تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الدراسة التي أعدها د. سهيل صابان، والموسومة بـ «نصوص عثمانية عن الأوضاع الثقافية في الحجاز (الأوقاف ـ المدارس ـ المكتبات)»، فقد نشر خلالها وثيقتين عثمانيتين، سبق للمسعود أن أشار إلى إحداهما في رسالة للدكتوراه، ويعد نشر صابان أول نشر لهذه الوثائق بنصوصها العثمانية، مع ترجمتها إلى اللغة العربية ولكن سقط من الوثيقة الثانية قرابة أربعة أسطر ـ أثناء النشر ـ وهذا أخل بالمعنى العام للوثيقة، واعتمادا على ما نشره عبد الغني، من ملخصات للوثائق المصرية فقد أعد قاسم بن خلف الرويس، مقالة بعنوان «البحث عن مصاحف وكتب الدرعية» وعلى الرغم من عدم اطلاعه على نصوص الوثائق، فإن هذه المقالة تعد أول محاولة في نظر الباحث للإجابة عن تساؤلات الباحثين عن مصير تلك المخطوطات السعودية.

كما صدر أثناء إعداد هذا الكتاب من مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض كتاب بعنوان «مكتبة الإمام عبد الله بن سعود» وهذا الكتاب هو نشر للوثيقة محل الدراسة، وقد وقع الناشر في أخطاء كبيرة، لعل من أهمها عنوان الكتاب ونسبة جميع الكتب لمكتبة الإمام عبد الله بن سعود، والخطأ في رقم تصنيف الوثيقة بالأرشيف العثماني، وعدم التدقيق في قراءة الوثيقة ونقلها، وهذا أوجد فرقا بين النص الأصلي والمفرغ، وذكر أن الوثيقة ترجمة من اللغة العثمانية، مع أن معظمها مكتوب باللغة العربية، والمطلع على هذا العمل، يرى أن فيه عجلة وتسرعا في طبعه ونشره، ومن خلال دراستي لهذه الوثيقة واطلاعي المباشر على مخطوطاتها الباقية لم أجد فيها أي تملك للإمام عبد الله بن سعود، كما أن معظم أصحاب هذه الكتب هم من علماء نجد والأحساء.

وأضاف العنقري، بعد استقراء تلك البحوث والدراسات، أعددت دراسة موجزة في هذا الموضوع، عرضتها على مجموعة من الباحثين والمهتمين، ثم تقدمت بهذه الدراسة الموجزة إلى دارة الملك عبد العزيز، نظرا لأن مثل هذا العمل يحتاج إلى جهة حكومية لرعايته، وتسهيل الصعوبات الإدارية التي قد تواجه الباحث من قبل الجهات الحكومية المختلفة، وقد تكرمت الدارة مشكورة بتبني هذا العمل ودعمه، وتمثل ذلك في دعم الرحلات العلمية المتعلقة بالبحث عن الوثائق والمخطوطات المتعلقة بهذه الدراسة، حيث شملت رحلة إلى مدينة اسطنبول، ورحلة إلى مدينة القاهرة، ورحلتين إلى المدينة المنورة، وقد أمكن خلال هذه الرحلات الحصول على الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالدراسة، ومن أهمها الحصول على نسخة من الوثيقة العثمانية الخاصة بالمخطوطات السعودية، التي دونت في الثامن من المحرم 1238هـ / 24 سبتمبر 1822م، والحصول على نسخة من صك وقفية المدرسة المحمودية، الصادر في 15 جمادي الآخرة 1237هـ / 5 أبريل 1822م من سجلات المحكمة الشرعية في المدينة المنورة، إضافة إلى الاطلاع المباشر على المخطوطات في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، التي توجد فيها حاليا البقية من محفوظات مكتبة المدرسة المحمودية، والحصول على صورة ملونة منها، والاطلاع المباشر على بعض المخطوطات المنقولة من المدينة المنورة خلال الحرب العالمية الأولى، والمحفوظة حاليا في مكتبة قصر طوب قبو سراي باسطنبول، كما اطلعت على مجموعة من المخطوطات ذات العلاقة في دار الوثائق والمخطوطات القومية بالقاهرة.

كما أمكن خلال هذه الرحلات الحصول على وثائق ومخطوطات عدة تبين أن قوات إسماعيل بك وخورشيد باشا، أثناء حملتيهما على نجد والأحساء نقلت وصادرت تلك المخطوطات والوثائق إلى خارج المنطقة، حيث وجدت كشفا يبين أسماء هذه المخطوطات، وقد أمكن معرفة أماكن حفظها في الوقت الحالي، ونظرا لأن هاتين الحملتين هما خارج الإطار الزمني للدراسة، فقد رأيت تأجيلها إلى دراسة أخرى سترى النور قريبا، وستكون حدودها الزمنية تبدأ من عام 1237هـ / 1821م، وتقف عند عودة الإمام فيصل بن تركي من مصر إلى نجد في عام 1259هـ / 1843م، كما ستتبعها دراسة ثانية عن انتقال المخطوطات والوثائق السعودية ابتداء من وفاة الإمام فيصل بن تركي في عام 1282هـ / 1865م، إلى دخول الملك عبد العزيز الرياض عام 1319هـ / 1902م، وتبين مدى ما خسرته المنطقة من مخطوطات ووثائق نتيجة الأحداث التي جرت خلال هذه الفترة، ثم يتلو ذلك دراسة شاملة قائمة على تلك الدراسات الثلاث، ستخصص للأوضاع العلمية والثقافية في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير