5. أن مؤلف الكتاب يذكر فتح موسى بن نصير لمراكش، مع أن هذه المدينة شيدها يوسف بن تاشفين سلطان المرابطين سنة (455هـ) وابن قتيبة توفي سنة (276هـ).
6. أن هذا الكتاب مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير؛ ففيه أبو العباس والسفاح شخصيتان مختلفتان، وهارون الرشيد هو الخلف المباشر للمهدي، وأن الرشيد أسند ولاية العهد للمأمون، وهذه الأخطاء يتجنبها صغار المؤرخين، فضلاً عمن هو مثل ابن قتيبة الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: (…. وكان أهل المغرب يعظمونه ويقولون: من استجاز الوقيعة فيه يتهم بالزندقة، ويقولون: كل بيت ليس فيه شيء من تصنيفه لا خير فيه).
7. أن مؤلف (الإمامة والسياسة) يروي كثيراً عن اثنين من كبار علماء مصر، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ من هذين العالمين؛ فدل هذا على أن الكتاب مدسوس عليه.
وقد جزم بوضع الكتاب على ابن قتيبة غير واحد من الباحثين، من أشهرهم:
1 - محب الدين الخطيب في مقدمة كتاب ابن قتيبة (الميسر والقداح) ص 26 - 27.
2 - ثروت عكاشة في مقدمة كتاب ابن قتيبة (المعارف) ص 56.
3 - عبد الله عسيلان في رسالة صغيرة مطبوعة بعنوان (كتاب الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي)، ساق فيها اثني عشر دليلاً على بطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة.
4 - عبد الحميد عويس في كتابه (بنو أمية بين الضربات الخارجية والانهيار الداخلي) ص 9 - 10.
5 - سيد إسماعيل الكاشف في كتابه (مصادر التاريخ الإسلامي) ص33.
6 - وقد قُدِّمت في الجامعة الأردنية كلية الآداب عام 1978م رسالة ماجستير عنوانها (الإمامة والسياسة دراسة وتحقيق)، قال الباحث فيها:
وعلى ضوء هذه الدراسة؛ فقد تبين أن ابن قتيبة الدينوري بعيد عن كتاب (الإمامة والسياسة)، وبنفس الوقت؛ فإنه لم يكن بالإمكان معرفة مؤلف الكتاب، مع تحديد فترة وفاته بحوالي أواسط القرن الثالث الهجري، 7 - وقد جزم ببطلان نسبة هذا الكتاب لابن قتيبة أيضاً السيد أحمد صقر في مقدمة تحقيقه لـ (تأويل مشكل القرآن) ص32؛ فقال: (كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه)، ثم قال بعد أن ساق بعض الأدلة الآنفة الذكر: (إن هذا وحده يدفع نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة، فضلاً عن قرائن وأدلة أخرى كلها يثبت تزوير هذه النسبة).
وإلى هذا ذهب الحسيني في رسالته (ص77 - 78)، والجندي في كتابه عن ابن قتيبة (169 - 173)، وفاروق حمادة في (مصادر السيرة النبوية) ص91، وشاكر مصطفى في (التاريخ العربي والمؤرخون) (1/ 241 - 242)، والله الموفق " انتهى.
وإذا كان الكتاب لا يعرف مؤلفه، وفيه من الانحراف والضلال ما مر عليك، فلا وزن له ولا قيمة، وفي كتب التاريخ المعروفة غنية وكفاية.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (105660 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/105660)) .
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/121685/ المنتديات)