ويربو عدد المخطوطات العربية في هذه المكتبة، كما يقول كوركيس عواد، ما يزيد على (2500) مخطوطة، تولّى فهرستها المستشرق البريطاني الشهير أرثر جون آربري ت 1969م، واهتمت المكتبة بنشر هذه الفهارس، فطبعته بمطبعة جامعة أكسفرد طبعة أنيقة تقع في ثمانية مجلّدات صدرت بين عام (1956م) و (1966م).
والثانية: مكتبة "شهيد علي باشا" بإستانبول بتركيا.
وبلغ عدد مكتبات أستانبول فقط اثنتين وأربعين مكتبة، ويبلغ عدد مخطوطاتها 30 ألف مخطوط، كما قدّره الرحالة لويس شيخو الذي زارها وغشي نوادرها ونفائسها.
وكانت هذه المكتبات تابعة لوزارة الأوقاف، ثم ألحقت بوزارة المعارف، ولوحظ،كما يفيد طرازي، أن تعدد المكتبات وتبعثر الكتب فيها لا يؤدي إلى القيمة المقصودة منها، فصدر أمر هذه الوزارة باندماج بعض المكتبات في البعض الآخر، فجعلت سبع عشر مكتبة، منها مكتبة الشهيد علي باشا المذكورة آنفًا، وفيها الآلاف من المخطوطات النفيسة والنادرة.
تنامت أخبار هذه النسخة النفيسة بعد تغريبها إلى أسماع الباحث الأميركي المستر بيارد ددج، الذي شغل منصب رئيس الجامعة الأميريكية ببيروت بعد صهره الدكتور هَوَرد بلس، فتجشّم أعباء السفر لكلا المكتبتيْن، وعاين المخطوط بقسميْه، ليخلص بعدها بمقالة ممتعة نشرها في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1970م، مفادها أن الكتاب المذكور بقسميْه هو في الأصل كتاب واحد، ولم يزل على مخطوطته الأصلية ختم المكتبة الأحمدية المشهور في عكّا.
وتأبى فوائد مؤرخ القدس عبد الله مخلص رحمه الله أن تفارق الميدان دون أن تُدلي بدلوها بين الدّلاء، حيث يفيد بأنه كان قد اقتنى في بيت المقدس عام 1928م كتابًا عن طريق الابتياع، أتى الزمان على جِلْدِه فمزَّقَهُ وأَظْهَر ما تحته، ولاحظ أن هناك صفحات مكتوبة قد ألصقت بعضها ببعض، فتقَوَّى منها مقوَّى الكتاب الذي ألصق فوقه الجلد، فَفَصَلها فإذا هي صفحات من كتاب "الفهرسْت" للنديم، وتبين له من أسلوب خط الناسخ أنه من خطوط القرن السادس للهجرة أو الثالث عشر الميلادي، حيث إن الكاتب يضع على السين والراء علامات أشبه شيءٍ بنقطتين متصلتين بتجويف، ويعجم الحروف في الأكثر إلا في الأعلام المعلومة الكثيرة الورود.
فما كان من مخلص إلا أن عقد مقارنة بينها وبين طبعة الفهرست القديمة السالفة الذكر، ونشرها في مجلة لغة العرب البغدادية، تبين له فيها بعض الاستدراكات والتعليقات مثل عبارات سقطت من المطبوع لم تزل في الصحف المخطوطة، وأسماء أعلام قد نقلت إلى المطبوع مغلوطة، وأسماء كتب لم تَرِد فيه، إلى غير ذلك من الاختلافات، خاتمًا مقالته بِأنّه "يحق لنا القول بأن في ظهور بعض الكتب خيرًا مما في بطونها، إذا اعتبرنا أن المقوّى المستعمل في تجليد الكتب كان يحتوي مثل هذه الصفحات النفيسة والكتب القيمة".
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:18 ص]ـ
و سعر الكتاب 250 جنيه (بس)!!
من يتكرم ويرفعه لنا غفر الله لى ولكم
ـ[أبو عبد الله علي بن حسين بدوي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 07:14 م]ـ
جزى الله خيرًا أخانا الحبيب على هذه المعلومات القيمة، ولكن ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - 12 - 10, 06:23 م]ـ
أين يوجد الكتاب في الرياض
بارك الله فيكم
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 12 - 10, 08:15 م]ـ
الحمد لله أني اقتنيت نسخة من الكتاب في معرض الشارقة الماضي ب (160) درهم
ولكن الدار في الأخير عملت خصم 50% على الكتب في اليوم الأخير
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[23 - 12 - 10, 04:46 م]ـ
ماذا عن طبعة دار الكتب العلمية؟