تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مَعَكُمْ} فالله مع عباده، وخاصةً أولياءه من أهل العلم، وطلاب العلم، فيحرص الإنسان أن تكون نيته نفع أبناء المسلمين، وأن لا يبخل بهذا العلم على الناس، وأنه يريد دلالة الناس على الخير، فإما أن يبلّغك الله فترى بأم عينك أثر هذه النية الصالحة، ويأتي اليوم الذي تنعم فيه عينك بحمل العلم عنك، والله قد بلّغك أن تؤتمن على وحيه، فترضى الناس بقولك، ويأتمنون بفتواك، يأتمرون بأمرك، وينتهون بنهيك؛ لأن الله هو الذي يقلّب القلوب، وهو الذي يثبّت القلوب، فإذا علم الله منك النية الصالحة قلّب القلوب على حبّك، والثقة بما تقول، والناس يشترون السمعة بالأموال وبالملايين، والله تعالى زكّى أهل العلم، ووضع لهم من الحب والود في قلوب عباده ما لو بذلوا له أموال الدنيا ما استطاعوا أن يصلوا إليه، وهذا كله بفضل الله، فهذا الأمر الأوّل إن نويت الخير.

وإما أن يبلّغك الله الأجر بنيتك، فقد يصرف الله عنك أن تبتلى بالعلم لحكمته، وعلمه-سبحانه-، فيبلّغك أجر العلم وأجر ما نويت من نشر العلم بنيتك، فالإنسان عليه أن يجعل من مجالس الذكر هذه عونا على طاعة الله، وعوناً على محبة الله، والدنيا فانية، وكم جلسنا مع علماء قرّت عيوننا برؤيتهم، فأمسينا وأصبحنا كأن لم يكن شيء، وسيأتي يوم لا يرى الإنسان فيه من يرى، كأن شيئا لم يكن إذا انقضى، وما مضى مما مضى فقد مضى. الحرص على اغتنام العلم، واغتنام وجود العلماء، وحلق الذكر، والحرص على الجد والاجتهاد، لا يأتي الإنسان إلى مجالس الذكر لكي يقضي وقته، لا، إنما يأتي لكي يَعْلم، ويعمل، ويُعلِّم، ويحس أنها أمانة ثقيلة، وأن الله معينه ومسدّده، ووالله، ثم والله، ما صدقت مع الله إلا صدق الله معك، وليفتحنّ الله لك من أبواب الخير وأبواب الرحمة ما لم يخطر لك على بال، فإن أساس هذا الدين قائم على الكتاب والسُّنة، وأساس الملة قائمة على كتاب الله وسنة النبي- r- فهذا هو الدين، والوحي الذي أوحى الله إلى نبيه، فإذا تجرّد طلاب العلم لحمله وصدقوا مع الله صدق الله معه، وجعل فيهم الخير للأمة، ونفع بهم الإسلام والمسلمين، ووالله، ما حملت علما صادقا تريد به وجه الله إلا بلّغه الله عنك كما بلّغ الليل والنهار، والله- U- على كل شيء قدير، وإنما المهم هذه القلوب التي تتقلب على العبد آناء الليل وأطراف النهار، وكان السلف لا يشتكون من شيء مثل قلوبهم، وقال سفيان -رحمه الله-: ما رأيت مثل قلبي، وفي رواية: ما رأيت مثل نيتي إنها تتقلّب عليّ، فالمهم أن طالب العلم دائما يحرص على أنه يحس ويستشعر قيمة هذا العلم، وأن الله- U- لا ينظر إلى عبده على كمال وجلال مثل ما ينظر إليه وهو عالم عامل قائم بحجة الله- U- على خلقه، فهؤلاء هم ورثة الرسل، وورثة الأنبياء، ولم يورّث الأنبياء دينارا ولا درهما، وإنما ورّثوا العلم، فيشهد الله أن هذا التواصل نريد به وجه الله، ولا نزكّي أنفسنا على الله، ولكن نتمنى لطلاب العلم، ونحب لهم ما نحب لأنفسنا من الإحساس بهذه النعمة، والحرص على ضبط هذا العلم، وكل طالب علم شعر أن هذا العلم عزيز، وأعطاه ما ينبغي أن يعطاه من الإجلال والمحبة فإنه سينفعه الله به عاجلاً أو آجلاً، فإن الرجل إذا رأيته يعطى الشيء العزيز وهو يشعر بعزته يحتضنه ويكتنفه، وكم من أنفس ذهبت دفاعا عن الأموال لما عزّت الأموال على أصحابها، وكم من أنفس ذهبت دفاعا عن الأعراض لعزّة الأعراض على أهلها، فإذا عزّ العلم على أهله وعزّ العلم عند أصحابه بذلوا له ما ينبغي أن يبذل.

نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا، وأن يسددنا، ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العلم حجة لنا، وأن لا يجعله حجة علينا، وأن يغفر لنا ولكم ما يكون فيه من الزلل والخطأ. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ـ[بندر البليهي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 06:44 م]ـ

أسأل الله أن يبارك فيه.

ـ[محمد خاطر]ــــــــ[02 - 01 - 07, 12:33 ص]ـ

ما شاء الله ... جزاك الله خيرا

ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[04 - 01 - 07, 03:08 م]ـ

أسأل الله أن يبارك في الشيخ ويثيبه وينفع به الإسلام والمسلمين ..

ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[11 - 01 - 07, 05:54 م]ـ

هل الشيخ لا يزال حيا؟ أم أنه قد توفي؟

و أسأل الله أن يجزيه عني و عن المسلمين خير الجزاء؛ فكم انتفعت بعلمه و توجيهاته.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[11 - 01 - 07, 07:53 م]ـ

الشيخ لا يزال ولله الحمد حياً يرزقُ, وهو ليس بكبير في السن حيث ولد عام 1381هـ

ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 11:19 م]ـ

حي يا رجل

ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 06:42 م]ـ

جزاك الله خيرا يا أبا زيد .. أرفعه للفائدة

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[01 - 11 - 08, 10:59 م]ـ

اللهم احظ الشيخ وبارك له في طلابه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير