تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأشار المؤلِّف إلى أن المخطوط بوصْفه كيانًا ماديًّا يتَكَوَّن من: "مادة يُكْتَب عليها، ومادة يُكْتَب بها، وأداة تُستخدم في الكتابة، وخط يُخْتار للكتابة، وأسلوب مُعَيَّنٌ للكتابة، ثم ألوان مختلفة من الفنِّ يُمكن أن تضافَ إليه، وأخيرًا أسلوب معين للتجْليد" [8].

ويقرِّر المؤلف أن "مَن يتعامل مع المخطوط العربي مُطالَبٌ بأن يتعَرَّف على نوعية الورَق المكتوبِ عليه، وبأن يُحاول تحديد الفتْرة الزمانية التي يرجع إليها، والمكان الذي صُنع فيه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ فمِثْل هذا التحديد لا يُساعد على تأريخ المخطوط في حالة عدم وجود التاريخ فحسب، وإنما يُسْهم أيضًا في اكتشاف أيِّ تزويرٍ في التواريخ" [9].

وعن أهمية معرفة المتخَصِّص بالخطوط وأنواعها، يُقَرِّر المؤلِّف أن "التعامُل مع المخطوط العربي اطِّلاعًا أو فهْرَسة أو تحقيقًا، يسْتَلْزِم بالضرورة التعَرُّف على الخطوط التي تُكْتَب بها المخطوطات؛ بل لعلَّنا لا نُبالغ إذا قلْنا: إنَّ معرفة الخطوط هي أول الأبواب التي يُمكن أن ندخلَ منها على علْم المخطوط العربي" [10].

3 - التوثيق والتقْييم:

يُشير المؤلِّف بدايةً إلى أنه ينبغي في التعامُل مع المخطوط العربيِّ التنبُّهُ إلى أن "النسَخ المخطوطة تتفَاوَتُ فيما بينها تفاوُتًا شديدًا؛ فهناك مسوَّدات ومبيَّضات، وهناك نسَخ مُمْلاة، ونسخٌ بخطوط المؤلِّفين، ونسخٌ كتَبَها علماء ثقات، ونسخٌ أخرى كتبَها ورَّاقُون يتفاوَتُون في درجة الدِّقَّة والإتقان، وهناك نسَخٌ مُوَثَّقة، ونُسَخٌ مُزَيَّفَةٌ أو مُزَوَّرَةٌ، ونسخ نادرة، وأخرى لا تساوي أكثر من الورق الذي نسختْ فيه، وتلك مسألة تدخل في صميم علْم المخطوط العربي؛ فالذي لا يستطيعُ أن يُفَرِّقَ بين نسخة وأخرى مِن كتابٍ مُعين، لا يَحِقُّ له أن يدَّعي العلم بالمخطوطات" [11].

ويرى المؤلِّف أنَّ غاية التوثيق هي الثِّقة في النَّص المخطوط وصحته [12]، وأنَّ أهم أدوات التوثيق: السَّمَاعات، والإجازات، والمقابَلات، والتمَلُّكات.

وأما التقييم، فهو تقدير قيمة المخطوط ونُسخه، ومعايير هذا التقْدير، والتي عدَّ أههمها: موضوع المخطوط، ومكانة المؤلِّف، وأصالة المادة العلميَّة، وتاريخ النسخ، واكتمال النسخة، وصحة النَّص وسلامته من أخطاء النسْخ، وعدم تعرُّضه لأيِّ نوع من أنواع التزوير، وأخيرًا توثيق النسْخة.

ويُقَرِّر المؤَلِّف [13] أنه كلما حفلت النسخةُ بأشكال هذا التوثيق، اكتسبَتْ قيمةً أكبر، هذه القيمة تتفاوَت صُعُودًا وهبوطًا بتفاوُت أعداد الأشخاص المذكورين ومكانتهم العلميَّة، وتزْداد قيمة النسْخة بازدياد هذه الأعداد، وتفاوُت تواريخها؛ إذ يُعَدُّ مؤشرًا على قيمة الكتاب، واعتراف الناس به، وحِرْصهم على دراسته، رغم بُعدهم عن زمان المؤلِّف ومكانه، كما أن النسَخ التي تَمَلَّكَها علماء أو خلفاء - والتي تسمى: نسخًا خزائنية - تكتسب أهمية كبيرة، يُضاف إلى ذلك أنَّ دراسة التمَلُّكات يُمكن أن تفيدَ في تتبُّع تأثير الكتاب في كتابات من تَمَلَّكُوه، وبتتبُّع تواريخ التمَلُّك نستطيع أن نعرفَ رحلة الكتاب، وأن نُحَدِّد تاريخًا تقريبيًّا للنسْخة إذا كانت غير مُؤَرَّخَة.

4 - الصيانة والترميم والتصوير:

وفي هذا الفَصْل يُجيب المؤلِّف على سؤالَيْن:

كيف نحمي ما وصلَنا من مخطوطات، ونجنبها عوامل البلى والفساد؟ وكيف نتيح هذه المخطوطات في أشكال يسهل التعامُل معها، والاستفادة منها، دون أن يكون لذلك أي أثَر سلبي على الأُصُول المخطوطة؟

وفي إطار جواب السؤال الأول، يلفتُ الأنظار إلى تنبُّه سلفِنا الصالح إلى أهمية أعمال الصيانة والترميم منذ أكثر من ألف عام، ثُم يتوَجَّه للمتعاملينَ مع المخطوط، مُؤَكِّدًا على ضرورة التعامُل مع الكتاب المخطوط بأكبر قدرٍ من العناية والترفُّق؛ حتى لا تترَدَّى حالته أو نفقده إلى الأبَد، وهذا من حِسِّ المؤلف العالي، وحرصِه على تراث أمته - جزاه الله خيرًا.

ثم تعرض لصيانة المخطوط منَ المخاطِر، والتي قسَّمَها إلى:

? عوامل طبيعية (كارتفاع درجة الحرارة، والضوء، ونسبة الرطُوبة).

? عوامل كيميائية (مصدرها الملوثات الغازية والحرارية).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير