ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 09:46 م]ـ
"وعلم آدم الأسماء كلها"
يستشف منها ضرورة اهتمام طالب العلم بمفردات اللغة .. ومعرفة لسان العرب
فقد عبر بلفظ العموم "كل" .. والراجح في أصل اللغة أنها تعليم من الله بالإلهام ..
ولا ينافي هذا أن تكون تطورت مع الزمان .. لكن أن يقال إن مجموعة من العقلاء اصطلحوا على تسمية الأشياء .. فبعيد .. وليس عليه دليل قط
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 09:48 م]ـ
قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون" ..
التفصيل هو الإسهاب في ذكر ما أوجز وأحكم ..
فعلى طالب العلم أن يعتني بتقسيم المباحث وتفصيل إشكالاتها وفروعها .. حتى تكون حاضرة .. في ذهنه وقت الحاجة إليها
ومن سمات بحور العلم .. اتضاح الفروق بين دقائق المسائل .. وتفريعاتها
ونضرب على هذا مثالا يسيرا .. بالتوحيد ..
فهو في مجمله إذا لخص بجملة:شهادة أن لا إله إلا الله .. وأن محمدا رسول الله
فإذا أردت استقراء التوحيد وجدته منقسما إلى ثلاثة أنواع:-
توحيد الألوهية .. وتوحيد الربوبية .. وتوحيد الأسماء والصفات
وكل واحد من هذي الأقسام .. يتفرع عنه شعب ومقتضيات ولوازم .. وهكذا
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 09:57 م]ـ
"فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم"
هذه قاعدة جليلة .. وهي على صغرها ,يندرج تحتها من الفوائد واللطائف علم جمّ وأسوق إليك طرفا من ذلك .. وبالله التوفيق ومنه السداد:-
-قدّم العلم على العمل .. ولذلك بوّب البخاري باب العلم قبل العمل
-ذكر من العلم أخصّه .. وهو التوحيد الخالص الذي يطهر القلب من الشرك .. والشبهات
وذكر من العمل الذكر .. وخصّ الاستغفار .. لأنه يطهر القلب من الغفلة .. والشهوات
واجتناب البدع والمعاصي صفة طريق المسلم الحق .. مثلما أن تحقيق الاعتقاد مقدم على معرفة تفاصيل الحلال والحرام في طريق طالب العلم ..
وخص الاستغفار كذلك .. تلويحا على أن الله" "لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء"
-وجمع بين طلب العلم والاستغفار .. تطهيرا لطالب العلم من العُجب .. وحبه محمدة الناس .. والتفاته لحظوظ نفسه
-ذكر سبحانه المعمول في فعل "اعلم" .. وحذفه في فعل "استغفر" .. لأن من عَلِم اللهَ وأنه لا إله إلا هو حق المعرفة .. استغفره ولابد .. والقرآن جاء بأبلغ عبارة دالة على المقصود .. والاختصار من طرائق الطلبة الأذكياء .. إذا استشرحوا أو قرؤوا المطوّلات .. وقد حذف سبحانه من شهادة التوحيد ههنا الأمر بعلم أن محمدا رسول الله .. لأن الخطاب له عليه الصلاة والسلام .. فاكتفى بذلك عن ذكرها .. ولأن الأصل أن العلم بالله .. سبب للعلم برسله وأنهم واسطة الحق إلى الخلق في التبليغ
-نصّ على الذنب في حق الرسول صلى الله عليه وسلم .. فقال "لذنبك" .. وحذفه في حق المؤمنين والمؤمنات .. لأن الأصل أن يستغفر الإنسان لذنبه هو فلا يتكل على غير ربه .. ولأن المؤمنين والمؤمنات .. أولى بثبوت الذنوب في حقهم سدا لذريعة أن يداخل أحدهم كبر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله"ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته" .. ولأنه صلى الله عليه وسلم أسوة لنا .. فاستغفاره ربه .. سبب لأن يقتفي المؤمنون أثره في ذلك
-ختم بقوله "والله يعلم متقلبكم ومثواكم" .. فقابل تحقيق التوحيد بالمثوى .. وقابل الاستغفار بالتقلّب
لأن الجنة مثوى كل موحد وإن وقع في الكبائر .. والمعاصي سبب لتقلب القلوب والاستغفار سبب لثباتها .. ومنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
والله أعلم
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 09:58 م]ـ
"وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين"
هذه إشارة أن المبالغة في الاشتغال بالشعر .. يصرف عن العلم النافع ..
ولهذا قال الشافعي: ولولا الشعر بالعلماء يزري ... لكنت الآن أشعر من لبيدِ
وكثير من الطلبة .. يقضي الأوقات الطوال في حفظ الأشعار .. على حساب السنة .. وربما القرآن
فيقال لمثلهم .. إنما يستعان بدواوين العرب طلبا لفهم اللغة والقرآن ..
أما صرف الهمم للإحاطة بأشعار العرب .. أو الإكثار من النظم ..
فثم ما هو أولى منه .. وإني لأعجب من اشتغال فئام من أهل العلم بوضع المنظومات إلى يومنا هذا .. مع كون القدامى لم يتركوا فنّا إلا كتبوا فيه عشرات المنظومات ..
¥