العليا للسياحة، والمجلس البلدي، والنادي الأدبي، والإدارة العامة للتربية والتعليم، وغيرها من الجهات التي تعنى بالجانب العلمي، كما تعنى بإبراز جانب مهم لبريدة ولمنطقة القصيم، وأهم أمر أراه الآن أن يوجد مبنى في مكان بارز في البلد يكون مقراً لهذه المكتبة، وأن يوجد دعم كاف لطباعة المعجم إذا يسر الله تعالى إنهاءه.
? ما قصّة إطلاق لقب «سيوطي بريدة» على الأستاذ عبدالله المرزوق؟
- زرت معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي في منزله العامر في بريدة، وقدّمت لمعاليه أكثر من عشرين كتاباً من الكتب التي ألفتها ومنها: رجال من الميدان التربوي، خواطر ورؤى من الميدان التربوي، العلم يهتف بالعمل، مواقف من الميدان التربوي، معلومات قرآنية، كيف تتوضأ وتصلي (باللغة الإنجليزية) والقرآن المشهود، المنتخب من أمثال العرب، من آفات اللسان، يا حملة القرآن، الوفاء للنبي المصطفى .... وغيرها من الكتب، وفي زيارة أخرى لمعاليه قال لي: لقد أطلقت عليك لقب سيوطي بريدة. وفي زيارة ثالثة قال بحضور عدد من زائريه: لقد أطلقت على الأستاذ عبدالله لقب سيوطي بريدة.
وقد فوجئت بسؤالك هذا، فما كنت أتوقع أنه قد بلغك. ولكن يبدو أن بعض الحاضرين نقل لك هذا القول عن معالي الشيخ، أو أنك سمعته ممن سمعه من أحد منهم.
? أستاذ عبدالله، هل من كلمة أخيرة تحب أن تقولها في ختام هذا اللقاء؟
- أحب أن أختم بالأمور التالية:
أولاً: أحمد الله تعالى وأشكره على أن وفقني للقيام بهذا العمل، وأسأله سبحانه الإعانة على إتمامه بأفضل صورة.
ثانياً: أشكر كل مؤلف تكرم بتزويدي بمؤلفاته وبسيرته الذاتية، كما أشكر أقارب المؤلفين المتوفين الذين تفاعلوا مع هذا المشروع، فبادروا بتزويدي بمؤلفات ذويهم وتراجمهم، ولعل هذا أن يكون باب أجر يجري عليهم في قبورهم.
ثالثاً: أدعو كل مؤلف ومؤلفة من أهل بريدة، ومن بقية محافظة ومراكز منطقة القصيم للتكرم بتزويدي بمؤلفاتهم وبسيرهم الذاتية حتى يدرجوا في المعجم، وتكون كتبهم ضمن مكتبة المؤلفين من أهل منطقة القصيم، ويمكن التواصل من خلال البريد الالكتروني [email protected]. كما يمكن ارسال الكتب على العنوان التالي: الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة القصيم (بنين) مكتب التربية والتعليم في جنوب بريدة.
رابعاً: أكرر الدعوة للمهتمين في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية أن ينبروا لمثل هذا العمل المهم في مناطقهم، وذلك بأن يترجموا المؤلفين ويُعرفوا بهم، وأن يجمعوا مؤلفاتهم في مكتبات تشهد على الجانب العلمي والثقافي في مناطقهم.
خامساً: أشكر جريدة «الرياض» على حرصها وسعيها للتعريف بهذا المشروع، وأشكرك أخي خالد على طرحك وبذلك لوقتك وجهدك. والله لا يضيع أجر المحسنين.
? المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالقصيم ممثلاًِ بالدكتور جاسر الحربش قال معلقاً على المكتبة: أسعدني كثيراً وجود مثل هذه المبادرات التي تدل على أن القصيم - كعادتها - غنية بأبنائها المبدعين. مبادرة الأستاذ عبدالله المرزوق تستحق الإشادة لعدة أسباب من أهمها: أنها مبادرة تهتم بالعلم وأهله وتخدم كل من يحب أن يقرأ. ونحن أمة «اقرأ باسم ربك الذي خلق». ومن المعروف أن حضارة الأمم تقاس بعدد من المؤشرات ومنها إكرام الأمة للكتاب. وثانياً: فإن مبادرة الأستاذ المرزوق تثبت التنوع الثقافي الذي قد يكون غير معروف للكثيرين عن القصيم وأهلها. ولك أن تطلع على عينة مما حوته مكتبة الأستاذ المرزوق الفريدة لترى عدداً من الأفكار والتيارات التي قد نتفق وقد نختلف معها، ولكنها كلها - بإذن الله - كتبها رجال ونساء همهم الإصلاح ونيتهم حسنة. وثالثاً: أنني أرى في هذه المبادرة مصدر جذب سياحي لبريدة بشكل خاص، والقصيم بشكل عام. كلنا يعرف أن مكتبة المدبولي - مثلاً - في القاهرة، أصبحت موقعاً سياحياً متميزاً لا تكتمل تجربة وزيارة القاهرة ما لم تتوقف في هذه المكتبة العتيدة ولو لدقائق.
وأخيراً فإننا في هيئة السياحة سنعمل جاهدين لإبراز جهد أستاذنا عبدالله المرزوق خصوصاً لمن يزور القصيم من السياح، وندعو الله أن نتمكن مع أصحاب الشأن - مثل النادي الأدبي، ووزارة الثقافة والإعلام - من تطوير فكرته ودعمها.