تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال محمد بن صالح / المقصود أني كنت أظن أن ابن عقيل ماهم إلا صورة طبق الأصل لأبي محمد بن حزم لكن الذي اتضح لي بعد دراسة ورواية أن الشيخ أبو عبدالرحمن له هدف سام ومقصد نبيل يجب أن يسير عليه كل عالم ومتعلم بل كل إنسان يدين لله عز وجل .. يرجو رحمته ويخشى عذابه وهو أن نعبد الله بما أمرنا به ولا يحصل ذلك إلا عن طريق كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وقد قال صلى الله عليه وسلم (لقد تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا: كتاب الله وسنة نبيه). نعم ابن عقيل على أصول مذهب أبي محمد ولا غرو في ذلك. بل هو متقن حق الإتقان لما هو عليه وله قصيدة في أصول أهل الظاهر (مائة وواحد وستون بيتاً) ذكرها في ديوانه الوحيد وأعاد نشرها في نوادر ابن حزم (2/ 119) بل يدعو لذلك كما في المكاتبة التي حصلت بينه وبين الشيخ ابن بسام.

لكن اعلم علم اليقين أن ابن عقيل خالف ابن حزم فيما رآه أقرب لدلالة الكتاب والسنة المطهرة. والمقصود من كل شيخ علمه لا شخصه وأكبر دليل وأعظم مفخرة مخالفته لأبي محمد في الاعتقاد وليس ذلك عليه بغريب فهو ابن العقيدة. وهاك قوله بنصه من كتابه ابن حزم خلال ألف عام (4/ 254): (وزعم الكوثري بإن ابن حزم أصلح حالاً من ابن تيمية في أمور العقيدة مجازفة. إنما ابن تيمية في العقائد هو مذهب إمام أهل السنة والجماعة بإطلاق منذ عصره. أعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله على أن مذهب الأشعري في الأسماء والصفات خير من مذهب ابن حزم. أما مذهب أحمد في الأسماء والصفات فهو المتمحص للحق إن شاء الله ـ ولكن مذهب ابن حزم في جميع العقائد لو كان كمذهب أحمد لكان ابن حزم مفخرة الشرق والغرب وإنما ضل أبو محمد في العقائد لأنه لم يحسن تطبيق أصول الأخذبالظاهر) انتهى. قلت: الكوثري رجل سوء ليس هذا أول غثائه بل والله فتح أبواباً من التعالم. الله حسيبه وهو طليبه. لكن هنا ثمة وقفة فالكوثري قد رد عليه علماء الإسلام لكني أعتب على أبي عبدالرحمن كيف أشاد بالتلميذ المعاصر للكوثري حيث أثنى عليه في مقدمة كتابه الشروح وهذا خطأ منه مستغرب وكفى

برسالة أخينا الدكتور بكر أبو زيد المسماة (الذين لم يتزوجوا من العلماء) ورسالته (براءة الذمة) رداً على المذكور عفا الله عنا وعنه.

أعود فأقول للشيخ ابن عقيل أيضاً كلمة مضيئة ذكرها في مقدمة تحقيق المذهب لأبي الوليد الباجي (ص/ 9) مانصه (أما بعد فإن رسالة الباجي هذه ورطة من الورطات العلمية وما كان أغناه عن الجزم بأمر مشتبه والرغبة عما هو أحوط للحقيقة والعقيدة. ولقد حرصت على نشرها لان مثقفي اليوم في دوامه التسابق على نشر نوادر المخطوطات ولقد خشيت أن يسبق إلى نشرها من لاحظَّ له في التخصص والوعي بسياسة النصوص فيضيف إلى تضليل الباجي تضليلا ويطوي العقيدة على خبنه). وقد عرفت ابن عقيل ذا علم متين بالحديث فكتابه الشروح والنعليقات أكبر دليل على طول باعه وسعة اطلاعه فقد أطنب في تخريج حديث جبريل إطناباً لانظير له واستفاد من المصادر كلها مخطوطها ومطبوعها. أضف الى ذلك تحقيقه لمسند بلال بن رباح لأبي علي الزعفراني المنشور في مجلة البحوث الإسلاميه. وتحقيقه لكتاب التذكره للحميدي وبقية كتب ورسائل الذخيرة وله بحوث مشرقه تنشرها جريدة الجزيرة أذكر منها لقرب العهد بحث (لا يقطع الصلاة شيء) وبحث (البكاء والتباكي) وللشيخ كلمة أسوقها لأهميتها قال في السفر الأول من الشروح (ص/20) ما نصه (ولا يزعم زاعم بأن تصحيح الحديث وثوثيق الرواة قد فرغ منه لأن هذه

الدعوى إسراع بالظن وزعم أن الله حرم المتأخرين نصيبهم من الاجتهاد والواقع أن رفع العلماء بعضهم على بعض درجات وعد صادق من ربنا لكل من أراد الاجتهاد ولا نعلم تخصص جيل به دون جيل إلا أن يتنازل طالب العلم عن حقه ويستسهل التقليد) انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير