وهنا نسأل لماذا كتب هذا التوضيح وكيف اخذت هذه النسخة منه ومن هو الذي قدمها له ومتى كان ذلك؟ واذا كانت النسخة قدمت للرصافي حبا كما يظهر من خلال هذه الجمل لماذا يتم طبع هذا الكتاب سنة 2002 اي بعد وفاته؟ وعادة تنقل نسخ مخطوط ما لا تكون بمثل هذه الطريقة التي ترآى في تراتيبها وأحكامها، إذ كنت أعتقد أنني سأعثر على بعض الصور لصفحات كتبت بخط المؤلف ...
وما أشير إليه في الصفحات الأولى من الكتاب «ان هذه النسخة الاصلية مع بعض الوثائق الملحقة بها، ولكن، أي هي تلك الوثائق؟
فالنسخة مزورة بلا شك، ونسبت الى الشاعر معروف الرصافي ظلما وتعسفا على شاعر تقدره الأمة التي طالما تغنى بأمجادها، وطالما نادى بتطويرها، وطالب بتقدمها
لكن هل كان مؤلفها يهوديا، وبالتحديد صهيونيا يرغب في تشويه سيرة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم .. ؟ ..
اذا تصفحنا الكتاب، وجدنا أن مؤلف (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) يعتبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم «لم يكن عادلا؟؟؟! حسب زعمه، في التعامل مع مشركي قريش من ناحية ويهود المدينة من ناحية ثانية ..
فهذا المؤلف يعتبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم تعامل مع مشركي قريش بعطف ومع اليهود بقسوة، اذ جاء في الكتاب (ص: 32) «ولو ان محمدا استعمل عشر هذا العطف وهذه الرأفة (بأهله من قريش) قسوة، مع أن هؤلاء كقريش في عداوتهم له»
اما الحديث عن المسيحية، فهو الذي يبين لنا ان كان المؤلف يفضل اي الديانتين: اليهودية ام المسيحية فيقول المؤلف في (الحديث عن «الفرق بين قول اليهود وقول النصارى في صلب المسيح») (ص 689)» معلوم ان المعترفين بصلب المسيح هم فريقان، اليهود والنصارى، وبين الاعترافين بون بعيد وفرق عظيم، فأما إعتراف اليهود فهو من قبيل اعتراف القائل بجنايته، اذ كانوا هم الذين صلبوا، وان كان الذي صلبه غيرهم فهو من قبيل الاعتراف بصلب العدو للتشفي لانهم اعداؤه .. إلخ» ..
وفي موضع آخر من الكتاب ورد ايضا (ص 689):
من تتمة قصة عيسى ما يعترف به اليهود والنصارى من صلبه وما يدعيه النصارى والمسلمون من رفعة الى السماء فالنصارى يقولون بالصلب والرفع معا، واليهود يقولون بالرفع دون الصلب، ولا ريب ان الصلب في حقيقته مصيبة فاجعة من المصائب التي أوجدتها الهمجية البشرية، فإيقاعه من قبل عتاة متمردين على شخصية مقدسة ممتازة بالنبوة للّه ينافى بحسب الظاهر قدسيتها ويحط من قدر منزلتها الرفيعة المقدسة .. إلخ» فمن خلال ما ذكرنا من استشهادات نسجل ما يلي:
تعاطف مع اليهود في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم
ضد اليهود في مسألة صلب المسيح عليه السلام
المسلمون لا يقولون «ببنوة المسيح للّه» أي المسيح ابن اللّه.
الإستخفاف بالرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم وما ورد من أفكار تنكر الرسالة المحمدية حسب ما ورد في الكتاب سوف تتعرض له في موضع لاحق.
هذا كله يجعلنا نعتقد أن مؤلف الكتاب (كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس) هو مسيحي الديانة لإيمانه باللّه وتقديسه للمسيح عليه السلام وإنكار الإسلام والوقوف ضد اليهود في مقارنتها بالمسيحية ..
ومما يؤكد يقينا هذا لإعتقاد التقاء أفكار مؤلف هذا الكتاب بما ورد في كتابي صدام الحضارات واعادة بناء النظام العالمي «لصاحبه صموئيل هنتنغتون و» نهاية التاريخ والانسان الاخير لمؤلفه فرانسيس فوكوياما»
بين كتاب (كتاب الشخصية المحمدية) ونظريات المسيحيين الجدد
قبل ان نقدم مقارنة بين ما ورد في الكتاب المنسوب زورا الى الشاعر معروف الرصافي (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) وما ورد في كتابات منظري «المسيحية الجديدة». وأطروحاتها حول «صدام الحضارات» و» نهاية التاريخ» وأساسا «إيديولوجيا الليبرالية الديمقراطية» ونحرص على تقديم بعض الملاحظات:
¥