ولم نعد نبني ولا نحمي حضارة؛ لأننا بكل أسف نعاني نكبات عسكرية، وتخلفاً اجتماعياً علمياً اقتصادياً.
وبالتالي: فإن إسلامنا في أمس لن يغني عن إسلامنا اليوم شيئاً.
والسؤال هنا: كيف نحول أمس إلى اليوم؟
والجواب سهل يسير لا بد من طي الفترة التي تفصل اليوم عن أمس، ليتصل يومنا بأمسنا، ونبدأ منه المسير" انتهى كلام سليم الهلالي.
قلنا: وهذا الكلام ليس له، ووالله لو سألناه الآن عن قوله: "الغايات المالوستية وأطاريح ماكس نوردو"؟ فلن يعرف ما معنى هذا الذي كتبه وقاله بفمه أمام الآلاف من الناس! وذلك لأن هذا ليس كلامه، وكلّه ملفق من عدة كتب، بل وخطب، وتفصيله كالآتي:
1 - الفقرات الأولى من خطبة لإمام الحرم المكي الشيخ السديس بعنوان: (حوار الحضارات):
http://forums.ibb7.com/ibb44882.html (http://forums.ibb7.com/ibb44882.html)
قال الشيخ السديس: "أيها المسلمون: في عصر التحدي الحضاري، ودوامة التحامل الإعلامي على هذا الدين الإسلامي؛ تتعاظم حاجة الأمة الإسلامية إلى الاضطلاع بمهمة المشروع الحضاري الإسلامي، تقويماً للمسيرة ...
معاشر المسلمين: واستقراءً لنصوص الوحي المطهرة، واعتباراً بحوادث التاريخ، وتأملاً في دنيا الواقع يخرج الغيور المستبصر، ويدرك المتابع المتأمل: أن آليات الهجوم على الإسلام وتشويه حقائقه وطمس محاسنه، تتنامى ولا تتناهى، وتكون أكثر خطورة وأشد ضراوة، حينما تشعل الحرب الإعلامية فتيلها، وتذكي الهجمة الدعائية أوارها. حيث لم تعد مقتصرة على بعض الأقلام الآحادية المغرضة، بل تبنتها مراكز أبحاث ودراسات، وتلقفتها دوائر ومؤسسات في ظاهرة من التحامل المنظم، والتخطيط المبرم، مما يستدعي من الأمة ... " إلخ كلام الشيخ السديس.
2 - الكلام بعده من كلام (محمد تقي المدرسي) الشيعيّ:
http://www.almodarresi.com/books/691/8r10mi6k.htm (http://www.almodarresi.com/books/691/8r10mi6k.htm)
قال المدرسي: "تعيش الأمة الإسلامية اليوم تحدياً حضارياً كبيراً من جميع الجهات.
بالرغم من أن التحدي الحضاري ظاهرة لازمة في الأمة، وأنه لم يأت حين على المسلمين استراحوا فيه من تحديات حضارية، فإن التحدي الجديد يتخذ طابعاً مختلفاً، يكمن في تحوله التدريجي إلى مواجهة حضارية شاملة للجوانب الأيديولوجية والإقتصادية والسياسية والعسكرية وهي مصيرية لأنها تعتزم اكتساح الحضارة الإسلامية حتى لا تعود قادرة على النهوض مرة أخرى".
وانظر قول سليم: "يمكن تحوله التدريجي"!
وكلام المدرسي: "يكمن في تحوله التدريجي"!
3 - ثُم جاء بكلام من كتاب قديم بعنوان: (إرادة الجهاد المنفتح) نقله حسن ميّ النوراني وهو في موقع:
http://www.ssrcaw.org/ar/word.art.asp?aid=23589 (http://www.ssrcaw.org/ar/word.art.asp?aid=23589)
قال الكاتب: " ... يواجه العقل الواحدي المشكلة الأم للواقع العربي الراهن: مشكلة التبعية للأجنبي، وهي التي لا يمكن مواجهتها بمعزل عن هذا الأجنبي الذي لا ينفك عن التحدي العدواني للوجود العربي الذاتي الفردي والجمعي، بدوافعه الطامعة في تحويل الحضور العربي المعاصر، وعوامله الحيوية، إلى موضوع لحضوره هو، بالجور على ما هو حق وجودي للآخر، وباستلاب حريته في إبداع حضور تاريخي متميز مستقل بذاته، ومساهم، بتميزه، في إبداع حضور إنساني وجودي، يسع المفهوم الوجودي الغربي .. ".
4 - ثُمّ لفّق معه كلاماً للباحث السوري (عبدالواحد علواني) من مقالٍ له بعنوان: (التحدي الحضاري في فكر المثقف المسلم)، وهو قراءة في بحث الكاتب المغربي رشيد أبو ثور المنشور في (مجلة الكلمة) تحت عنوان: (العالم الإسلامي والتحديات الحضارية).
وكان مما قال علواني::وما تفعله هذه المنظمة وقرينها في السوء: صندوق النقد الدولي ليس ظلما مقننا، إنما هو تسلط صريح ووقح، أكثر تطورا ونفاذا واستغلالا، واستخدام كلمة (ظلم) ناهيك عن كلمة (مقنن) فيه تجزئ وتخفيف غير مقصودين، فالأمر أبعد من الظلم والجور، وهناك ما يسمى بالتطهير العرقي والإبعاد والتهجير والإلغاء الثقافي وتفتيت العالم جغرافيا وتاريخيا، والحكم على البشرية بأن تسير في طريق غاية منتهاها ما انتهى إليه الغرب. إنّ الأمر يتعدى حدود الهيمنة إلى الاستئصال وفق الغايات المالتوسية»، وأطاريح ماكس نوردوا في طرد سكان الجنوب إلى
¥