تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما القيمة العلمية لمجلة المنار للشيخ محمد رشيد رضا؟؟]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 12 - 09, 10:06 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواني في الله: ما القيمة العلمية لمجلة المنار للشيخ محمد رشيد رضا؟؟

وفقكم الله وبارك فيكم.

ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[22 - 12 - 09, 09:37 ص]ـ

هذا مقال منقول من الألوكة للكاتب مبارك القحطاني

إن الحديث حول تاريخ الصحافة الإسلامية سيكون خِداجاً ما لم يتطرّق إلى فارس هذا الميدان " محمد رشيد رضا " رحمه الله و مجلته العتيدة " المنار "، هذا الرجل الفاضل الفذّ الذي انعقد له لواء الريادة و الأسبقية في مجال إرساء دعائم العمل الصحفي في سبيل الدعوة إلى الله تعالى في هذا العصر، و انتقاله بهذا الميدان نقلةً واسعةً ناضجةً، لا يملك المسلم المعاصر إزاءها إلا إزجاء أعطر آيات العرفان و الشكر له و لجهوده الرائدة. إذ كان رحمه الله رجلاً بأمّة، حمل هموم العالم الإسلامي و وضعها نصب عينيه، و شخّص الأدواء التي تهدّ كيانها، و طفِق بحثاً لها عن الحلول الناجعة، مجتهداً في اتخاذ الأساليب الإصلاحية السليمة المنسجمة مع منطلقات الشريعة وأصولها، فكان لهذه المجلّة وقعٌ طيب و صدى إيجابيّ في كل أصقاع العالم الإسلامي على مدى سبعة و ثلاثين عاما هو عمر هذه المجلة. من هنا، كانت هذه اللمحة السريعة في تعريف الإخوة القراء بهذه الشخصية الرائدة، و دورها البارز في مجال نشأة الصحافة الإسلامية، كجزء من العرفان و الوفاء الذي يلزمنا تجاه روّاد الإصلاح و الدعوة إلى الله تعالى في كلّ عصر و مِصر. من هو الشيخ محمد رشيد رضا؟

وُلِد الشيخ محمد رشيد رضا في في قرية قلمون بالقرب من طرابلس الشام عام 1282هـ الموافق 1865 م، و تلقّى تعليمه فيها. وكان في بداياته واعظاً متصوّفاً، ثم تأثر بمدرسة الأفغاني و محمد عبده بعد قراءته لأحد أعداد مجلتهما العروة الوثقى، و ارتحل إلى مصر عام 1315 هـ، و تنقّل من الإسكندرية إلى القاهرة التي استقرّ به النوى فيها عام 1315 هـ، و التقى بالأستاذ محمد عبده و لازمه، و أفصح له عن رغبته بإصدار مجلة تعتني بأحوال المسلمين، و طرق إصلاح واقعهم المتردّي، لكن الأستاذ محمد عبده لم يكن متحمساً لإنشاء مجلة لاقتناعه بعدم جدواها في مقاومة الصحف التي تهتم بأخبار الخديوي و الإنجليز مثل " المؤيد " و المقطم " و الأهرام "، إلا أن محمد رشيد رضا أقنعه بصحة رأيه و ضرورة إنشاء المجلة للتصدي لمهمة الإصلاح المنشودة، و أنه في هذا السبيل على استعداد للمغامرة و تحمّل تبعات هذه المغامرة، و قال له: " إن معالجة قضايا التربية و التعليم و نشر الأفكار الصحيحة لمقاومة الجهل و الأفكار الفاسدة التي فشت في الأمة كالجبر و الخرافات، هي الباعث لي على إنشاء هذه الجريدة، و إنني أسمح أن أنفق عليها سنة أو سنتين من غير أن أكسب شيئا ". إنشاء المجلة و انتشارها:

و لما صحّ العزم من الشيخ محمد رشيد رضا قام بإنشاء المجلة، و أطلق عليها اسم: " المنار "، و طبعها في مطبعة التوفيق القبطية، فصدر أول أعدادها في تاريخ 22 من شوال عام 1315 هـ، الموافق 15 مارس من عام 1898 م. يتألف العدد منها من ثمان صفحات كبيرة، تتوسّطها كلمة المنار بخطّ كبير.

وقوبلت المجلة حين إصدارها بالترحاب و الإهتمام من شتى طبقات المجتمع المثقفة؛ إذ كان أكثر المشتركين فيها من الطبقة المتعلمة و على الأخصّ من فئة المحامين و القضاة الأهليين.

وكانت في بداية صدورها أسبوعية، لكنها اضطرّت لظروف معينة إلى أن تكون نصف شهرية، ثم إلى شهرية شبه منتظمة. و مع ذلك كان انتشارها في إطار ضيق فلم يزِد المشتركون فيها عن الثلاثمائة، إذ كان من أسباب ضيق انتشارها منع السلطات العثمانية المجلة من الدخول إلى و لاياتها، بسبب مواقفها المعارضة للسياسة العثمانية آنذاك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير