[تقييم كتب الوعظ الرمضانية!!]
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 01:32 ص]ـ
من العادة في بلاد السعودية وخصوصا بلاد نجد
أن يكون لهم قراءة في بعض الكتب المفيدة على جماعة المسجد
بعد العصر مباشرة وقبيل العشاء بين الأذان والإقامة ... وبعضهم يجعل قراءة العشاء بعد الصلاة.
وتتنوع الكتب .. من رياض الصالحين ... والترغيب والترهيب ... والفتاوى ... وكتب الوعظ ..
والتفسير ... وربما التاريخ ...
فإذا جاء رمضان كانت العناية أشد وأكثر ... وتطوّل القراءة ... لترقيق القلوب وترغيبها بالعمبل الصالح
ويذكر فيها جملة صالحة من أحكام الصيام وزكاة الفطر ... وغير ذلك ...
فلهذا ألفت كتب خاصة للقراءة في رمضان ... في العصر والعشاء وفي الفصلة بين ركعات الصلاة القيام.
وقد كنت أقرء على جماعة مسجدي من سنين ... في كتب منوعة ...
فصار لدي بعض من الدراية بهذه الكتب ... ومايتميز به بعضها دون الآخر .. وما المآخذ عليه ...
وهذه تعليقة قصيرة أحاول بها أن ألقي بعض الضوء على بعض تلك الكتب الرمضانية ...
وأنى لمثلي ان يتقدم بين يدي هؤلاء وفيهم العلماء الكبار فالله المستعان .. والداعي لذلك واجب النصيحة وندرة الكتابة حول ذلك أو انعدامها ... فشمرت عن ساعد قصير ... ومن الله أستمد الحول والقوة.
الكتاب الأول:
(عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان) للشيخ إبراهيم ابن عبيد توفي 1425هـ
من علماء القصيم ـ بريدة.يقع في مجلد ضخم.طبع عدة طبعات.
وهو مخصص لقراءة حديث العشاء والقيام.
مميزاته:
1ـ أنه من أول ما صنف في هذا الباب .. حيث انتهى من تاليفه في 4/ 9/ 1359هـ كما في خاتمة كتابه، وعمر المؤلف 25 سنة وابتدأ به وعمره اثنان وعشرون سنة ... كما ذكر ذلك حفيه في حينما هذب الكتاب ص 611.
فإن قيل إن ابن رجب سبقه .. فيجاب: بأن ابن رجب في وظائف جميع السنة .. ومع ذلك سبقه البيهقي.
2ـ أنه لايوجد غيره يقرأ به في المساجد طوال خمسين سنة ... من تاريخ تأليفه ... قال الشيخ عبد الله الطيار:
(كان الكتاب الوحيد تقريبا الذي يقرأ به خلال نصف قرن من الزمان في المساجد في رمضان) راجع تقديمه لتهذيبه.وسيأتي.
3ـ الكتاب رشيق العبارة، زخرف فيه المؤلف القول، ونمقه وحسنه ..
4ـ أن له أثرا في الناس والشاهد حب كثير من العوام له .. وتعلقهم به.
المآخذ عليه:
1ـ قليل التنويع في الموضوعات فغالبها تدور حول رمضان وقيام الليل والقرآن ...
2ـ أن خطب المواضيع التي يستفتح بها طويلة حتى تصل قريب من صفحتين وربما أكثر ...
3ـ أنه نقل كثيرا من كتب ابن أبي الدنيا كالحلية و ابن رجب كلطائف المعارف وكتب ابن الجوزي كالتبصرة وكتب ابن القيم كحادي الأرواح وغيرها .. وفي كثير من الأحيان بدون عزو وبالنسبة لبعض كتب ابن الجوزي بدون تمحيص.
4ـ يورد الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة.
5ـ أنه يورد آثارا للصوفية منكرة ... وربما كانت خلاف السنة ....
6ـ حين ذكر الجنة يصرح ببعض العبارات التي لاتناسب القراءة في المساجد لوجود النساء خصوصا عند ذكر الحور العين. من الوصال والعناق والجماع ونقل الشعر في ذلك .....
7ـ فيه السجع المتكلف ...
الكتاب الثاني:
كتاب (إغاثة اللهفان في تهذيب عقود اللؤلؤ والمرجان ... )
لحفيد المؤلف: وهو الشيخ يوسف بن محمد بن إبراهيم ابن عبيد.الطبعة الأولى.
انتهى من تهذيبه 2/ 1/1426هـ
وقدمته لعلاقته بأصله الذي يعتبر هو أو ل من ألف في هذا الفن حسب علمي.
مميزات تهذيبه:
1ـ لقد أحسن الشيخ يوسف بتهذيبه حيث أن هذا التهذيب وهذه التصفية كانت أمنية لكثير من العلماء وطلبة العلم ... وقد طالبوا المؤلف بذلك جتى جاء في أحد المجلات الهادفة اقتراح بتصفيته وتهذيبه فسرعان مارد عليهم المؤلف بلهجة قوية بمعارضة ذلك.كما ذكر ذلك الشيخ الطيار في تقديمه للتهذيب.
2ـ أ أن صاحب التهذيب تقريبا قضى على غالب الحكايات والعبارات التي هي محل نقد بعض أهل العلم ... كعبارات المتصوفة والأحاديث الضعيفة والموضوعة ... وغيرها.
المآخذ عليه قليلة منها:
1ـ هناك أشياء لا يمكن تحاشيها في كتب التهذيب وفي هذا التهذيب مثلا قلة تنويع المواضيع ... وهذا المأخذ من الأصل فليس على المهذب شئ.
¥