تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أيها المسلمون في بلاد الغرب]

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 09:23 م]ـ

- بسم الله الرحمن الرحيم -

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على إمام المرسلين، سيدِنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم إني أعوذ بك من الحول والطول، وأسألك التوفيق لما ترضاه من العمل والقول

ونعوذ بك أن نتكلف فلا نحسن، أو نقول فلا نعلم، أو نماري في الحق أو نجادل عن الباطل، أو نتخذ العلم صناعة، أو الدين بضاعة

معشر الأحبة في بلاد الغرب، لقد أزف وقت الإفاقة، فقد عيينا من كوننا في الساقة.

وأزف وقت الانتباه بعد فقدان الذاكرة المكلفة بالهدف الرئيس والأسمى، دعوة الناس إلى الإيمان بالله سبحانه وبرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. استجابة لقوله تعالى

{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (1)

فالدعوة إلى الله همّ الرسل وأتباع الرسل، وقال سبحانه {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (1)،

فإن هم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان هو الدعوة إلى الله – بأبي هو وأمي –، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن سبل الضلال إلى سبيل الرشاد، وإنارتهم بأشعة القرآن الكريم منذ أن جاءه الوحي في غار حراء إلى أن تغمده الله برحمته، منذ أن بدأ بها سرا، ثم جهر بها فأوذي وعودي،

ثم أذن له في القتال حين تقوت شوكة المسلمين دفاعا عن هذه الدعوة المباركة، وترسيخا لدعائم الدولة الإسلامية،

ثم فتح الله له مكة المكرمة فبدأ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُجيّش الجيوش لتبليغ دعوة الحق في الآفاق، فدأب على هذه الحال حتى لقي ربه وهو عنه راض. واقتفى الصحابة آثاره، وأكملوا مساره، وعبّدوا أنفسهم لله حتى صاروا هم الطريقَ المعبّدَة، وأمضوا على العهد فوفّوه، فبلغوا البلدان، ودعوا إلى الرحمن، ثم جاء التابعون فأتموا حتى بلغ الإسلام غرب إفريقيا والأندلس وحدود الصين وخراسان.

لكن مسلمي اليوم أمطرت سحابة الكآبة على حقول قلوبهم فأنبتت الحزن والخوف الكثير، وحجبت غيوم الجهل والتبعية سماء العلم والتحرر، ففقدوا الثقة بنفوسهم، ورضوا من الغنيمة بنجاة رؤوسهم. أُسْدٌ لكن نسوا، فبدأوا يقتلون جانب الأسد فيهم، ويُحْيون مكانه جانب الفئران.

فلما استبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، سلط الله علينا الذي هو أدنى، عقوبة لازمة، حتى نغير ما بأنفسنا، فيغير الله ما بنا، فيقلب الخوف أمنا، والجلاء تمكينا، والمذلة عزة.

بعدنا وإن جاورتنا البيوت ... وجئنا بوعظ ونحن صموت

وأنفسنا سكتت دفعة ... كجهر الصلاة تلاها القنوت

وكنا عظاماً فصرنا عظاما ... وكنا نقوت فها نحن قوت

وكنا شموس سماء العلى ... غربن فناحت علينا السموت

فكم جدلت ذا الحسام الظبا ... وذو البخت كم جدلته البخوت

وكم سيق للقبر في خرقة ... فتى ملئت من كساه التخوت (3)

(1) سورة يوسف، 108

(2) سورة فصلت، 33

(3) هذه الأبيات للسان الدين بن الخطيب نقلا عن شذرات الذهب لعماد الحنبلي ص247

يتبع

ـ[ابراهيم بن باشرة]ــــــــ[12 - 12 - 06, 03:38 ص]ـ

بارك الله فيك أخي , تابع ..

ـ[حسين فايز محمد الدردساوي]ــــــــ[12 - 12 - 06, 10:23 ص]ـ

اللهم ارنا الحق حق ورزقنا اتباعه

بارك الله فيك

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 12 - 06, 11:43 م]ـ

فمتى نفيق فنعلم أن الكافرين بحاجة إلينا وخصوصا في هذه البلاد، وإلى قيمنا التي فيها خلاصهم في الدنيا والآخرة،

وهم الذين يعانون من أزمات كبيرة وكثيرة كالانتحار والتمزق الأسري والاكتئاب والخيانة الزوجية واللواط والإدمان وغيرها بمعدلات مرتفعة، فلو استعملوا بصائرهم لعلموا أننا دعاتُهم إلى النعيم ومنذروهم من عذاب أليم،

يقول سبحان: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (4)،

نحن خُلّاصهم وهُداتهم إلى السعادة والاطمئنان في العاجلة، والأمن والسلوان في الآجلة،

بل إن دعوتهم إلى الله تخليص لنفوسنا من سوء الدار، وفرار إلى الله الواحد الغفار، وإنابة إليه بعد غفلة، وتصويب لعبوديتنا - بعد تيه - إلى القبلة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير