وقد أفرزت هذه السطحية والظاهرية كماً هائلاً من الأحكام الخاطئة على الأحاديث النبوية، والآثار المصطفوية، حتى تطرق ذلك إلى أحاديث ((الصحيحين))، و ((السنن الأربعة))، وصحيحى ابن خزيمة وابن حبان، والكثير من الأحاديث التى احتج بها أكثر أهل العلم من المحدثين والفقهاء والأصوليين. ومن محدثات الأمور فى ذلك أن حُملتْ أحكام أئمة الجرح والتعديل على غير محاملها، وصُرفتْ إلى غير معانيها، وحُرفتْ عن مواضعها، فضلاً عن الآراء المنحرفة فى حقِّ الكثير من رفعاء الأئمة وعلماء الأمة.
وإليك يا أخى الحبيب هذا البيان بشأن تدليس ابن سميع:
قال أبو جعفر العقيلى ((الضعفاء الكبير)) (4/ 115): ((محمد بن عيسى بن سميع الدمشقي عن بن أبي ذئب. حدثنا أحمد بن منصور حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن عيسى بن سميع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن محمد بن مسلم الزهري قال: قلت لسعيد بن المسيب هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان رضي الله عنه؟، وذكر الحديث بطوله.
حدثني آدم قال سمعت البخاري قال: محمد بن عيسى بن سميع الدمشقي عن ابن أبي ذئب هذا الحديث)) اهـ.
ولهذا قال الحافظ أبو سعيد العلائى ((جامع التحصيل)) (1/ 109): ((محمد بن عيسى بن سميع. ذكر أبو حاتم بن حبان أنه روى حديث مقتل عثمان عن ابن أبي ذئب. قال: ولم يسمعه منه، إنما سمعه من إسماعيل بن يحيى أحد الضعفاء. وكذلك قال صالح بن محمد وغيره)).
ولأجل هذا أورده الحافظ أبو الوفا الحلبى فى ((التبيين لأسماء المدلسين)) (ص193)، ونقل كلام الحافظ العلائى الآنف.
ونقله كذلك الحافظ العسقلانى فى ((تهذيب التهذيب)) (9/ 347) وزاد: ((وقال صالح بن محمد ـ يعنى جزرة ـ ثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن عيسى بن سميع عن ابن أبي ذئب عن الزهري حديث مقتل عثمان، قال: فجهدت به كل الجهد أن يقول حدثنا ابن أبي ذئب، فأبى، قال صالح بن محمد: قال لي محمود بن بنت محمد بن عيسى: هو في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله عن بن أبي ذئب، قال صالح: وإسماعيل بن يحيى هذا يضع الحديث!!. قال صالح بن محمد: فحدثت بهذه القصة محمد بن يحيى الذهلي فقال: الله المستعان)).
وسأكتفى هاهنا بذكر علة التدليس، وتاثيرها على الحكم على هذه الرواية لابن سميع الدمشقى حدثنى روح بن القاسم عن عاصم بن بهدلة عن أبى صالح عن أبى هريرة، والتى زاد فيها ((والقرد)).
وربما يقال: قد صرَّح هاهنا بالسماع، فانتفت تهمة التدليس!!، فهذا متعقب ببيان آخر عن تدليس ابن سميع الشبيه بتدليسات الوليد بن مسلم الدمشقى فى جماعة من الدمشقيين، وهذا يحتاج إلى استفاضة توضيحية لها مقام آخر.
وأما بيان شذوذها فمقام يحتاج إلى إطالة، ومرجعه عند التحقيق: معرفة ما غمز به ابن سميع الدمشقى من التدليس، ومعرفة شيوخه من الضعفاء والمجروحين أمثال: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله، ومحمد بن أبى الزعيزعة، وغيرهما، ثم مقارنة روايته بسائر الروايات المحفوظة عن أبى هريرة فى هذا الباب.
وللبحث بقية، إن شاء الله تعالى.
ـ[الشاذلي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 05:53 م]ـ
###حذفه المشرف###
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 05 - 04, 07:03 م]ـ
عيسى عليه السلام سقتل الخنزير ويكسر الصليب وهذا حق كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم
أما قول الشاذلي (يوجد على الأرض مليارات الصلبان منها ملايين بجميع الدول العربية بلا استثناء
فهل سينشغل سلام الله عليه بالبحث عن الصلبان لتكسيرها؟)
فالحديث يخبر بأن النبي عيسى صلى الله عليه وسلم سيكون حكما يعني حاكما يحكم ويكون له جنود وأتباع ويضع الجزية يعني أنه لايقبل من اليهود والنصاري إلا الإسلام فقط ~أو السيف ومعنى هذا أنه يكون في موقع قوة وملك وحكم
فعندما يأمر بكسر الصليب ليس معنى هذا أنه يقوم بهذا العمل بنفسه فهو حكم عدل يمكنه الله من هذه الأمور بقوته سبحانه وتعالى، فنحن نؤمن بأن ما قاله صلى الله عليه وسلم حق وصدق وانه سيقع كما أخبر.