أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5

ورفق نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تعدى حتى إلى من دعا عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الكافرين، فاستمِع إليه وهو يرشد أمنا عائشة رضي الله عنها إلى أحسن القول وقد غاظها ما سمعته من رهط من اليهود استأذنوا على رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة رضي الله عنها: عليكم السام ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف (27) - أو الفحش - قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: (قال ألم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم فيّ) (28)

(18) سورة النازعات 17 - 19
(19) سورة طه 43 - 44
(20) سورة آل عمران 159
(21) البخاري (فتح الباري 8/ 80) كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع. ومسلم (شرح النووي 1/ 175) كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام. عن ابن عباس رضي الله عنه.
(22) البخاري (فتح الباري 6/ 273) كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وعقوبة من عصى إمامه. ومسلم (شرح النووي 12/ 268) كتاب الجهاد والسير، باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير عن أبي موسى الأشعري.
(23) البخاري (فتح الباري 7/ 87 و605) كتاب فضائل أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، باب مناقب علي القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه، وكتاب المغازي، باب غزوة خيبر، ومسلم (سرح النووي 15/ 145) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. عن سهل بن سعد الساعدي.
(24) الجلب بفتح اللام هو ما يجلب إلى الأسواق ليباع فيها.
(25) هو علي بن أبي طالب.
(6) البخاري (فتح الباري 2/ 18) كتاب الصلاة/باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا.
(27) وفي رواية أخرى: (مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله)
(28) البخاري (فتح الباري 11/ 238،239) كتاب الدعوات، باب قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يستجاب لنا في اليهود ولا يستجاب لهم فينا، واللفظ له، ومسلم (شرح النووي (14/ 124) كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، بلفظ (مه يا عائشة! فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش) وألفاظ أخرى.

ـ[أبوصالح]ــــــــ[20 - 12 - 06, 10:34 م]ـ
أحسن الله اليك شيخنا الكريم ونفع الله بكلماتكم
لامست واقعا معايشا وانتفعت بها كثيرا

دمت موفقا مسددا

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 10:48 م]ـ
- حسن العهد -
حسن العهد وجزاء الإحسان، وحسن الجوار وطيِّب الكلام وطلاقة الوجه وصدق اللسان خصال أوصانا بها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فالنفس السليمة مجبولة على الإحسان وفعل الخير وعدم نكران الجميل، والرحمة بالخلق، والمعاملة بالصدق. فإن الله يقول {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (29).

هذا يوم أصبح الصحابة ولا ماء معهم وأرسلهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في طلبه فذهب عمران بن حصين وعلي بن أبي طالب يبتغيانه فتلقيا امرأة بين مزادتين (30) فجاءا بها إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فدعا بإناء ففرّغ من أفواه المزادتين فسقى من سقى واستقى من شاء وهي قائمة تنظر، فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصِّرم (31) الذي هي منه، فقالت يوما لقومها: ما أرى أن هؤلاء القوم يدَعونكم عمدا، فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام) (32) فرأينا حسن العهد وعدم نكران الجميل من جهة الصحابة، والتحلي بالحكمة وحسن الرأي من جهة المرأة.

¥