تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نحو علم مخطوطات عربي (عرض)]

ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[18 - 12 - 09, 01:42 ص]ـ

هذا كتابٌ جليلُ القَدْر، فريدُ النسْج، سعَى فيه مؤلِّفُه الفاضل الأستاذ الدكتور/ عبدالستار الحلوجي - أستاذ علم المكتبات، وعالِم المخطوطات المعروف - إلى جَمْع كلِّ ما يتَّصل بالمخطوط العربي مِن علومٍ وقضايا في علم واحد، هو: "علم المخطوط العربي"، مُحاوِلاً رَسْمَ صورةٍ متكامِلة مُتناسِقة لهذا العلم، تُحَدِّد معالِمَه، وتضبط حُدُودَه، وتُجَلِّي مجالات دراستِهِ، وقضايا اهتمامه، بما يُعتبر مُحاولةً رائدةً في التأصيل والتقعيد لهذا العِلْم الناشِئ.

وقد أبان المؤلِّفُ الفاضل عن هذه الغاية في تَمْهيده للكتاب، بتَصْرِيحه أنَّ علْم المخطوط العربي ما زال يَبْحَثُ عن هُويَّة، وأنه يحتاج إلى تأصيلٍ وتحديدٍ دقيق، يُوَضِّحُ صُورتَه في أذْهان الباحثين، ويقيم حوله الأسْوار التي تَمْنع مباحثه مِنْ أن تَتَشَتَّت بين العُلُوم، هذا رغم كثْرة ما صدر عن المخطوطات العربيَّة وقضاياها من مؤلَّفات.

وقال المؤلِّف: إنه يرجو من هذه الدراسة "أن ترْسم لعلْم المخطوطات العربي صورة واضحة المعالِم، دقيقة الأبعاد، نستجلي منها محاورَه الأساسية، والقضايا التي يناقشها، أو التي ينبغي أن يتناولها بالدِّراسة، صورة تقتصر على هذا العلم دون سواه، وتخلو من أي تزيُّدٍ لا لزوم له ... " [1].

وقد جَمَع المؤلف ما يراه من علوم المخطوط العربي وقضاياه، مُفْرِدًا لكلِّ مجال منها فصْلاً خاصًّا به في كتابه، مُتناولاً فيه أسسَه ومبادئه بإيجاز، مُختتمًا إيَّاه بثبتٍ للمراجع الأساسية التي يُمكن أن يعتمدَ عليها الباحثُ؛ لاستكمال صورة العلم الكلية، هذا الإيجاز هو ما جعَل كتابه أشبه بدستورٍ أو قانون لعلْم المخطوطات العربي، ينتظر صُدُور المذكرات التفسيرية من قِبَلِه وقِبَل الباحثين، مما يصح معه أن يقال: إنَّ الكتاب يُعَدُّ مدْخلاً لعلم المخطوط العربي، لا غنى للمُثَقَّف العربي - فضلاً عن المُتَخَصِّص - عن مُطالَعته ومُدارستِه.

وقد نوَّه المؤلِّف في هذا التمهيد إلى أنَّ هذه الدراسة نواتُها بحثٌ عنوانه: "نحو تأسيس علم مخطوطات عربي"، أعدَّه بناء على طلَبٍ من معهد المخطوطات العربيَّة، وعُرض في الاجتماع الخامس للهيئة المشتركة لخدمة التراث العربي بالقاهرة سنة 2002م.

وقد اعترَف المؤلِّف الفاضِلُ بالجهود التي سبقَتْه في مُحاولة تأصيل هذا العلْم، إلاَّ أنَّه على الرغم من تصريحه بتقديره لما فيها من جهدٍ وعلم، فإنه يرى أن أيًّا منها لَم ينجحْ في تقديم تصوُّر كاملٍ للعلم؛ فمنها - على حدِّ قوله - ما يتناول أشتاتًا متفَرِّقة، لا يحكمها منطقٌ في العرْض، ولا يربطها خطٌّ فكري واضح في تسلْسله، فجاءتْ فُصُول هذه المؤلَّفات متناثِرة، يصعب نظمُها في عِقْد كاملٍ متَّصلِ الحلقات، ومنها ما يتناول موضوعات ليست في فنِّ المخطوط العربي، ولا من علم المخطوط، وضرب على ذلك أمثلة، نناقِش بعضها فيما بعد هذا العرْض، وقد نصَّ المؤلِّف على أربعة كُتُب، عدَّها أهم هذه المحاولات، وهي:

? "دراسات في علْم المخطوطات والبحث الببليوغرافي"؛ تأليف الأستاذ الدكتور/ أحمد شوقي بنبين.

? "المخطوط العربي وعلم المخطوطات"؛ تنسيق المؤلف السابق.

? "الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات"؛ تأليف الأستاذ الدكتور/ أيمن فؤاد سيد.

? "علم الاكتناه العربي الإسلامي"؛ تأليف الأستاذ الدكتور/ قاسم السامرائي.

وبعد التمهيد، قدَّم المؤلِّف بمقدمة عَرَّف فيها المخطوط لغةً واصطلاحًا [2]، ونبَّه إلى أنَّ وصْف المخطوط بالعربي يعني: عروبةَ اللسان، لا عروبة الجنس أو المكان، ثُم تحدَّث عن أهمية التراث المخطوط للأمم عامة، ولأمَّتنا خاصة، وأنَّ تراثنا امتازَ بأنه أطول عُمرًا، وأضخم عددًا، وأشد تنوُّعًا، وأقوى انتشارًا، وأكثر أصالةً مِنَ التراث المخطوط لأيَّة أمة أخرى؛ وذلك نتيجة للبُعد الزماني والمكاني والحضاري.

وقد أقام الباحثُ مفهومَه لعلْم المخطوط العربي على دعائمَ ستةٍ، حدَّد بها العلْم، وقَصَر بها مجالات دراسته، وهي:

1 - تاريخ المخطوط.

2 - الكيان المادي للمخطوط.

3 - توثيق وتقييم المخطوطات.

4 - الصيانة والترميم والتصوير.

5 - الفهْرَسة والضبط الببليوجرافي.

6 - التحقيق والنشْر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير