تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ياطالب العلم من أحلّ لك هذا؟

ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 03 - 04, 12:16 ص]ـ

يحدثني أحد الدكاترة من وكلاء الكليات - من المستقيمين - فيقول: إن أشد ما يتعب في العمل هو تخلف بعض الموظفين ممن سيماهم الالتزام بل هم من طلبة العلم الذين يُسألون وهواتفهم لاتكاد تصمت من كثرة الاستفتآءت من دكاترة او أئمة مساجد وخطباء جوامع.

يقول الدكتور: ان سبب المشكلة - والله اعلم - ان وضعهم الاجتماعي والعلمي منع الناس من نصحهم وتوجيههم الى ان التخلف عن الدوام لايجوز، وان الموظف قد استأجرته الدوله في وقت معين ومحدد فتعطيه عليه مالا، فاذا اخذ المال دون ان يلتزم بما عاهد عليه الدولة فإن المال الذي يأخذه لايجوز له وهو عليه حرام.

قلت: انا اكاد اجزم بأن طالب العلم - هذا - لو سأله أحد العامة عن موظف يتأخر عن الدوام، وقد يخرج مبكرا، وقد يتغيب عن العمل دون مسوغ او عذر يبيح له الغياب؟ لأفتاه الشيخ بأن هذا العمل لايجوز، والمال الذي يأخذه حرام، ولعله يستشهد بالآيات والأحاديث النبوية وآثار السلف الى عدم الجواز.

قلت: تناقض عجيب سببه انعدام النصيحة.

يقول الدكتور: فأخذت بقاعدة الحزم والامانة، والمثل العامي (اللي مايحترم نفسه لاتحترمه)، فبدأت اشدد عليهم بخصوصهم، لعل الله يصلح حالهم، وبدأوا بالاعتدال ولله الحمد، لكن على كره لي وبغض لطريقتي - ولا يهم -.

قال الدكتور: وان مما دعاني الى ذلك امور منها:

- ان الناس تتحدث عن هؤلاء وانهم غير صادقين في التزامهم، اذ لو صدقوا لاتقوا الله في الامانة التي حملوها.

- حرصي على ان لا يأكلوا الا الحلال من المال.

- تحقيق الامانة التي وُكلت بها.

- تنبهيهم الى ان عندهم اخطاء قد يغفلون عنها - ولا ناصح لهم - فلعلهم يراجعون انفسهم.

انتهى من حديث مع الدكتور وفقه الله.

اضافة:

يحدثني مدير احدى الادارات التي تتولى التدريس فيقول: عندما الزمت مدرسي العلوم الشرعية بالتوقيع حيث كان التخلف والتأخر والانصراف مبكرا ظاهرة ملفتة، جاءني احد المدرسين بكل برورد رافضا التوقيع ويقول: نحن مشايخ لانوقع!!!، فكان نصيبه لفت نظر خطي في ملفه.

قلت: قد جلست مع هذا الذي يدعي المشيخة فتناقشنا في مسائل احسب ان بعض العامة يعرفها فوجدته يجهلها، ثم يقول نحن مشايخ!!.

اضافة:

جاءني أحد الموظفين ممن اتولى ادارتهم يريد ان يستأذن يومين في الاسبوع ليعمل في مكتب الجاليات بعد العصر، ولايريد ان يحضر في الصباح!! فقلت له: ان عملك معروف وليس له علاقة في الجاليات فكيف تريد ان تعمل المستحب وتترك الواجب، مع انه يمكنك العمل في الصباح ثم العمل في المكتب بعد العصر اذ لاتعارض، وذكرت له ان اهل التجارة احرص منا وأجلد، فالتاجر يعمل الى الساعة الثالثة عصرا ثم يذهب الى تجارته من الرابعة او الخامسة مساءا الى ساعات متأخرة من الليل ولم يشتكِ، وانت تريد ان تترك الدوام الرسمي حتى تنام طوال الصباح ثم تذهب الساعة الرابعة الى المكتب ... الخ!! ثم ذكرت له فتاوى المشايخ في ضرورة الالتزام بالدوام ... الخ فلم يقتنع، ويقول: الامر سهل، الامر في يدك ... الخ من الحيل الشيطانية التي نقنع انفسنا بها ونلوم ممن ظاهره المعاصي اذا احتج بها!!

فتاوى:

سئل الشيخ ابن عثيمن رحمه الله:

السؤال: النظام الذي هو الدوام الرسمي للدولة تجد البعض يأتي متأخرا نصف ساعة او يخرج من الدوام ايضا نصف ساعة واحيانا يتأخر ساعة او اكثر فما الحكم؟

فأجاب الشيخ رحمه الله:

الظاهر ان هذا لايحتاج الى جواب لأن العوض يجب ان يكون في مقابل المعوض، فكما ان الموظف لايرضى ان تنقص الدولة من راتبه شيئا فكذلك يجب ان الا ينقص من حق الدولة شيئا، فلا يجوز للانسان ان يتأخر عن الدوام الرسمي ولا ان يتقدم قبل انتهائه.

قال السائل:

ولكن البعض يتحجج انه مافيه عمل اصلا لأن العمل قليل؟

قال الشيخ:

المهم انت مربوط بزمن لا بعمل، يعني قيل لك هذا الراتب على ان تحضر من كذا الى كذا سواء في عمل ام لم يكن في عمل، فما دامت المكافأة مربوطة بزمن فلا بد ان تستوفي هذا الزمن يعني ان يوفي هذا الزمن، والا كان أكلُنا لما لم نحضر فيه باطلا.

جواب آخر من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

الايام التي تغيبت فيها عن عملك بدون اذن لايحل لك ان تأخذ مايقابلها من الراتب لان الراتب مقابل العمل، وان كنت اخذت الراتب كاملا بدون خصم فالواجب عليك ان ترده الى من اخذته منه ان امكن، وان كنت تخشى من المسئولية والتعب فتصدق به تخلصا منه او ادخله في عمارة مسجد او في اصلاح طريق لتسلم من اثمه.

قال الشيخ الفوزان:

لايجوز للموظف الخروج الى بيته او اعماله الخاصة في وقت الدوام بل يجب عليه البقاء،، ثم قال: لأنه قد اشُتري منه هذا الوقت بالراتب الذي يستلمه، فلا يجوز ان يبخس شيئا من الوقت لمصالحه الخاصة الا بعذر يقره النظام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير