تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن ذا منكم قد شق قلبي ** وهل كشفت لكم فيَّ الغيوب

فعند الله لي معكم وقوف ** إذا بلغت حناجرها القلوب

وهو ضرب ظاهر من المغالطة والتملص لا ينبغي لرجل مثل (الرصافي) أن ينهجه، فأن للرأي من القيمة والشأن ما يعدل سخط الساخطين فإذا تبين لذي رأي رأي يؤمن به ففيم يخشى اتهام الناس أياه بالكفر وغير الكفر .. وكيف لا يكون قول الشاعر ذلك حين ينفي (الوحي) ابطالاً لمبدأ الأديان وهدماً لكيانها الراسخ على اساس الوحي دون سواه، وكيف يبيح الشاعر لنفسه ان يقول في عقائد ما يشاء دون ان يكون لهم حق الاعتراض عليه. وللعقائد في كل نفس حرمها المحرم وقد قال في ذلك ابو العلاء المعري من قبل:

وإذا العقيدة في النفوس استفحلت ** فمن المحال بحجة ابطالها))

وفي مجلة الثقافة الجديدة في العددين 109 - 110 تشرين أول سنة 1978 صدر العددان في مجلة واحدة) وفي ص125 - 138 موضوع بعنوان الرصافي يتحدث عن نفسه .. نلفت نظر الأستاذ زهير المعروف اليه، وهذا الموضوع عبارة عن وثيقة قيمة يحتفظ به المجمع العلمي العراقي تتعلق بتأريخ حياة المرحوم معروف الرصافي وهذه الوثيقة كانت قد قدمت اليه من قبل الاستاذ كامل الجادرجي وكانت مجلة الثقافة الجديدة تأمل بأن يتفضل المجمع المشار اليه بنشرها لما فيها من فوائد جمة لمن يعنى بآثار كبار ادبائنا المعاصرين:

غير أن المجمع آثر تأجيل نشرها حتى تتم له دراسة حياة الفقيد دراسة شاملة)

وفي احدى أحاديث معروف الرصافي الى الأستاذ كامل الجادرجي وفيها يعترف الرصافي بكتابه لكتاب (الشخصية المحمدية) وهو حديث يوم 29 ايلول في عام 1944 وفي جانب من هذا الحديث يقول الرصافي؛ (بقيت مدة من الزمن محتاراً في امر معيشتي حيث ان راتبي كان لا يزيد على 12 ديناراً فقررت ان اهجر بغداد لسببين:- الاول: ان راتبي لا يكفيني في بغداد. والثاني:- أردت أن اشتغل أشتغالات فكرية بعيدا عن صخب العاصمة فقررت الذهاب إلى الفلوجة فذهبت الى هناك سنة 1933م او سنة 1932) وبقيت هناك اشتغل بكتابي (الشخصية المحمدية) حتى سنة 1941 ولما وقعت الحرب بين العراق والانكليز اضطررت على العودة الى بغداد.

سؤال من كامل الجادرجي الى شاعرنا معروف الرصافي

- هل أكملتم كتابكم المذكور؟

-لم اكمل هذا الكتاب لإن الكتاب كما تعلمون هو عبارة عن ملاحظات كنت أدونها كلما خطر لي خاطر حول هذا الموضوع. -هل في النية طبع كتابكم المذكور؟

-لو أتمكن اطبعه ولكن كما تعلمون أن الوضع لا يساعد على طبعه في العراق، حيث ان الناس لا يحتملون الآراء التي فيها.

ولو كانت الظروف تساعدني إذ كنت أذهب الى اوربا او الى تركيا فأطبعه هناك)

توضحت الامور يا أستاذ زهير فلا مجال للتأويل والتشكيك واعترف الرصافي جهاراً بأن كتاب (الشخصية المحمدية) هو من تأليف المرحوم معروف الرصافي .. كل ما في الامر انه يتطلب من الباحث اي باحث التروي والتمحيص التدقيق والدرس والمتابعة الجادة العلمية وليست المسائل موضوع التمني والرغبات الشخصية في المسائل والدراسات العلمية ومن هنا تجد ان الرصافي لم يفتر عليه ونردد مع الشاعر قوله:

فقل لمن يدعي في العلم فلسفة * حفظت شيئا وغابت عنك اشياء

تلك بضاعتكم ردت اليكم

ردا على صاحب مقال (الرصافي يعترف بانه مؤلف الشخصية المحمدية)

زهير المعروف

جريدة التآخي - الخميس 10/ 05 / 2007

تعقيباً على المقال المنشور للسيد احمد لفتة علي في صفحة (مفتوحة) بتاريخ 2007/ 4/30 وعنوانه (لكي لا نكون ملكيين اكثر من الملك .. الرصافي يعترف بانه مؤلف الشخصية المحمدية). اقول: اتضح لي جلياً بأن الكاتب لم يفهم مقالتي التي استنبطتها من ديوان الرصافي نفسه وبلسانه الفصيح وشعره المعجز البليغ في قصيدته (الاسلام) الذي دافع فيه عن الاسلام دفاعا مستميتا مبدداً اللبس والشكوك التي اتهم الخراصون بها الاسلام جهلا وبيت القصيد فيه:

لقد أيقظ الاسلام للمجد والعلا * بصائر اقوام عن المجد نوم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير