تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مشاعر الحنين والشوق بين العالم وطلابه ... الشيخ محمد المختار الشنقيطي نموذجاً ..

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 04:45 م]ـ

فضيلة الشيخ: لقد تألمنا كثيراً بغيابك عنا، فنرجو أن لا تقطع تواصلك عنا، وجزاكم الله خيراً.؟؟؟

الجواب:

بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فالله يعلم أننا نحبكم كما تحبون، ويعلم الله كم يحصل في النفس من شوق وحب للقائك، والله إني لآتي في مشقة السفر وعناء السفر، والله يعلم أنه يزول جميع ما بي حين أراكم، وأسأل الله بعزته وجلاله وأسمائه الحسنى وصفاته العلى كما جمعنا في هذا البيت الطيب الطاهر المبارك أن يجمعنا في دار كرامته، وأن يجعل هذه اللقاءات وهذه الدروس أن يجعل كل لقاء منها اجتماعاً مرحوماً، ويجعل تفرّقنا من بعده تفرقاً معصوماً، وأن لا يجعل فينا ولا منا ولا معنا أبداً شقياً ولا محروماً، ووالله، إنه ليصيب الإنسان الهم والغم، ويجد من لأوى الفتن والمحن ما الله به عليم، ولم يبق سلوة إلا بذكر الله، والجلوس مع الأحبة والإخوان في الله، وأسأل الله العظيم أن يديم هذا التواصل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وخير ما أوصي به إرادة وجه الله العظيم، فإن الدنيا فانية، وكم من أحبة اجتمعوا وآل اجتماعهم إلى افتراق، وكم من أحبة تواصلوا وآلت صلتهم إلى فرقة وشتات؛ لأنها لم تقم على ذكر الله، ولم تقم على الحب في الله، والتواصل في ذات الله، ولقد وجبت محبة الله للمتزاورين فيه، والمتحابين فيه، والمتجالسين فيه، وتأذّن الله لمن جلس مجلس ذكر لله، وفي الله أن تغشاه السكينة، وأن تتنزّل على هذه المجالس الرحمة، وأن يذكرها الله فيمن عنده.

ومن الوصية أو مما ينبغي أن يتواصى به كذلك شكر الله على نعمه، فإن الله - U- اختار الدنيا لمن أَحبّ وكره، ومن أراد الدنيا صرفه الله للدنيا، وفتح له من أبوابها وخيراتها وفتنها، حتى لا يبالي به في أي أوديتها هلك -نسأل الله السلامة والعافية- ولكن لا يعطي الدين إلا لمن أّحبّ، ومن أعظم الدين وأجلّه وأزكاه وأنفعه العلم النافع، والجلوس في حلق الذكر، وغشيان حلق العلماء، وحبهم، والتواصل معهم، وتكثير سواد مجالس الذكر لله، وفي الله، لا رياء، ولا سمعة، ولكن لمرضات الله- U- فمما يوصى طلاب العلم شكر الله على نعمه، وحمده سبحانه، كل مجلس يمر عليك احمد الله على فضله، وقل الحمد لله أنه لم يمر عليك هذا المجلس وأنت في صخب الدنيا ولغطها، الحمد لله أنه لم يمر عليك هذا المجلس وأنت في لهوها وفتنها، الحمد لله أن الله اصطفاك واجتباك، وما يدريك فلعلك أن تقوم من المجلس قد تبدّل سيئاتك حسنات، وما يدريك أنك بإخلاصك وإرادتك لوجه الله أن الله يكثر منك هذه النية الخالصة، فيغفر لك ما تقدم من ذنبك، وثبت في الحديث الصحيح عن النبي- r- أن الله غفر لعبد خطّاء كثير الذنوب مر على مجلس ذكر، وجلس مع الصالحين في ذكر الله- Y- .

فنسأل الله العظيم أن يعيننا على هذا الخير، وأن يُوزِعنا، وأن يوفقنا بشكر نعمه، فإن من شكر الله زاده، وإذا زاد الله العبد في نعمته بارك له فيها.

ومما يوصى به الأحبة في مثل هذه المجالس: إتْباع العلم العمل، أن يحرص الإنسان على العمل بهذا العلم، وتطبيقه، والحرص على السُّنة وهدي النبي- r- ، فما تتعلم شيء إلا عملت به، ودللت الناس عليه.

ومما يوصى به أو نتواصى به حب الخير للمسلمين بنشر هذا العلم، وتكون قلوبنا مليئة بحب الخير لإخواننا المسلمين، فنتعلم هذا العلم، ونشهد الله من الآن أننا لا نريد به علوا في الأرض ولا فسادا، وإنما نريد به وجه الله، وما عند الله من نفع المسلمين بدلالتهم على الخير، ومن نوى الخير بلّغه الله، من نوى الخير فإن الله- U- تأذن له بأحد أمرين: إما أن يمتّع عينه ويقرّها في الدنيا قبل الآخرة برؤية الخير الذي نواه، فإذا نويت من الآن أن تحمل هذا العلم للأمة فتهدي ويهدى بك، وتدل الناس على الخير ليأتينّ يوم يقر الله عينك بما نويت من الخير، وهذا نشهد لله، ولا نزكّي أنفسنا في طلبنا للعلم، فما وجدنا الله إلا وفيا لعباده، ومن أوفى بعهده من الله، والله-تعالى- يقول: {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير